ندوة المبادرة العربية.. وضع المجتمع في مركز الحل

تخطى فكر القائد أوجلان حدود زنزانته في إمرالي وأصبح مشعل نور يضيء منطقة الشرق الأوسط، واجتمع حول فكر القائد وكتبه، عدد من المفكرين والسياسيين لمناقشة هذا الفكر وكيف أنه تحول إلى علاج لمشكلات الشرق الأوسط المستعصية.

كان اليوم العالمي لحقوق الإنسان موعداً لتجمع عدد كبير من القامات السياسية والفكرية والباحثين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لمناقشة كتب وفكر القائد عبد الله أوجلان عبر المبادرة العربية لحرية القائد أوجلان، تتناول زوايا من فكر القائد سواء على صعيد القضية الكردية أو الفلسطينية والجانب الحقوقي الذي تحدث بشكل مفصل عن عزلة القائد وسلامته الجسدية.

 وكشف إلهامي المليجي، الكاتب الصحفي ومنسق المبادرة العربية، أن "اليوم يعتبر يوماً خاصاً من أيام المبادرة العربية لدعم حرية القائد أوجلان، حيث تنظم المبادرة ندوة تضم سياسيين من مصر والأردن والعراق، والتي تتزامن مع يوم كتب القائد عبدالله أوجلان لقراءة كتاب من كتبه والنقاش حوله، وعرض مضامينه، ولذلك يوجد في نفس التوقيت العديد من الندوات لقراءة كتب القائد أوجلان في 160 دولة حول العالم، والسبب في هذا اليوم هو أن الأفكار التي تجاوزت السجن لا يمكن لأحد حبسها، وكما يقولون "عمر السجن ما موت فكر"، كما يتزامن هذا اليوم مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وحقوق الإنسان تنتهك بشكل صارخ".

وأكد المليجي في مشاركته للندوة أن "الندوة تضمنت الحديث عن كتب أوجلان وفلسفته وأفكاره كما تناولت العزلة المفروضة عليه وتأثيرها".

وأضاف الكاتب والصحفي المصري: "وتناولت القضية الفلسطينية، ولكن بفكر القائد أوجلان، كما تناولت أوجه التماس والتشابه بين القضيتين الفلسطينية والكردية، وتوقفت عند حرية المرأة كأحد مرتكزات فلسفة القائد، بالإضافة لمشروع الأمة الديمقراطية كحل لقضايا المنطقة، وتحدثت عن الأبعاد القانونية للمؤامرة القانونية على القائد".

بينما قال الدكتور طه علي، أن "السيد عبد الله أوجلان هو مفكر من نوع خاص"، مبيناً أن "هناك الكثير من الخلط بسبب الآلة الإعلامية التركية التي تسيطر عليها أبواق ما يسمى بالإسلام السياسي حول القضية الكردية، وليست الدولة التركية فحسب بل الدول القومية في المنطقة العربية التي يتواجد بها قطاعات من الشعب الكردي مثل إيران وسوريا والعراق".

وأكد "علي" في مشاركته بالندوة، أن "هناك حرص على تصدير صورة مغلوطة، وهناك العديد من المفردات التي أصبحت لصيقة بالقضية الكردية مع النخبة في المنطقة العربية مثل هؤلاء من يريدون الانفصال، هؤلاء من يريدون أن يقسموا المنطقة، هؤلاء هم أكراد الجبل، وهو ما يحدث مع المفكر عبد الله أوجلان الذي يتم تصديره كقائد يقود جماعة خارجة عن الدولة في تركيا بينما واقع الأور هو أنه رجل لديه قضية ورؤية وفكر". 

وأضاف الباحث في قضايا الشرق الأوسط وشؤون الهوية، أن "وجود السيد عبد الله أوجلان في القضية الكردية نقل القضية لمساحة لم تكن معهودة عنها قبل ذلك، وهو وجود القضية الكردية في إطار أيدلوجي وفكري وليس في إطار نضال وإطار عشائري بأن عشيرة ما تسيطر، فهو نقل القضية الكردية من كونها أداة في يد لعبه استراتيجية بالمنطقة إلى فكر أيديولوجي مختلف".

وبيّن: "عندما نتحدث عن المفكر عبد الله أوجلان فإننا أمام مشروع له ملامح ومرتكزات، والمشروع الفكري الذي تتضمنه كتاباته، وكتاباته مترابطة لها بداية ونهاية وتشعبات عبر عنها في كتابه الأول المدنية في مانيفستو الحضارة الديمقراطية، أول السبل هو الميثولوجيا أو علم الأساطير، وهي تحتل مكانة هامة بأفكاره لأن مشكلات اليوم ضاربة في بطن التاريخ البشري بشكل عام"، مبيناً أنه في هذا الوقت لم تكن الأديان والبحث العلمي قد ظهرا ولكن ما تم نقله كان عبر الميثولوجيا والنقوش الحجرية لأنها وسيلة الحصول على الحقيقة في هذا الوقت.

وأوضح الباحث في قضايا الشرق الأوسط وشئون الهوية، أن "مشروع السيد أوجلان وضع أرضية رغم أنه بدأ من أرضية ماركسية اشتراكية، ولكن قراءته للتاريخ كانت قراءة نقدية حتى أنه تجاوز فيها الفكر الماركسي، ورأى في الاشتراكية العلمية بأنها تخرج من بيئة غير بيئة الشرق الأوسط، رغم أنه وجه نقده في المقام الأول إلى المدنية والرأسمالية، والجديد الذي جاء به السيد أوجلان هو مركزية المجتمع".

وأردف: "السيد أوجلان يضع المجتمع في مركز الكون وليس الإنسان فحسب، والبداية كانت من المجتمع الطبيعي والذي تمركزت فيه المرأة التي تدور حولها كل شيء مثل المرأة الحنون والمرأة الأم والمرأة الحكيمة والمرأة الساحرة وعندما انتقل المجتمع لمرحلة القنص والصيد تغلب فيها الرجل معتمداً على قواه الجسدية، لننتقل إلى فكرة السيطرة والهيمنة لتصبح أساساً في المدنية الحديثة وابتداعه لعلم الجينولوجيا وذلك أمام العلوم الاجتماعية التي رجت من بيئة غربية في المقام الأول وجعل المجتمع بقيم عصرية وعالمية، وكان المجتمع هو المحور الرئيسي الذي دارت حوله كتابات المفكر عبد الله أوجلان وليس الإنسان كما في الأطروحات الفكرية الغربية".

وكشفت زينب مراد، الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني، أن "الندوة تقام ضمن فعاليات حملة دولية كبيرة من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان، والمبادرة العربية هي جزء من تلك الحملة".

وأكدت مراد في مشاركتها بالندوة أن "القائد عبد الله أوجلان أفكاره عبرت الحدود جزيرة إمرالي المعتقل بها، بل عبرت حدود كردستان والشرق الأوسط وأصبح فكره يدرس ويحتمل تطبيقه في باقي أنحاء العالم وهناك الكثير من مؤيدي طرق الحل الذي طرحه، ومرت 24 عاماً على اعتقاله في معتقل سيء الصيت مثل إمرالي في دولة سيئة الصيت مثل تركيا ونظامها الفاشي، وهو يمثل رمزاً سياسياً كبيراً ويمثل الحرية والديمقراطية لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع".

وأضافت الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني، أن "وجهة نظر القائد عبد الله أوجلان في القضية الكردية والقضية الفلسطينية بأنه اعتبرها ضمن مؤلفاته قضيتين حيويتين في منطقة الشرق الأوسط حتى الآن لم يتم حلهما"، مشيرة إلى أنه "كان دائماً يقترح حلولاً لتلك المشكلات ولكن لم تكتب لها التطبيق إلا في منطقة شمال شرق سوريا والتطورات السياسية والإدارية وتطور المرأة والايكولوجيا".

وأوضحت: "فكر القائد عبد الله أوجلان اشتمل على 3 مرتكزات أساسية هي الثورة والسياسة والثقافة والتي تشمل الهوية الثقافية والوجود في الجغرافيا والجوانب الأخرى للثقافة، وطرح حلول قابلة للتطبيق وطبقت شمال شرق سوريا"، مبينة أن "الحل الوحيد لتحرير الإنسان والمجتمع هو مشروع الأمة الديمقراطية وهو يهتم بالإنسان والمجتمع، وهما العنصران المهملان في الشرق الأوسط مع أنظمتها الحالية".

وبينت الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني، أن "السيد أوجلان بحث عن حلول داخل المجتمعات التي يعيش بها الكرد وليست السلطات التي تحكمهم، وحتى التبعية للقوى العالمية التي تسعى لتأكيد هيمنتها على المنطقة بوسائل مختلفة".

