سياسيون: أوجلان يمد يده مجدداً بالسلام وعلى تركيا اغتنام الفرصة
"رجل سلام"... هكذا وصف سياسيون عبد الله أوجلان، مشددين على ضرورة أن يمد النظام التركي يده بجدية للتعاطي مع الأفكار الإيجابية التي يبديها المفكر والمناضل الكردي.
"رجل سلام"... هكذا وصف سياسيون عبد الله أوجلان، مشددين على ضرورة أن يمد النظام التركي يده بجدية للتعاطي مع الأفكار الإيجابية التي يبديها المفكر والمناضل الكردي.
أشاد سياسيون بما يصدر من مخرجات لوفد إمرالي الذي عقد عدة لقاءات مع المناضل والمفكر عبد الله أوجلان في سجنه بإمرالي، وما أبداه القائد من انفتاح إيجابي وأفكار جادة من أجل السلام والعيش المشترك بين الشعبين الكردي والتركي، وما سيكون لذلك من آثار إيجابية ليس على تركيا فقط، بل على كل منطقة الشرق الأوسط.
وبعد اللقاءات العديدة لوفد إمرالي سواء مع القائد أو مع السياسيين الترك، تسود توقعات بأن يطلق عبد الله أوجلان دعوة تاريخية خلال الفترة المقبلة من أجل السلام، فيما تتزامن تلك التحركات مع مرور 26 عاماً على اختطافه ضمن مؤامرة دولية بدأت إرهاصاتها في تشرين الأول 1998؛ عندما أجبر على مغادرة سوريا، ليمر بعدة دول إلى أن تم أسره في كينيا ونقله لاحقاً إلى الأراضي التركية.
يجب اغتنام الفرصة
يقول الكاتب محمد علوش عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن على النظام التركي أن يغتنم فرصة إطلاق مثل هذه التحركات والمبادرات القائمة من أجل تسوية ما تنجز السلام بين الشعبين الكردي والتركي، بما يضمن حقوق الشعب الكردي الوطنية والقومية والتمتع بحقوقه الطبيعة كغيره من الشعوب والأمم في العالم.
وفي هذا السياق، أكد "علوش" حق الشعب الكردي في نضاله وكفاحه التاريخي من أجل حقه في تقرير مصيره، وتحقيق أماني وتطلعات هذا الشعب الموزع في أكثر من منطقة جغرافية بالمنطقة، ولهذا فإن كل المقاربات السياسية التي قدمها أوجلان قبل وخلال اعتقاله في السجون التركية، تؤكد أنه رجل سلام ورغبته كزعيم وقائد في تحقيق السلام، وفق مفهوم الأمة الديمقراطية الذي صاغه.
ويقول السياسي الفلسطيني إننا "كفلسطينيين نتطلع إلى تحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة، ونعتقد أن تحقيق السلام الكردي – التركي ربما يسهم أيضاً في تحقيق المزيد من التسويات على مستوى الشرق الأوسط الصاخب بالأحداث، وفي ظل الهيمنة الأمريكية ومعها مشروع الشرق الأوسط الجديد"، مشيراً هنا إلى مساعٍ وخطط تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
حقوق وطنية ومشروعة
وشدد "علوش" على وقوفه إلى جانب الحقوق الوطنية والمشروعة، التي عبرت عنها حركات التحرر التي قادها القائد أوجلان خلال سنوات وعقود ماضية، مؤكداً أن قضيتي الشعبين الكردي والفلسطيني عادلة وإنسانية، وتستحقان دعماً من المجتمع الدولي من أجل سلام يحقق للشعب الكردي كرامته ويعيد له حقوقه المشروعة، وكذلك الحال بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وفي ختام تصريحاته، جدد السياسي الفلسطيني تأكيده على ضرورة اغتنام النظام التركي المبادرات التي تطرح من أجل التوصل إلى سلام حقيقي، يضمن الاستقرار الشامل في المنطقة، ويخدم عملية الازدهار والتقدم والتنمية، ولتكون تنمية دائمة تخدم كل شعوب المنطقة، وتساعدها على التعاطي مع المتغيرات الشاملة التي تطال خريطة الشرق الأوسط وكذلك النظام الدولي الجديد.
وتزامناً مع ذكرى تسليمه إلى تركيا في 15 شباط 1999 يتوقع أن يطلق القائد أوجلان خطاباً عن بعد على لسان تونجر باكيرخان الرئيس المشترك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، مؤكداً دعم حزبه لذلك النداء، داعياً الحكومة التركية إلى أن تقوم بدورها تجاه هذا النداء التاريخي.
سلام من أجل المنطقة
يقول الكاتب الصحفي المصري سيد عبد العزيز، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن رؤية القائد عبد الله أوجلان فيما يتعلق بحل القضية الكردية تقوم على فكرة إرساء السلام من أجل حقن الدماء، وقد مد يده بالسلام، وبالتالي فإن النظام التركي أمام فرصة مناسبة وعليه التحرك والتفاعل معها بشكل إيجابي.
وأضاف أن النظام التركي إذا تعامل مع مبادرات المفكر عبد الله أوجلان بشكل إيجابي، واستغل هذه الفرصة السانحة أمامه من أجل السلام، فإن هذا يغلق صفحة استمرت لعقود من الصراع، مؤكداً أن ما يطرحه القائد يتماشى مع كل الدعوات التي تنادي بإحلال السلام في الشرق الأوسط، وإرساء الاستقرار في المنطقة.
ورغم عقود من القمع والانتهاكات بحق الشعب الكردي ومناضليه ومفكريه، فشل النظام التركي في تحقيق مبتغاه أمام مقاومة تاريخية واستبسال من تمسكوا بحقوقهم، ولهذا يؤكد مراقبون أنه لم يكن أمامه سوى أن يقدم على فتح صفحة جديدة مع الكرد، لا سيما وأن الاضطرابات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ربما تطال تركيا كذلك.