مثقفون مصريون: "التنظيم الإرهابي" أفلس والشعب يقظ لمخططه

مع الإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية المصرية، أمس، بادرت جماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر، بإصدار بيان تشكك فيه بنزاهة الانتخابات ومشروعيتها، وعزا سياسيون مصريون ذلك الى النهج الأزلي للجماعة في بث الشائعات والأكاذيب.

وكان حكم جماعة الإخوان الذي أعقب ثورة 25 يناير 2011 قد أطيح به إثر احتجاجات شعبية واسعة في 30 يونيو 2013، في المقابل ردت الجماعة بأعمال عنف وإرهاب طالت مناطق عدة وقطاعات متنوعة من الشعب لا سيما الجيش والشرطة والأقباط، وقد صنفها القضاء المصري تنظيماً إرهابياً، بينما يصف التنظيم ما جرى ضده بالانقلاب.

بيانات معتادة

في هذا السياق، يقول الأستاذ عبد اللطيف حامد الكاتب الصحفي المصري وعضو مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، في اتصال هاتفي مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تشكيك جماعة الإخوان الإرهابية في الانتخابات الرئاسية المصرية أمرٌ ليس بغريب، لأن المصريين دولة وشعباً ونظاماً تعودوا من هذا التنظيم القيام بحرب من الشائعات والأكاذيب المدمرة ضد الوطن منذ توحدت كلمة الشعب بكل أطيافه ومختلف فئاته على إسقاط حكم المرشد في ثورة 30 يونيو العظيمة لإنقاذ الوطن من مخطط الأخونة.

وأضاف "حامد" أنه من الطبيعي عندما يرى عناصر الجماعة الإرهابية وأذرعها الإعلامية حشود المصريين تتوالى على مكاتب الشهر العقاري لعمل توكيلات لمرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة وفي مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أحبط مخططهم للاستمرار في الحكم 400 عام كما كان يقول نائب المرشد خيرت الشاطر، فقد جن جنون التنظيم وحلفائه في الداخل والخارج لتعكير صفو هذه الانتخابات ونشر الافتراءات حول نزاهتها.

وأكد الشعب المصري لا يمكن أن ينخدع فيما تزعمه عناصر الجماعة الإرهابية وقنواتها ومواقعها الإخبارية، لأن المواطن المصري يعلم نواياهم الخبيثة ومحاولاتهم وقف معركة البناء والتنمية التي تقودها الدولة المصرية خلال العشر سنوات الأخيرة، وخريطة المشروعات القومية والتنموية التي تخذق عيونهم بطول وعرض الوطن.

وفي ختام تصريحاته، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، لفت "حامد" إلى أن الجماعة وحلفائها يحاولون التشكيك مبكراً في الانتخابات مهما كانت نتيجتها، حتى يخرجوا على العالم فور إعلان النتيجة بأنهم قالوا ذلك من قبل، ولكن هذه الحيلة لا قيمة لها لأن الانتخابات بها أكثر من مرشح وتحت إشراف قضائي كامل من خلال قاض لكل صندوق إلى جانب المراقبة والمتابعة من كافة وسائل الإعلام والمنظمات الدولية والمحلية.

دلالة البيان الإخواني واضحة


من جهته، يقول عمرو فاروق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في اتصال هاتفي مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، إن بيان هذه الجماعة مفهوم ومعروف دلالة توقيته جيداً، وهو إجراء الاستحاق الانتخابي وإعلان جدوله الزمني، وهم في هذه الحالة يريدون مرة أخرى اللعب على وتر زعزعة ثقة المواطن المصري في الصندوق الانتخابي.

وأوضح "فاروق" أن الجماعة تريد من خلال تلك البيانات تشكيك الناخب في جدوى العملية الانتخابية، وبالتالي فإنها ترى أنها قد تتسبب في عزوف المواطن عن الإدلاء بصوته، وبالتالي أن تكون نسبة المشاركة ضعيفة، وهنا فإنها ستتوجه للمرحلة الثانية وهي القوى الخارجية والمجتمع الدولي وتسوق المزاعم المختلفة بأن الانتخابات مشكوك في نزاهتها بدليل نسبة المشاركة المتدنية لأنهم يتحركون في إطار مخطط للقوى الخارجية الداعمة لهم، وهذا ما يعتقدون أنه يمكنهم تحقيقه.

ولفت الخبير في شؤون الحركات الإسلامية إلى أن هذا المخطط الإخواني الذي يستهدف الإساءة إلى العملية الانتخابية سيفشل، لأن الإنجازات التي حققتها الدولة على مدار السنوات الماضية قضت تماماً على المساحة التي كانت تعمل فيها الجماعة، والتي كانت تستغل تقصير الدولة فيها لا سيما خلال فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك لتقديمها للمواطنين، لكن الآن الدولة تقوم بكل شيء تقريباً واستطاعت أن تحتوي كافة الشرائح المجتمعية، وبالتالي مفهوم الغرض من بيان الجماعة، وما هو إلا محاولة لزرع عدم الثقة بين الدولة والمواطن.

الجماعة قد أفلست

بدوره، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن بيان الجماعة الإرهابية الأخير يعبر عن حالة الإفلاس التي وصلت إليه الجماعة وقادتها إلى انفصال تام عن الواقع المصري وتطوراته، فلا تزال هذه الجماعة تغرد خارج الواقع ومتوقفة عند مرحلة 2013 حين لفظهم الشعب المصري في ثورة شعبية شهد لها العالم كله.

وأضاف "الشريف" أن جماعة الإخوان لم يعد لديها إلا تصريحات مسيئة وتحمل أكاذيب كانت في وقت من الأوقات تؤثر على البعض، لكن حتى هذا التأثير قد تلاشى في ظل معركة بناء الوعي وبناء الإنسان التي خاضتها الدولة المصرية تحت راية سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكداً أن هذا البيان لا يعني أي شيء بالنسبة لأي مواطن مصري.