مدير تمريض غزة: الأطباء لم يعودون لمنازلهم منذ 45 يوم وسقط منا 200 شهيد

يصف الدكتور صالح الهمص مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي، حال مستشفيات قطاع غزة بعد جرائم الحرب الإسرائيلية ضدها والتي كان آخرها عملية إخلاء مجمع الشفاء الطبي، وكيف تقوم المستشفيات بواجبها في ظل نقص المستلزمات الطبية.

شهد القطاع الطبي في قطاع غزة عدد من المآسي التي لا توصف في قطاع غزة، حيث ارتكب الإسرائيليين عدد من المجازر في المستشفيات ومنها مجزرة المعمداني مروراً بعمليات حصار المستشفيات بالدبابات واقتحام مجمع الشفاء الطبي ثم الأمر بإخلائه من المرضى، ولذلك حاورت وكالة فرات دكتور صالح الهمص مدير التمريض في مستشفى غزة الأوروبي، إذ وصف حالة المستشفيات حالياً في ظل انعدام الوقود والمستلزمات الطبية وانتهاكات الإسرائيليين ضد المستشفيات والطواقم الطبية، وإلى نص الحوار:

ماذا تبقى من مستشفيات قطاع غزة صالحاً للعمل حتى الآن؟

ما تبقى الآن في قطاع غزة 3 مستشفيات رئيسية بالإضافة إلى عدد من المستشفيات الصغرى، بعد الانتهاء من مجمع الشفاء واخلائه، هناك حملة عنيفة جداً على المستشفى الاندونيسي وهو المستشفى الحكومي الباقي في شمال قطاع غزة، الغرض منه أن هناك مصابين انتقلوا إليه من مستشفى الشفاء وهناك مئات الجرحى موجودين في هذا المكان، وبالتالي سعيا من الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء منطقة الشمال سيتم التركيز في الوقت الحالي على المستشفى الاندونيسي وهناك مستشفى خاص في الشمال يسمى مستشفى العودة سيتم التركيز عليه بقية المستشفيات مثل مجمع ناصر الطبي ومستشفى شهداء الأقصى والمستشفى الأوروبي يبدو أنه بعد الانتهاء من الشمال سيكون التركيز على هذه المستشفيات.

كيف ترى ما حدث في مستشفى الشفاء؟

كارثة بما تحمله من معنى،  مستشفى الشفاء ليس الأكبر في قطاع غزة فحسب، بل هي الأكبر في مستشفيات فلسطين سواء الضفة الغربية أو غزة، ومجمع يضم عدة مستشفيات فرعية مثل مبنى الجراحة ومبنى الباطنة ومبنى الكلى ومبنى النساء والولادة والحضانات، حيث أن 20 إلى 25 في المائة من الحالات في قطاع غزة يترددون على مجمع الشفاء، قسم الحضانة في مستشفى الشفاء فيه 50 سرير حضانة، وبقية مستشفيات قطاع غزة كلها لا يوجد بها 50 سرير حضانة، وبالتالي أمر إخلاء المستشفى شيء صعب جدا، ووجود هؤلاء الأعداد الذي تم نقلهم إلى مستشفيات أخرى يزيد العبء الموجود في المستشفيات، فكل مستشفى الآن تعمل بطاقتها الاستيعابية مرتين أو ثلاثة، وبعد إضافة مرضى الشفاء يمكن يمثل أربع أو خمس أضعاف من الاستيعابية من مرضي تلك المستشفيات.

ما هو مصير مرضى الشفاء؟

تم توزيع مرضى الشفاء ما بين المستشفى الاندونيسي ومستشفيات الجنوب، وهناك عشرات من المرضى لا يستطيعون الحركة، كل من في العناية المركزة استشهد، وجاري التنسيق لإخلاء الأطفال من الحضانات.

ما هي أبرز النواقص في مستشفيات قطاع غزة؟

كل شيء ناقص، ولكن بالأصح ماذا تبقي في المستشفيات، لم يتبق إلا الكوادر الطبية التي تعمل بالإضافة إلى القليل من الأدوات، لأن الوقود فيه مشكلة والمستهلكات فيها مشكلة والأدوات الجراحية فيها مشكلة، كثير من الأمور فيها مشكلة.

كيف ترى الاعتداءات الإسرائيلية على طواقم التمريض وسيارات الإسعاف؟

الاعتداء على الطواقم التمريض هناك 53 سيارة إسعاف خرجت عن الخدمة، وعدد العاملين الذين استشهدوا في الحقل الصحي أكثر من 200 شهيد، فبالتالي كل الطواقم الطبية تأثرت، بالإضافة إلى الآثار النفسية لأن العدوان مستمر الآن وقارب على شهر ونصف.

هل بالفعل يجرون عمليات بدون بنج؟

بعض العمليات الصغرى يمكن توفير البنج لها، ولكن عمليات الجروح وإغلاق الجروح يتم توفير البنج لعمليات أخرى.

ما هو تأثير المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع في عمل مستشفيات قطاع غزة؟

تصل المساعدات لكن تخيل أنه قطاع غزة كاملا يدخل عليه 5-6 شاحنات، والمفترض في شهر ونصف كان يدخل من 17 ألف إلى 20 ألف شاحنة إلى قطاع غزة، فحين تحسب عدد الشاحنات التي دخلت تعرف تأثير المساعدات، ولا يوجد غاز والدقيق شح، أو شبه انقطاع، والمخابز توقفت، وإمدادات المياه توقفت من البلديات بسبب انقطاع الكهرباء عن المولدات وآبار الضخ بالإضافة إلى انقطاع السولار.

هل تم حل مشكلة الوقود التي تعمل بها مستشفيات قطاع غزة؟

مشكلة الوقود تم حل جزء منها، وهو تغطية حاجة المستشفيات، ولكن لديك مستشفيات وبلديات وأطفال، ولديك دفاع مدني ولديك سيارة إسعاف، كل مرافق الحياة تعتمد على الوقود، ولكن الحل الذي قدم هو حل جزئي لمشكلة المستشفيات في تشغيل المولدات.

كيف تتعاملون مع عدم وجود وقود لسيارات الإسعاف؟

حتى الآن سيارات الإسعاف فيها وقود ولكن بالحد الأدنى.

هل لا تزال توجد مستشفيات محاصرة من قوات الاحتلال في قطاع غزة؟

لا يزال توجد مستشفيات محاصرة. فإن لم تكن محاصرة بالدبابات فهي محاصرة بالطائرات، وقصف الطائرات وهذا ما حدث بمستشفيات شمال قطاع غزة، وهناك خشية من انتقال ذلك إلى مستشفيات الجنوب، لأنه أيام ما ارتكبت مجزرة مستشفى المعمداني لم يكن هناك رادع، وبالتالي الانتقال وما يحدث في مستشفى الشفاء من تهجير قد يصبح أمر عادي.

كيف ترى عملية تهجير الأطباء وهل انتقل أطباء القطاع إلى جنوبه؟

صحيح انتقل عدد كبير من أطباء مستشفيات الشمال إلى مستشفيات الجنوب والتحقوا بأماكن عمل في مستشفيات الجنوب وهذا ينطبق على الأطباء والتمريض.

هل يتواجد الأطباء والطواقم الطبية داخل مستشفيات قطاع غزة؟

هناك من لم يذهب إلى بيته منذ 45 يوم، على الصعيد الشخصي اليوم الـ 36 لم أذهب إلى بيتي وموجود في المستشفى، واذهب كل عدة أيام للاطمئنان على أهل بيتي وتلبية احتياجاتهم، ونسأل الله أن يكتب لنا اجر هذا ويكتب لنا النصر.

ما هي رسالتك إلى أهل غزة؟

يجب أن نصبر على قدرنا وإن لم يكتب لنا النصر فليكتب لنا الشهادة، وعندما نقابل الله سبحانه وتعالى نقول له أننا لم نستسلم ولم نفرط ودافعنا حتى الرمق الأخير.

رسالة لأهل مصر؟

أنتم غاليين علينا أنتم منفسنا فكونوا خير عون لنا.

رسالة للمجتمع الدولي؟

لا رسالة للمجتمع الدولي فإذا كنا نخاطب الضمير فالضمير غائب وإذا كنا نتحدث إلى العقل فالعقول في إجازة، حيث نُقتل على مرأى ومسمع من العالم، ويبدأ أن القانون الدولي فصل خصيصا للرجل الغربي.