وستقام فعالية في العاصمة العراقية بغداد بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة للفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش ضد المجتمع الإيزيديي تنظمها منظمات مجتمع مدني إيزيدية، وسط حضور دولي مرتقب، وسيشارك في الفعالية كذلك السفير البريطاني لدى العراق ستيف هيتشين الذي سيعيد التأكيد خلالها على الموقف البريطاني.
لكي لا يكون القرار حبر على ورق
في هذا السياق، تقول ريهام حجو المتحدثة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية إنه بعد تعرض المجتمع الإيزيدي لهذه الإبادة فإنننا لم نأخذ حقوقنا، بعض الدول اعترفت بتعرضنا للإبادة مثل هولندا وألمانيا وأخيراً بريطانيا، لكنه مجرد حبر على روق لا ينفع في شيء، نحن كإيزيديين نريد حماية دولية، ونريد إدارة ذاتية، حتى الآن هناك صراعات على شنكال، والدولة التركية تقصف كل يوم شنكال والطائرات التركية تحوم فوق جبالنا.
وقالت "حجو"، في تصريحات لوكالة فرات، إن المجتمع الدولي عليه الاعتراف بأن ما تعرض له المجتمع الإيزيدي في العراق إبادة جماعية، وثانيا: يجب منع الدولة التركية مما تقوم به، ومنع الطائرات التركية التي تحوم فوق جبال شنكال، وأن يتم محاكمة ومحاسبة الجهات والقوات المسؤولة على الإبادة، وتشكيل محكمة دولية لمعاقبة داعش ومن دعموا هذا التنظيم.
الديمقراطي الكردستاني تواطأ مع داعش
وقالت ربهام حجو إن المجتمع الإيزيدي تعرض لهذه الإبادة، نظراً لثقفاتهم وجغرافيتهم ولغتهم، لافتة إلى أن الإيزيديين تعرضوا لـ 74 حملة إبادة جماعية تهدف إلى إنهاء وجودهم وهويتهم وثقفاتهم، كما روت تفاصيل ما حدث بأنه في 3 أغسطس عندما استولت عناصر داعش على مدينة الموصل كانت شنكال تحت حماية الحزب الديمقراطي الكردستاني من الناحية السياسية والأمنية، وقبل الإبادة بيومين، مسؤول الحزب في شنكال أعطى محاضرة وطمأننا بأنه ليس هناك مشكلة وأنهم سيدافعون عن أهل شنكال، وأن على الأهلي مساندة البيشمركة.
وقالت أيضاً إنه بناء على هذا الحديث شعر أهل شنكال بالثقة، ووفقا لحديثه فإنه لو بقي جندي واحد من البيشمركة فإنه الأهالي سيقفون خلفه لحماية بلدتهم، لكن يوم 3 أغسطس ليلاً أتى عناصر داعش وهاجموا شنكال وبدأوا بإحدى القرى، وعلى الفور انسحبت قوات البيشمركة وليس هذا فحسب، بل أخذت الأسلحة التي بأيدي الإيزيديين، وبعدها اضطر الإيزيديون للهروب إلى الجبل وتم حصارهم 7 أيام، بعدها قوات الدفاع الشعبي "الكريلا" ووحدات حماية الشعب YPG فتحت ممراً إنسانياً، وتحول الأمر من حصار إلى مقاومة شعبية، ودافعوا عن شنكال.
وترى "حجو" أن تنظيم داعش لم يكن على هذه الدرجة من القوة التي تجعله يسيطر على شنكال، بل بالعكس كانت هناك اتفاقية بين التنظيم وقيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني، فلو لم تكن هناك اتفاقية لكانوا قاوموا ولم ينسحبوا بين يوم وليلة، ولما كان يتم سؤال المنسحبين لماذا انسحبتم، كان الرد بأنه أتى إليهم قرار بالانسحاب وليس المقاومة.
إمكانية المحاسبة
من جهته، يقول صباح المختار رئيس جمعية المحامين العرب بلندن وممثل اتحاد المحامين العرب لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن قرار بريطانيا بشأن ما ارتكبه "داعش" ضد الإيزيديين بالأساس هو موقف سياسي، لأن توصيف العمل الإجرامي بأنه جريمة حرب أو جريمة إبادة جماعية ليس من اختصاص الدول فرادى وإنما من محكم دولية مختصة.
وأضاف "المختار"، في تصريح لوكالة فرات للأنباء، أن تنظيم داعش الإرهابي مشكلته في مسألة المحاكمة أنه ليس دولة أو مؤسسة أو كيان واضح، وهذا يجعل المحاسبة له كتنظيم يواجه إشكاليات قانونية كون مظلة لكثير من العناصر والمنظمات الإرهابية المختلفة، ولهذا أقول إنه قرار سياسي.
لكنه يرى أن هناك إمكاينة لمواجهة أشخاص ومحاكمتهم أمام القضاء البريطاني في إطار هذا الاعتراف بشأن الإبادة الجماعية للإيزيديين، كما حصل من قبل في ألمانيا، إذا تم الوصول إلى شخص محدد بعينه وتم مثوله أمام جهات التحقيق والقضاء وتم التوصل إلى أدلة بالفعل أنه ساهم في تلك الجرائم، وإذا كان لدى لندن واحد أو أكثر على أراضيها يمكن محاكمتهم سيتم ذلك، لكن محاكمة "داعش" كمسمى وكيان وتنظيم لن تحدث على عكس لو كان الأمر متعلق بدولة.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط اللورد طارق أحمد، إن الإيزيديين تعرضوا لمعاناة هائلة على أيدي داعش قبل تسع سنوات، وما زلنا نلمس تداعيات أفعاله حتى اليوم. لذا فإن تحقيق العدالة والمساءلة ضروري لمن دُمِّرت حياتهم، مضيف: "اليوم نعلن اعترافا تاريخيا بارتكاب إبادة جماعية ضد الإيزيديين، وهذا العزم إنما يعزز التزامنا على ضمان حصولهم على التعويض الذي يستحق لهم، وأن تتحقق لهم العدالة".
وقال المسؤول البريطاني البارز إن المملكة المتحدة مستمرة في دورها القيادي في القضاء على تنظيم داعش، بما في ذلك عن طريق إعادة بناء المجتمعات المتضررة بسبب إرهاب داعش، وقيادة الجهود العالمية للتصدي لحملاته الدعائية التي تسمم عقول الناس. وتعترف بريطانيا رسميا بوقوع 5 أحداث من جرائم الإبادة الجماعية حول العالم، هي: "الهولوكوست، وفي رواندا، وسريبرينيتشا، والإبادة الجماعية في كمبوديا وضد الإيزيديين".
ويعود تاريخ تلك الأحداث إلى الثالث من أغسطس عام 2014 عندما تقدم تنظيم داعش نحو مناطق إقليم كردستان وشنوا هجمات دفعت قوات البيشمركة الكردية للانسحاب من أمامهم في مدينة شنكال، على نحو جعل أبناء المجتمع الإيزيدي في مواجهة مباشرة مع عناصر التنظيم الذين قتلوا أكثر من 5 ألاف إيزيدي، كما تم تهجير الكثير منهم فضلا عن تعرض النساء للسبي.