منال العبادلة: الشعب الفلسطيني لن يكرر مأساة 1948

خلفت حرب غزة فواتير باهظة على حياة سكان القطاع، دفعت المرأة الفلسطينية جزء كبير منها ورغم ذلك تمسكوا بأرضهم ورفضوا التهجير، وتروي نائب رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية منال العبادلة ما عاناه سكان القطاع عامة والنساء منهم خاصة ويلات تلك الحرب.

لا تزال آثار الحرب في غزة تترك مأساتها على حياة الفلسطينيين وخاصة المرأة الفلسطينية التي فقدت أبنائها وحوصرت بالجوع والعطش وهجرت من شمال قطاع غزة، ولذلك حاورت وكالة فرات نائب رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية منال العبادلة حول العملية العسكرية الإسرائيلية وتأثيرها على المرأة الفلسطينية في قطاع غزة.

كيف تقيمين عملية طوفان الأقصى؟

نحن كشعب فلسطيني نسمع أن إسرائيل قوة عظمى وهي البعبع في الشرق الأوسط ولا أحد يستطيع الاقتراب عليها، لكن يوم 7 من شهر تشرين الأول دخل الفلسطينيين على الأراضي المحتلة وما حدث أثبت أنها دولة هشة، نحن شعرنا بانتصار الأراضي عندما دخلوا الأراضي المحتلة، و 6 ساعات لم يجرؤ أحد على الاقتراب عليهم، ولكن كان مختلط بالخوف لأننا كنا نعلم بأن هناك رد قوي من إسرائيل على غزة، ولكن لم نكن نتوقع أن يقوم بهذه الصورة  تقوم إسرائيل بحصار القطاع ومنع المياه والكهرباء عن مليونين شخص من سكانه، وتقطع عنهم أي مواد غذائية ولا يوجد معدات طبية لمدة 28 يوم، لا يوجد لديهم مخدر و يقومون بالعمليات بدون بنج، لا يوجد لديهم مواد تعقيم ويستخدمون الخل، ولا خيوط للتعامل مع الجروح، ولا يوجد مياه حيث يقومون بعملية تحلية ماء البحر.

كيف ترين الدعوات الإسرائيلية لتهجير سكان غزة؟

الشعب الفلسطيني لن يكرر مأساة 1948،  ولن يغادر أرضه، هذه الكلمة سمعتها من أقاربي عندما سألتهم  طلبوا منكم تغادروا من الشمال للجنوب، ويمكن أن  يطلبوا منكن أن تغادروا من غزة إلى سيناء، رد أحد الشباب قائلاً  أن الجنة أقرب إلينا  من معبر رفح، ولا أحد يفكر في المغادرة أو يهاجر من القطاع، لأنهم قالوا لأهلنا في عام 1948 سيخرجون عدة أيام، ولذلك لن تتكرر هذه المأساة مرة أخرى، ونحن في فلسطين الذين يعيشون في الشتات أو في غزة قدرنا كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي رفض فتح المعابر لتهجير أهل غزة من جديد ، نعتبرها وقفة عز وكرامة منه لعدم تهجير الفلسطينيين مرة أخرى، ولذلك  فكرة التهجير مستحيلة، نحن لنا أهل وأقارب على معبر رفح  منتظرين يعودوا إلى منازلهم في غزة، وعندي صديقاتي يبكون لأنهم  ينتظرون المعبر يفتح لكي يعودوا إلى غزة، الناس صامدة وتتقبل الجوع والقتل على أرضها ولا تهجر.

كيف ترين القصف الإسرائيلي الهمجي ضد قطاع غزة؟

القضية الفلسطينية ليست جديدة مضى عليها 75 سنة، وإسرائيل ارتكبت مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا ولم تكن حركة حماس في هذا الوقت غير موجودة، عندنا العدوان الإسرائيلي لم يتوقف في حق المساجين وفي حق الأطفال وفي حق النساء، كان هناك مقاومة فلسطينية نتيجة الاحتلال والاستعمار وعدم وجود رؤية وعدم قبول لا بحل سلمي ولا تفاوض حصار على فلسطين غزة، ولا يوجد مجتمع دولي عادل ولا منظمات حقوق إنسان عادلة، ولذلك الناس توجهت أنها تقاوم ولا أحد قادر أنه يعطي حق للشعب الفلسطيني، وكل المواثيق الدولية و حتى الشرائع السماوية تبيح لأي شعب واقع تحت الاحتلال أن يقاوم الاحتلال بأي شكل. لا نقبل أن يقال علينا ارهاب، لأننا نقاوم الاحتلال، ونعتبر طوفان الأقصى مقاومة ضد الاحتلال ورد فعل الكيان الصهيوني غير طبيعي ينافي لكل الأعراف في العالم، لأن قصف المستشفيات غير مباح، وقصف المدرسة غير مباح، والمذابح وقتل الأطفال الذين يموتون كل يوم شيء مروع.

كيف ترين ردة فعل الرأي العام العالمي تجاه حرب غزة؟

خدعت إسرائيل خلال الحروب الماضية شعوب كثيرة وخاصة في الغرب، حيث كانت تسرد حكايات وروايات، كانوا يقولون إن الفلسطينيين هم من تنازلوا عن أرضهم وأنهم ارهابيين، ولكن العالم هذه المرة شاهد بالصوت والصورة إسرائيل تقتل اطفال وأشلاء، شعوب تكلمت وشاهدت الحقيقة، والحرب بينت إلى الشعوب من هي إسرائيل.

هل إسرائيل من تحارب في غزة أم أمريكا؟

اسرائيل تحارب في غزة، ومعها قوة الاتحاد الأوروبي في صمته وأمريكا بسلاحها، وسلاح أمريكا ظهر دوره بشكل كبير، لأنه في بداية الحرب كان الأطفال يظهرون بجروح في أجسامهم ولكن بعد ذلك ظهرت الجثث محروقة بسبب استخدام إسرائيل قنابل تحتوي على الفسفور الأبيض وهي الشحنة التي تسلمتها من أمريكا، حيث سلمتها واشنطن أحدث أنواع الأسلحة والطيران، ولكن إسرائيل وحدها بدون دعم امريكا والاتحاد الأوروبي لن تصل تل أبيب إلى هذه الدرجة من الغطرسة ضد أبناء غزة العزل.

كيف ترين دور المرأة الفلسطينية في الحرب على غزة؟

المرأة الفلسطينية صاحبة قضية وهي قضية عادلة، ونحن مؤمنين بها، ومن بالداخل لديهم قضية للدفاع عن وطنهم، وسيدة فلسطينية زوجها محكوم عليه 3 مؤبد عند إسرائيل، ورغم ذلك الأم كل يوم تجلس مع أطفالها وتقول لهم أن والدهم سيخرج غداً، وانا سالتها كيف جئتي  بهذه القوة واليقين، وردت علي لأني أعلم أننا أصحاب حق والله لن يخذلنا، وثانيا أنها واثقة و متأكدة أنه سيأتي يوم سيخرج ويراه أولاده، وترى أنه في لحظة يمكن أن يتحرر الوطن و يتحرر الأسرى، المرأة الفلسطينية تربي ابنها أن لديها وطن تحت الاحتلال وغدا يجب أن يصبح رجل ليدافع عن وطنه، وحتى لو أصبح شهيد هي تفرح، وهذا الابن هو جزء منها ولكن توجد قضية أكبر وهي قضية وطن يريد أن يتحرر.