واردفت: "اتفاقية لوزان أنكرت الحق الكردي وقسمته بين عدد من الدول وظهرت بموجبها الدول القومية مثل تركيا وإيران وقيامهم بجرائم إبادة جماعية بحق الكرد"، موضحة أنه في كتاب القائد أوجلان "الفوضى في الشرق الأوسط والحلول المحتملة" أن "خروج المنطقة من الأزمات التي تعيشها هو السعي لحدوث التحول الديمقراطي، وأن يكون هناك تغييرات بنيوية في الفكر السياسي والاجتماعي الديمقراطي لتمهيد الأرض لذهنية ديمقراطية تشاركية ضمن كافة شعوب المجتمع، لأن المشكلة التي يعاني منها الكرد بعد الدولة القومية هي الصراعات الداخلية ووجود قومية واحدة متسلطة على السلطة وبقية الشعوب تقمع، وهذا الحل البديل ظهر في شمال وشرق سوريا من وجود إدارة من الشعوب الموجودة تدير المنطقة بشكل تشاركي والتي تصون التنوع والتعدد بالمنطقة.

كما ذكر القائد أوجلان في كتابه مانيفستو الحضارة الديمقراطية أن التقسيم والتجزئة في سايكس بيكو وغيرها من المعاهدات كان بهدف وجود قضايا تدوم قرناً من الزمان وإذا لم نتبنى حلول كافية ستدوم قرناً آخر".

بينما أكد السفير شريف شاهين، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، على "ضرورة إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان والاهتمام بفكره"، وقال إن "اعتقاله أمر مسيء للإنسانية والقضية الكردية".

وأكد شاهين في مداخلته، أن "تحقيق الديمقراطية كمدخل لتحقيق حرية الشعب الكردي وباقي الشعوب المضطهدة، وعبر تلك الحرية يمكن للمجتمع أن يستعيد قواه الحيوية. في تحقيق الكرامة الإنسانية، والتحدي الحقيقي هو وجود تطبيق عملي لتلك الديمقراطية وليس تطبيق شكلي".

وأضاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق: "هناك تلازم بين القضيتين الفلسطينية والكردية باعتبارهما أهم قضايا المنطقة، وهو تلازم رغم تعقيد القضيتين، وتحقيق العدالة الإنسانية لإقامة الدولتين الكردية والفلسطينية على أراضيهم التاريخية".

ودعا "شاهين" إلى تفعيل دور المؤسسات وقال: "هو دور معطل في مجتمعاتنا وإذا كانت مفعلة لكان بالإمكان فعل الكثير للقضية الفلسطينية والكردية"، وطالب بنشر فكر القائد عبد الله على أوسع نطاق بشكل مبسط ليصل للشعبين العربي والكردي.
 
بينما كشف مظلوم ديج، المحامي والوكيل القانوني أن "القائد عبد الله أوجلان لديه 25 عام في سجن إمرالي التركي، والسلطات التركية لا تنفذ قانونها ولا القانون الدولي في ظروف اعتقال القائد أوجلان".

وأكد "ديج" خلال مشاركته، أنه "منذ 3 سنوات، لم ترد عنه أي معلومة ولا يوجد أي تواصل حتى عن طريق الهاتف".

وأضاف محامي القائد أوجلان، أن "العزلة المفروضة على القائد ليس لها مثيل في العالم، فحتى نيلسون مانديلا كان معتقلاً ولكن العزلة المفروضة على القائد أوجلان ليس لها مثيل"، مبيناً أن لديه قناعة أن القوى الدولية وتركيا يفرضون هذه العزلة القاسية نتيجة للخوف من أفكار القائد أوجلان.

بينما رأى علي المهدي، القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، أن "طبيعة النضال الذي قاده القائد أوجلان، وهي مرحلة السبعينات التي شهدت نهضة كافة الحركات التحررية والقومية وكانت وقتها النظم الرأسمالية تمر بظروف صعبة، وتركيا كانت جزءً من الحركة الرأسمالية وتحكمها النخبة القومية العسكرية، والتي كانت تخنق الطبيعة الديمقراطية، وأي نهوض لها كنت تحاول وأده عبر الانقلابات العسكرية".

وأكد مهدي خلال مشاركته، أن "الفكر الماركسي تطور عبر القائد أوجلان وتكون حزب العمال الكردستاني عبر عدد من الثوريين، ولأول مرة بتركيا يكون هناك حضور سياسي كردي بالداخل الكردي، وأن يحول القضية من أمراء عشائريين لتنظيم سياسي، وذلك عبر كوادر حزب العمال وتضحياته استطاع أن يوحد القوى الكردية بتلك المناطق، وأن يطلق طلائع ثورية ولعل القيادات الكردية التي أصبحت الطرف الثالث في البرلمان التركي هي ناتج لهذه الطلائع".

وأوضح القيادي في الحزب الشيوعي العراقي، أن "حرية القائد أوجلان ستكون بداية لحل حقيقي للقضية الكردية، لأن القادة مثل أوجلان ومانديلا وهوشي منه، هم من يملكون القدرة الحقيقية للتأثير على الجماهير وعلى شعوبهم"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد شخص يمكنه تجميع الكرد تحت جناحه أكثر من القائد أوجلان".

