محادثات البرهان وبن زايد.. هل تغير من مسار الحرب في السودان
شكلت المباحثات التي أجراها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتح البرهان مع رئيس الإمارات محمد بن زايد تحول كبير في مسار الحرب في السودان، حيث تعد الإمارات أكبر داعمي الدعم السريع.
شكلت المباحثات التي أجراها رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتح البرهان مع رئيس الإمارات محمد بن زايد تحول كبير في مسار الحرب في السودان، حيث تعد الإمارات أكبر داعمي الدعم السريع.
تشهد الحرب السودانية تحولات عميقة وسيناريوهات متسارعة ربما تفوق ما يتحدث عنه المحللين السياسيين، كما تشهد تغيرات في المواقف السياسية وتبدل آخرها المباحات التي قام بها قائد الجيش السوداني مع كل من الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، وهما الداعمان الرئيسيان لقوات الدعم السريع، في تغير واضح لمواقف الجيش السوداني وكبار جنرالاته تجاه تلك الدول، مما يثير التساؤلات حول ما قد تسفر عنه تلك المحادثات وهل يمكن أن ترسم خطوط عريضة لإنهاء الحرب.
وشهدت العلاقة مع الإمارات تحول دراماتيكي، لأن السودان تتهم الإمارات بتمويل قوات الدعم السريع ودعمها بالأسلحة والعتاد الحربي عبر تشاد وأفريقيا الوسطى، حيث شكل هذا الدعم فارقاً في المعارك العسكرية لصالح الدعم السريع، ووجه قادة الجيش السوداني انقاداً لاذعاً إلى الإمارات أدى إلى تبادل طرد دبلوماسيين.
لم يقف التدهور في العلاقات إلى هذا الحد، بل قدمت السودان شكوى ضد الإمارات في مجلس الأمن، وتراشق مندوبا البلدين في الأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن، لتشهد العلاقة تطور جديد عندما أجرى رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، مباحثات هاتفية مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد، وأكد الأخير فيها دعم أبو ظبي لأي جهود تهدف إلى وقف الحرب الدائرة في السودان.
وكشف شهاب إبراهيم المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، أن الإمارات تحاول تلعب دور في المشهد السياسي بالتالي استطاعت أن تعمل اختراق في علاقتها مع الجيش.
وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات، أن ما جرى بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الإمارات محمد بن زايد هي ليست مفاوضات بالتأكيد بقدر ماهي تفاهمات وقد يكون التحول في العلاقة ناتج من التحولات الداخلية وايضا على مستوى الإقليم.
وعدد المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير الأسباب التي أدت لتلك التفاهمات ومنها الوضع العسكري علي الأرض بالإضافة لحالة النزوح وانعدام الخدمات.
كما تطرق إلى موقف صقور النظام بعد تلك "التفاهمات"، مشيراً إلى أنه من الواضح انه سيتم انقسام في جميع الأطراف بخصوص اي تقارب يعزل الداعين لاستمرار الحرب.
بينما كشف صلاح زولفو، الإعلامي السوداني والرائد السابق في الجيش السوداني، أن مباحثات البرهان مع رئيس الإمارات محمد بن زايد، سيكتب لها النجاح وذلك لأن الإمارات هي من أشعلت الحرب وهم من أرادوا حالياً إخمادها.
وأكد زولفو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن من أشعلوا الحرب تأكدوا بالخسائر التي سوف يتضرر منها الجميع ومن أهمها مصادر السودان ومشاكل المياه حوض النيل والدليل على ذلك زيارة ابي أحمد ووساطته مع الإمارات في هذا التوقيت.
وأضاف الإعلامي السوداني والرائد السابق في الجيش السوداني، أن قبول السودان للتفاوض مع الإمارات رغم اتهامها بإشعال الحرب ودعم الدعم السريع هو تخاذل وتنازل مخزي ما كان متوقع ابدا من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، لأن الجيش كان يرفع شعار لا تفاوض لا صلح لا استسلام.
وبيّن زولفو أن المفاوضات تراجع كبير من الحكومة السودانية وشعاراتها السابقة ضد أبو ظبي، وتعتبر تراجع وتخاذل شعر به أنصار القوات المسلحة، لأن الجيش رفض التفاوض مع الدعم السريع لأسباب، وهو أن أي تفاوض مع الدعم السريع يعطيهم وجود، مما جعل الجيش يرفض أي محاولات للتفاوض التي تعطي الدعم السريع شرعية.
وأوضح الإعلامي السوداني والرائد السابق في الجيش السوداني، أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد فعل ذلك لأهداف معينة، وذلك لأنه خائف على بلاده ان تصلها شرارة حرب السودان وخوفه الأعظم بأن يضرب سد النهضة من داخل السودان وإذا حدث ذلك صعب جدا تحديد اتجاه الطلقة التي تخرج.
وأردف زولفو، أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد يحاول لجم الفوضى حتى لا تصل إلى عنده، لأنه إذا سقط السودان سوف تسقط كل دول الجوار وسوف يكون الخطر أكبر.
كما تطرق زولفو إلى الإمارات أسباب أن تتفاوض الآن، هو أنه ربما فرضت عليهم ضغوطات من جهة ما، او احساسهم بالفشل وخيبات الأمل.
وبالنسبة إلى تأثير المفاوضات على الدعم السريع والجهات المدعومة من الإمارات، أوضح زولفو أن كل من شارك في الحرب ضد السودان هو يعمل ويخدم أجندات وهؤلاء العين عليهم وسوف يأتي أوانها.
وتابع الإعلامي السوداني والرائد السابق في الجيش السوداني، أن مصير تلك المباحثات وإمكانية أن تصل في النهاية إلى انفراجه في وضع الحرب فإن الرؤى لم تذل ضبابية.