معركة سلاح المدرعات.. هل تصبح نقطة تحول في مسار الحرب السودانية

شهدت المعارك في السودان خلال الأيام الماضية تطور دراماتيكي عندما أصبحت المعركة داخل أحد أهم الأسلحة في الجيش السوداني، وهو سلاح المدرعات، مما يشكل نقطة تطور في مسار الحرب، ويضع الكثير من التساؤلات عن أهمية هذا السلاح وإصرار الدعم السريع على السيطرة عليه.

كشف الفريق محمد ميرغني، القائد السابق لسلاح الجو السوداني، أن معركة المدرعات حسمت لصالح الجيش السوداني، وتكمن أهمية سلاح المدرعات في الحرب السودانية لأنه يمثل القوة الضاربة للجيش السوداني، لأن الدبابة تستطيع أن تقوم بعمل 100 جندي ودانة واحدة من الدبابة لها قدرة تدميرية كبيرة.

وأكد ميرغني في تصريح خاص لوكالة فرات، أن ما يتحدث عنه الدعم السريع بأن معركة سلاح المدرعات حاسمة منافي للحقيقة لأن سلاح المدرعات هو وحدة من وحدات الجيش السوداني، ولكن توجد وحدات أخرى مثل الطيران والمشاة والدفاع الجوي، وبه عشرات الأسلحة، لكن معركة المدرعات كانت حياة أو موت بالنسبة لهم، لأنهم كانوا يريدون الحصول على الآلة العسكرية في السلاح.

وأضاف القائد السابق لسلاح الجو السوداني، أن قوات الدعم السريع انتهت شوكتهم، وأصبحوا لصوص يسرقون منازل المواطنين وسياراتهم، ويجلسون في بيوت الناس.

كما بين ميرغني، أن الخرطوم في يد آمنة وتوجد قوات خاصة قضي على هؤلاء الناهبين لمنازل مواطنو الخرطوم، موضحاً أن الشعب السوداني والقبائل ملتفة مع الجيش السوداني، وهناك الآلاف من المتطوعين من السودانيين في معسكرات الجيش لأن المعركة معركة وطن.

كشف الطيب المكابرابي، الإعلامي والمحلل السياسي السوداني، الذي عمل سابقاً في التليفزيون الحكومي السوداني، أن معركة سلاح المدرعات تعتبر إحدى أهم المعارك بأن سلاح المدرعات يعتبر احد أهم  الأسلحة في حسم المعارك، وثانياً لأنه سلاح تفتقده المليشيا المتمردة وقد حاولت الاستيلاء عليه عبر قيادتها في السابق قبل التمرد فقابلت قيادة السلاح محاولة حميدتي بإهانة بالغة آنذاك ما دعاه ومن معه يضمرون شراً بهذا السلاح وقادته ثم إن الموقع الاستراتيجي لسلاح المدرعات وسط الخرطوم يجعله بديلاً لمواقع كثيرة كانت تابعة للمليشيا دمرها الجيش.

وأكد المكابرابي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن معركة سلاح المدرعات ومن بعدها سلاح المهندسين تعتبران من أهم معركتين للتمرد فإن استطاع الاستيلاء عليهما فبإمكانه أن يتمدد كثيراً ويبسط نفوذه على معظم الأسلحة والوحدات التابعة للجيش.

وأضاف الإعلامي والمحلل السياسي السوداني، أن الوصول الى المدرعات ظل هدفًا للتمرد منذ ما قبل الحرب وبعدها تكررت المحاولات حتى بلغت أكثر من عشر محاولات في هذه المحاولة حشد التمرد على ما يبدو كل ما لديه من قوات تم تجميعها من مناطق العاصمة.

وعدد المكابرابي بعض تلك المناطق التي شن منها الدعم السريع مثل الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل وجاءت قوات الدعم السريع من باقة المحاور بغية تحقيق اختراق أو نصر بالاستيلاء على المدرعات وأجتهد التمرد في ذلك كثيرا ولكنهم خسروا المعركة حتى الآن فهم خارج سلاح المدرعات تماماً وتجري مطاردتهم بكافة انواع الاسلحة، وستكون هذه آخر محاولاتهم للهجوم أو الاستيلاء على المدرعات.

كما كشف إسماعيل حسن، عضو تجمع المهنيين السودانيين، أنه يبدو أن سلاح المدرعات وجهة إستراتيجية للدعم السريع فاذا واصل الجيش نفس أخطاءه الواضحة منذ بدء الحرب فسيفقد المدرعات كما فقد الاحتياطي المركزي واليرموك، مبيناً أنه يبدو أن الجيش لا يفهم تخطيط الدعم السريع وحركته.

وأكد القيادي بتجمع المهنيين في تصريح خاص لوكالة فرات، أن المعارك ليست حاسمة حتى لو استطاع الدعم السريع السيطرة وذلك لأن سلاح الطيران هو الحاسم، مبيناً أنه إذا استطاع الجيش العمل بعيدا عن الإسلاميين فالمهمة سهلة.

كما اوضح محمد حسن الحلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني من داخل الخرطوم، أن المعارك مشتعلة هناك منذ أربعة أيام لم تتوقف، اهمية سلاح المدرعات أنها تمثل رمزية الجيش، وهي من أقوى الأسلحة.

وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الخارطة العسكرية منذ بداية النزاع المسلح تعتمد على حماية الجيش لقواعده العسكرية وهجوم الدعم السريع على مناطق الجيش، ولكن في الشهر الأخير تغيرت الخطط إلى مبادرة الجيش بالهجوم خاصة بعد خسارته أهم موقعين عسكريين جنوب العاصمة هما اليرموك والاحتياطي المركزي لقوات الشرطة.

وأضاف الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن معركة سلاح المدرعات حاسمة معنوياً وليس مادياً، لأن المدرعات تمثل رمزية الجيش الدعم السريع يريد أن يحقق تموضع عسكري قبل العودة إلى مفاوضات جدة كما أن الدعم السريع لديه اعتقاد أن أشرس خصومه يتواجدون في المدرعات.

وبين حلفاوي، أنه إذا نجح الدعم السريع في السيطرة على سلاح المدرعات يمكنه الوصول إلى القيادة العامة لكن ليس بسهولة سيحتاج الدعم السريع الى خوض معركة أخرى اذا نجح في دخول المدرعات لكن حتى الآن الجيش يسيطر على المدرعات.

وأردف حلفاوي، أن قوات الدعم السريع لم تحقق أي تقدم، بالعكس خسرت بعض المناطق في أم درمان، خاصة مواقع قريبة من جسر شمبات من ناحية أم درمان فهذا الجسر يربط بين الخرطوم بحري شمال العاصمة ومدينة أم درمان غرب العاصمة ويمثل جسر للإمداد العسكري لقوات الدعم السريع، مشيراً إلى أنه حتى اليوم لا تزال المعارك مشتعلة من ناحية أم درمان نحو هذا الجسر ويحرز الجيش تقدماً كبيراً.