وتحدث "أغناتيوس" عن تضحيات الكرد في مواجهة الإرهاب خلال تحليل بشأن الحالة التي يقدم عليها الشرق الأوسط والتوجه العام إلى تحقيق التوافق بين دول المنطقة والابتعاد عن الصراعات، كما كان يقدم شرحا بشأن الموقف الأمريكي تجاه الأوضاع في سوريا وما يجب أن تقوم به الدبلوماسية الأمريكية.
التزام أخلاقي بالوقوف إلى جانب الكرد
وقال الروائي الأمريكي إن واشنطن لديها التزام أخلاقي بمساعدة الكرد السوريين الذين قاتلوا في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، للعثور على مكان في سوريا الفيدرالية المستقبلية.
وتوقف "إغانتيوس" في مقاله عند واقعة استهداف القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بمسيرة تركية في مطار السليمانية هذا الشهر بالعراق.
وأضاف أنه لحماية الكرد في سوريا مستقبلا يجب على الولايات المتحدة أن تعمل مع شركائها الإقليميين في الإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية، وأن تكون الدبلوماسية السرية قد بدأت بالفعل لحماية الكرد في إطار ما يجري من تحركات خلال الفترة الأخيرة.
وقال إن العالم مدين لقوات سوريا الديمقراطية بعد هزيمة تنظيم داعش، لافتا إلى أن تلك القوات تحملت مسؤولية إيواء السجناء الإرهابيين بمن فيهم المقاتلين الأجانب الذين يهددون كل دولة في أوروبا والعالم العربي إذا تم إطلاق سراحهم.
وشدد "أغناتيوس" على أنه سيكون من الغريب التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية بعد أن فقدت 12 ألف مقاتل في قتال تنظيم داعش، وبعد كل ما قدم من تضحيات من قبلهم في الحرب ضد الإرهاب في سوريا.
استهداف مظلوم عبدي في السليمانية
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي توجه إلى العراق للمشاركة في اجتماعات تتعلق بمكافحة الإرهاب بمشاركة التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، وقوات مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، وخلال عودته تم استهدف موكبه عند مطار السليمانية بطائرة مسيرة، ليتم اتهام تركيا مباشرة بالمسؤولية عن الهجوم الذي ثبت أنه تم بمسيرة تركية.
وطالبت الحكومة العراقية تركيا بالاعتذار عن هذه العملية التي تشكل اعتداء على السيادة العراقية، فيما ذكر مظلوم عبدي أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول النظام التركي فيها اغتياله، لافتا إلى أن العملية الأخيرة في السليمانية ربما ترتبط باقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا وفي ظل مساعي أردوغان لجذب أصوات له مع تراجع شعبيته.
نشاط دبلوماسي عربي لاستعادة العلاقات مع بشار الأسد
ويأتي ما كتبه الروائي الأمريكي في ظل نشاط دبلوماسي عربي محموم خلال الأسابيع الماضية لتطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أو ما وصف بـ"إعادة التعويم" للنظام السوري، في إطار مبادرة عربية مشروطة قدمتها الأردن، مؤكدا أن وضع الكرد يجب أن يكون في الحسبان.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أعلنت قبل أيام عن مبادرة أعربت خلالها عن استعدادها للجلوس مع النظام السوري والحديث بشكل مباشر معه ومع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى حل سياسي سوري في ظل فشل جميع المباحثات الخارجية مثل "جنيف وأستانة" في التوصل إلى حل يخرج سوريا من أزمتها.
وعلق عدد من القادة الكرد في سوريا على تحركات التطبيع العربي مع النظام السوري، وقالوا إنه يجب أن يكون تطبيعا مشروطا بتحركات سياسية جدية من قبل النظام تفتح أفقا لحل سياسي يسع الجميع عبر حوار وطني جاد، فيما أبدى بعضهم عدم تفاؤله بإمكانية أن يقدم نظام بشار الأسد على خطوات جادة نحو الحل السياسي.
رابط المقال:
https://www.washingtonpost.com/opinions/2023/04/18/us-mideast-peace-deals-diplomacy/