فاجأ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الجميع بإقالة الهادي إدريس من مجلس السيادة السوداني وهو رئيس الجبهة الثورية وقائد أحد الفصائل المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا مع الحكومة السودانية، مما يفتح باب التساؤلات حول سبب الإعفاء وتأثيره على باقي الحركات الموقعة على اتفاق السلام والشراكة في السلطة.
موقف متأخر
كشف محمود إبراهيم، مدير مكتب الشرق الأوسط للحركة الشعبية جناح مالك عقار، ويعد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، وأحد أهم الحركات الموقعة على اتفاق جوبا، أن إعفاء أحد أعضاء مجلس السيادة وهو الهادي إدريس، موقف كان من المفترض أن يتخذ مبكرا، لأن السودان في فترة لا تحتمل وسطية في التعامل، مبيناً ان الأمور يجب أن تحسم وتوضع في نصابها، ويجب أن يكون الجميع على علم من مع الشعب السوداني ومن ضده ومن مع الجيش الوطني القومي ومن مع المتمردين الذين كانوا جزء من منظومة النظام البائد في السودان.
وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات، أن رئيس الجبهة الثورية ارتكب أخطاء كبيرة جداً ومنها الحياد في القضايا الوطنية التي تخدم الشعب السوداني، لأنه رجل صاحب سلطة وفي المجلس السيادي فمن المفترض أن يكون موقفه مع الحكومة التي يمثلها لأنه أصبح جزء منها، ولذلك حياده وعدم اتخاذ موقف واضح هو تقاعس وعدم جدية.
عدم إدانة انتهاكات الدعم السريع
وأضاف مدير مكتب الشرق الأوسط للحركة الشعبية جناح مالك عقار، أن من تلك الأخطاء عدم إدانة الانتهاكات التي ارتكبها الدعم السريع، وهو كأحد أبناء دارفور ستدور الدائرة عليه، لأن الدعم السريع لم يكن النموذج الأمثل لحكم السودان ولم يكن النموذج الأمثل لانتزاع حقوق الشعب السوداني، ولا جزء من المنظومة الوطنية التي من الممكن أن تجلب الديمقراطية للشعب السوداني، والجميع يعلم ذلك.
وطالب إبراهيم كل أعضاء الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا بأن يتخذوا موقف، لأنهم أصبحوا جزء من الحكومة المركزية ولا يوجد حياد في المواقف القومية.
مرحلة اصطفاف
بينما كشف محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني، أن إقالة الهادي إدريس بسبب عودة الحركة الاسلامية، وهي المعارضة القوى المدنية السودانية.
وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الجيش يرى ان الهادي إدريس منحاز للدعم السريع، وقاموا بقصف منزله في الخرطوم، مشيراً إلى أن المرحلة القادمة إذا لم يحدث اتفاق بين طرفي الحرب في السودان، فستكون هناك مرحلة اصطفاف للحركات المسلحة إما إلى جانب الجيش أو الدعم السريع.
وأضاف الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، أن الحركات بالفعل انقسمت وأصبح هناك حركات في صف الجيش وأخرى في صف الدعم السريع، وما حدث هو تدفيع ثمن للحركات التي أيدت الدعم السريع.
وأوضح حلفاوي، ان الدور القادم سيكون على الطاهر حجر باعتبار أن موقفه هو نفس موقف الهادي إدريس وتحوم حوله اتهامات مساندة الدعم السريع.