وقال مختار غباشي: "يجب التركيز على آليات الضغط التي يمكن أن نضغط من خلالها لخروج القائد عبد الله أوجلان ويجب تشكيل آلية ضغط إعلامية وسياسية وقانونية من أجل الإفراج عن القائد عبد الله أوجلان".

وأكد غباشي خلال مشاركته، أنه "أصبحت آليات محاكمته أو طريقة مطاردته وخروجه من سوريا إلى روسيا ثم إيطاليا ومنها اليونان ثم إلى السفارة اليونانية في كينيا ثم تواطؤ المجتمع الدولي في القبض عليه، ثم المحاكمة التي تعرض لها صورياً في عام 1999 بالإعدام ثم خفف إلى المؤبد".

ودعا نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن "يتمتع القائد أوجلان بحقه في محاكمة عادلة وأن تعاد محاكمته ويفرج عنه ويناقش فكره"، مشيراً إلى أن "الزعيم المفكر دائماً ما يشكل خطراً على خصوم القضية الكردية خاصة وأنه يطرح آراءاً وافكاراً بديلة وقابلة للتطبيق على النطاق الدولي".

كما طالب "غباشي" بتشكيل فريق قانوني دولي وأن يتواصل مع فريق الدفاع عن القائد أوجلان ليقوم بعملية ضغط على الجانب التركي في المحاكم التركية والدولية من أجل السماح بمقابلة القائد أوجلان.

بينما كشفت الدكتورة فرناز عطية، أستاذة السياسة الدولية، أن "السيد عبد الله أوجلان يعاني من إجحاف في حقوقه كمعتقل لدى السلطات التركية ويجب ضمان سلامته وإنهاء العزلة".

وأكدت "عطية" خلال مشاركتها، أنه "توجد تشابهات بين القضية الفلسطينية والكردية، هو الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في كلا القضيتين، والاختلافات أن القضية الكردية سبقت الفلسطينية في الظهور، والقضية الفلسطينية منصبة على دولة محددة الإقليم ولها حدود معروفة، وانتهك حقوق اهلها، ولكن القضية الكردية عمل الغرب على محاربتها وتمزيقها بين عدد من الدول في الشرق الأوسط منهم دولتان عربيتان، وأصبح لا يوجد دولة محددة نتحدث عنها وإنما قومية واسعة وكبيرة، وتبقى القضيتان متشابهان في المنطقة الإنساني والحقوقي والديني". 

وأضافت استاذة السياسة الدولية، أن "القائد عبد الله أوجلان اهتم بالقضية الفلسطينية وأفكار القائد لم تنحصر في دولة معينة أو قومية معينة، ولكنها مست الجميع، وشخص المشكلة بأن إسرائيل مرتبطة بنشوء الدولة القومية وهو انتقد الدولة القومية، لأن اليهود كانوا يعيشون بسلام في الدول العربية ولم يتم انتهاك حقوقهم، على نقيض ما حدث ضدهم في أوروبا وحياتهم في حياة منعزل للعيش، وسعياً للتخلص منهم وذلك بتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين".

وأوضحت عطية، أن "إسرائيل تقوم على الصهيونية والابارتيد الفوقي، وكان الحل في الأمة الديمقراطية الذي يقوم على تذويب الفروق بين الطبقات والطوائف الدينية والعرقية، ولذلك فإن افكار القائد عبد الله أوجلان لا تروق للغرب الامبريالي الذي يعمل على التوسع وتشتيت الدول والتفرقة بين شعوبها ومكوناتها من خلال التلاعب بالقوميات الموجودة بها".

بينما كشف ساطع راجي، الكاتب العراقي أنه "في يوم حقوق الإنسان صدق انتقاد القائد أوجلان للحضارة الغربية بأنها لا تتمتع بهذا الشعار العريض من احترام حقوق الإنسان، وهذا النقد للحضارة الغربية يتجسد في تجاهل تركيا للقضية الكردية بشكل عام والانتهاكات ضد القائد أوجلان بشكل خاص وقبولها بوجود تركيا في مؤسساتها ومنظماتها".

وأكد راجي في مشاركته، أن "هذا التجاهل نجده مع القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني الذي يتعرض إلى مذابح في غزة، لأننا نعيش حالة صدمة مع التجاهل الغربي لقضايا الشرق الأوسط والقضية الكردية نشأت مع نشوء المجتمع الدولي الجديد"، مقارناً عزلة أوجلان بعزلة القائد الفلسطيني ياسر عرفات في غرفة حتى وفاته.