لا يزال القتال دائر في ساحات اليمن رغم محاولات الهدنة مع الحوثيين، وفي تلك الآونة برزت القضية الجنوبية كأحد القضايا المحورية لا سيما بعد مؤتمر الرياض، ووجود نصف مجلس القيادة الرئاسي من ابناء الجنوب، ولذلك حاورت وكالة فرات السياسي الجنوبي وعضو البرلمان اليمني عيدروس النقيب، عن القضية الجنوبية ودلالات وجود قيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي في المجلس ومخرجات مؤتمر الرياض، وإلى نص الحوار:
كيف ترى تشكيل مجلس القيادة اليمني ووجود قادة المجلس الإنتقالي داخله؟
نحن نتحدث عن مخرجات مؤتمر الرياض، والموضوع يمكن أن ننظر له من زاويتين، والقضية مرت بعدة مراحل حتى وصلت إلى المرحلة التي نحن فيها اليوم، بداية بالحراك الجنوبي السلمي الذي لم يكن له جسر سياسي يعبر عنه، ونعتبر أن تشكيل المجلس الانتقالي ووصوله إلى ما هو عليه هو مرحلة متطورة من مراحل الحراك السلمي الجنوبي، ومن الزاوية الثانية فان مخرجات اجتماع الرياض هي اعتراف المجلس الانتقالي الجنوبي بالقضية الجنوبية، فوصول قادة من المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى رأسهم عيدورس الزبيدي إلى مجلس القيادة الرئاسي يمثل اعتراف بغض النظر عن مسائل يمكن اعتبارها مسؤوليات عن المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن الاعتراف بالمجلس الانتقالي يعتبر اعتراف بالقضية الجنوبية، وظل الكثيرون ينكرون وجودها وحتي الشرعيون لغاية ٢٠٢٢ يعتبرون أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمكن احتوائه ولكن اليوم صار المجلس الانتقالي الجنوبي حقيقة والقضية الجنوبية حقيقة، والباقي تفاصيل حول عن مصير القضية الجنوبية والمآلات التي يمكن أن نصل إليها.
هل وجود مجلس القيادة مناصفة مع الشماليين إنتقاص لحق الجنوب؟
نعتبر أن نصف المجلس من الشمال ومعظم أراضيهم تحت احتلال الحوثي بمثل انتقاص من حق الحنوب، لأن مجلس الرئاسة لا يدير الجمهورية اليمنية، ولكن يدير الجنوب، الرئيس شمالي وثلاثة من المجلس شماليين، وقراهم ومنازلهم تحت سيطرة الحوثي ولكنهم يديرون الجنوب، ورئيس الوزراء من تعز ومضى على فشله اربع سنوات، ومنطقته واقعة تحت احتلال الحوثي، ولكنه يدير الجنوب ويعبث بثروات الجنوب، ورئيس البرلمان من تعز قد تكون مديرية من مديريات دائرته الانتخابية محررة ولكن معظم محافظته تحت سيطرة الحوثي، وهو أيضا يدير البرلمان الذي ينشط في الجنوب، وهذا علامة نقص على القضية الجنوبية، لكن نحن نعلق الرهان على وجود المجلس الانتقالي في السلطة الشرعية الذي ينبغي أن يكرس لخدمة أبناء الجنوب والتخفيف من معاناتهم، وهذه النقطة الرئيسية التي ينبغي أن يكرس القادة الجنوبيين والوزراء جهودهم فيها
كيف تري وجود عيدروس الزبيدي كنائب للرئيس اليمني؟
الرئيس عيدروس هو ممثل عن القضية الجنوبية وكنت أخشى من قيام مشكلة بسبب القسم في البرلمان وحذرت من ذلك ولكن اللواء عيدروس تعامل مع المشكلة بذكاء وأقسم على الحفاظ على النظام وليس نظام الجمهورية اليمنية.
كيف ترى النفط وموارد الجنوب وإدارتها حاليا؟
مع الأسف رغم وجود مجلس القيادة الرئاسي ووجود له قيادات جنوبية وسيطرة الجنوبيين على محافظة شبوة إلا أن شركة النفط والحكومة اليمنية شمالية وتدير النفط ليس لصالح شعب الجنوب بل والشعب الجنوبي محروم من الخدمات والكهرباء، رغم وجود تلك الموارد في أراضي جنوبية.
كيف تري القاعدة والإرهاب في الجنوب؟
الإرهاب في الجنوب صناعة عقاشية شمالية بمعني جمهورية ما بعد سنة ١٩٩٤، الجنوب لم يعرف الإرهاب او التطرف الديني والسياسي بل كان طوال عمره الجمهورية اليمنية الشعبية طيلة ربع قرن نابذة للتطرف والإرهاب، كان يوجد شباب جنوبيين في السعودية وهم قلة قليلة الذين تم ترحيلهم إلى أفغانستان ولكن الغالبية من الشمال.
هل يوجد شخصيات نافذه حاليا تورطت في ملف الإرهاب ومساندة القاعدة؟
كانت هناك شخصيات نافذة أمسكت بملف أفغانستان، تتحول الى إرهابيين على رأسهم على محسن الأحمر الذي صار نائب رئيس الجمهورية وهو لا يزال على علاقة ودية بالجماعات الإرهابية ويقابلها ويزورها، ورئيس جهاز المخابرات غالب الغبيش، والشيخ عبد المجيد الزنداني هو الأب الروحي لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وكانوا مع بعض في أفغانستان، وهو كان المنظر الخاص بهم والمؤدلج وفي عام ١٩٩٤ كان على عبد الله صالح في حاجة إلى مقاتلين اشداء لأن الجيش اليمني لا يجيد القتال، ولذلك جلبوا الجماعة من أفغانستان واعطوهم رتب عسكرية، وقالوا لهم اطردوا الشيوعيين في الجنوب كما فعلتم في أفغانستان، ولم يكونوا وحدهم في انهزام الجنوب ولكن كان الانقسام الجنوبي وجماعة ١٩٩٤ الذين توهموا أنهم سيعودوا حكاما للجنوب، وتم خداعهم.