أُنشئ مخيم الهول في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية، وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003، كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.
وفي آذار عام 2019، سقطت بلدة الباغوز آخر جيب لمرتزقة داعش بيد قوات سوريا الديمقراطية، وكانت البلدة هامة، كونها تعد آخر معاقل "لداعش"، وكانت تضم مقاتلي التنظيم وعوائلهم القادمين من مختلف دول العالم.
حيث قامت قوات سوريا الديمقراطية بعزل المرتزقة عن العوائل، حيث وضعت المرتزقة "داعش" في سجون شديدة الحراسة، وعوائلهم في مخيم الهول، وبعض العوائل في مخيم روج.
وترفض الدول سحب رعايها من مرتزقة داعش المتواجدين في مخيم الهول "القنابل الموقوتة"، نظراً للخطر الذي تشكله على بلدانهم، فيما يتجاهل المجتمع الدولي محاسبة مرتزقة داعش "الملطخة ايديهم بالدماء"، وذلك بعدم إنشاء محكمة دولية، وعدم محاسبتهم في بلدانهم، فيما يبقى ملف مرتزقة داعش وعوائلهم في نفق مظلم.
وفي المقابل تسعى دولة الاحتلال التركي لكسر قضبان المخيمات والسجون في مناطق الإدارة الذاتية، بهدف ضرب استقرار المنطقة، ونشر الإرهاب، وذلك بعدما فشلت في مخططاتها وهجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا.
ويعد مخيم الهول، 45 كم شرق مدينة الحسكة، من أخطر المخيمات في العالم، حيث يتألف من 9 قطاعات، ويقطنه وفق إحصائيات إدارة المخيم 53098 شخصاً، ضمن 15479 أسرة، بينهم 29428 شخصاً من الجنسية العراقية، ضمن 7847 أسرة، و18869 من السوريين ضمن 5217 أسرة، بالإضافة إلى 7803 شخصاً من نساء وأطفال مرتزقة داعش الأجانب، ضمن 2407 أسرة، من 54 جنسية أجنبية، ويقطنون في قطاع منعزل معروف باسم "قطاع المهاجرات".
وفي السياق، اجرت وكالة فرات للأنباء(ANF)، لقاءً مع الرئيس المشترك لمكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، شيخموس أحمد، والذي طالب مجلس الأمن بفتح معبر اليعربية، الشريان الأساسي لإدخال المساعدات الإنسانية.
واستهل، شيخموس أحمد، حديثه قائلاً: "الإدارة الذاتية تستمر بمناشدة المنظمات الدولية لحل معضلة مخيم الهول الذي يشكل خطر على أمن المنطقة، والسلم العالمي".
الفكر المتطرف يغزو عقول الأطفال
وقال، الأحمد، "تقطن في مخيم الهول أعداد كبيرة من عوائل تنظيم داعش، ويشكل نسبة الأطفال داخل المخيم 70%، ويتلقون أفكار متطرفة، عبر أشخاص يحملون أيديولوجية متطرفة داخل المخيم".
التهديدات التركية تنشط الخلايا
وقال، شيخموس أحمد، "في ظل التهديدات التركية تسعى الخلايا القاطنين ضمن المخيم على تنشيط خلاياها بالتنسيق مع الخارج، حيث تم استهداف مخيم الهول من قبل الطائرات التركية، وهذا دليل على تعامله مع الإرهاب".
مشيراً "تستمر التهديدات على القاطنين داخل المخيم، ناهيك عن التهديدات التي تطال المنظمات الدولية العاملة في المنطقة، ومؤخراً تم حرق خيم وفرض جزية على تلك المنظمات، وتقاعس وتخاذل المجتمع الدولي اتجاه الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية زاد المشكلة تعقيداً".
تقاعس الدول يزيد العبء
ولفت، الأحمد، "بعض الدول تعمل على استعادة أعداد قليلة من رعايها، وهذا عبء، نظراً للأعداد الكبيرة من العوائل المتواجدة داخل المخيم، ولتفكيك المخيم يلزمنا سنوات عديدة، وتأخذ العراق النسبة الأكبر من القاطنين ضمن المخيم، ولديهم برنامج لسحب رعاياهم، ولكنه بطيء مقارنة مع الأعداد الكبيرة".
واشار "لحل معضلة الهول، على المنظمات الدولية دعم الإدارة الذاتية من الناحية الأمنية والسياسية واقتصادية، وعلى مجلس الأمن فتح معبر اليعربية الشريان الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية، واتخاذ موقف جدي اتجاه التهديدات التركية على المنطقة".
وحذر، شيخموس أحمد، في ختام حديثه "المخيم قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، نظراً لنشاط "داعش" في البادية السورية، وقواتنا تقوم بمهامها بردع الإرهاب والحفاظ على أمن المنطقة، ولكن "داعش" لديه قدره على تنظيم صفوفه كونه يتلقى الدعم من دول إقليمية، وهناك خطر جدي، وعلى المجتمع الدولي إتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة".