"مانديلا الشرق الأوسط".. حقوقيون ومثقفون عرب: عزل القائد أوجلان مؤامرة دولية

24عاماً مضت على اعتقال القائد أوجلان في سجن جزيرة "إمرالي"، لكن خلال آخر عامين فرضت سلطات أردوغان الاستبدادية عزلة تامة،إذ تم منع محاميه وعائلته من التواصل معه في هذا السجن المغلق شديد الحراسة والذي صمم خصيصاً للزعيم الكردي والمخالف للقانون الدولي والمحلي

ويؤكد حقوقيون ومثقفون عرب أن إقدام السلطات في تركيا على عزل القائد أوجلان بهذه الطريقة مؤامرة دولية وتواطؤ مع نظام أردوغان الاستبدادي، بهدف منع أفكاره من التنفيذ والتي إن نفذت ستحرر شعوب الشرق الأوسط من التبعية، كما أن عزله يخالف كافة البروتوكولات والمواد الخاصة بحقوق السجناء، والتي تتطلب أن يكون هناك وقفات لرفع هذا الظلم الذي يتم ممارسته بحق رجل هو بالأساس معتقل سياسي.

مؤامرة دولية

في هذا السياق، يقول الأستاذ أحمد رجب عضو اللجنة الدولية للدفاع عن القائد عبدالله أوجلان إن احتجاز القائد عبدالله أوجلان بسجن جزيرة إمرالي مؤامرة دولية غرضها الأساسي تحجيم فكر المفكر عبدالله أوجلان، وتواطؤ دولي متخوف من تنفيذ مثل هذه الأفكار وما سينتج عنها من اكتفاء ذاتي للشرق الأوسط وإلغاء التبعية  للغرب، مما سيفقدها مفاتيح اللعبة في المنطقة.

وشدد "رجب"، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، أن الإجراءات المتخذة ضد القائد أوجلان في محبسه تتنافي مع القوانين والمبادئ القانونيه التركية والدولية وكافة الأعراف الدولية ذات الصلة، بل تعدي التجاوز التركي ذلك بإجراءات وتعسف لا ينفذ مع أسرى الحرب حتى، مؤكداً أن الإجراءات المتخذة ضد السيد عبد الله أوجلان منذ اختطافه عام 1999 تتعارض مع كل القوانين الدولية وحقوق الإنسان، وقد تورط في ذلك عدة دول وفقا لأجندات ومصالح سياسية دون أي اعتبار لحقوق الإنسان وظروف محبسه تتعارض مع المباديء الأساسية لمعاملة السجناء.

وقال عضو اللجنة الدولية للدفاع عن أوجلان إنه منذ مايقارب الثلاثه أعوام لا توجد زيارات من محامي السيد أوجلان أو حتى اتصال من محبسه بأسرته للاطمئنان على صحته كذلك عدم اطلاع محاميه علي وضعه الصحي، والذي كما أشرت يخالف كافة المباديء المتعلقة بحماية حقوق السجناء.

وتتواصل الدعوات الحقوقية الموجهة إلى السلطات التركية من أجل إلغاء عقوبة السجن المشدد، الذي يخالف المادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، كما تدعوها إلى الالتزام بالتوصيات الصادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وولجنة مناهضة التعذيب بشأن ظروف السجن في إمرالي.

انتهاك يحتاج إلى وقفة

بدورها تقول الدكتورة رائدة الذبحاني المتخصصة في القانون الدولي الإنساني وسفيرة السلام، لوكالة فرات للأنباء، إن الانتهاك الذي يتعرض له القائد عبدالله أوجلان في سجون تركيا غير قانوني وبه انتهاك واضح وصريح، لأنه أولاً السجن الذي فيه في منطقة معزولة تماماً وهي "آمرلي" وهذا أمر يخالف القانون الدولي وحتى القوانين المحلية.

وأوضحت "الذبحاني" أن السيد عبدالله أوجلان هو معتقل سياسي ويفترض أن يكون في سجن يحظى بضوابط إنسانية ومعروف، لكن أوجلان بعيد كل البعد بالنسبة لأي معتقل عادي في أي سجن، وحرمان أهله وذويه من الاطمئنان على صحته وحالته النفسية أمر يخالف البروتوكولات والقوانين الدولية والمحلية كذلك.

وقالت "الذبحاني" إن منع محاميي أوجلان من مقابلته أو الاطمئنان عليه أمر مؤسف ومخالف، ويشكل انتهاكاً صريحاً ومخالفاً، ويجب أن يكون هناك وقفة جدية للتصدي لهذا الانتهاك الذي يتعرض له، ويجب أن ينتهي هذا الوضع غير الإنساني الذي ترتكبه السلطات التركية بحق القائد عبدالله أوجلان.

ويحتجز القائد عبدالله أوجلان بشكل انفرادي في زنزانة داخل سجن إمرالي منذ 15 فبراير 1998، وظل هكذا السجين الوحيد في هذا السجن حتى نوفمبر من عام 2009 حيث أنشأت زنازين جديدة وأدخل 5 سجناء آخرين، ومع ذلك ظل أوجلان في الحبس الانفرادي لمدة 23 ساعة في اليوم وفي عطلة الأسبوع يكون الحبس 24 ساعة. وفي أغسطس من عام 2020 وصفت اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب بأن وضع القائد أوجلان شكل من أشكال الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي، وحثت السلطات التركية على إنهاء هذا الوضع في أقرب وقت ممكن.

تكرار لما حدث مع مانديلا

بدوره، يقول الدكتور علاء سلامة المحامي والمحكم الدولي إن وضع السيد عبدالله أوجلان مخالف لكافة القوانين الدولية ومخالف لاتفاقية حقوق الإنسان الصادرة من الأمم المتحدة والمتعلقة بحق السجين سواء سجين سياسي أو عادي والمتمقلة بصفة أساسية في حق الدفاع ومقابلة الأهل وإعطاء الفرصة كاملة لإبداء دفاعه.

وأضاف "سلامة"، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء، أن ما حدث مع أوجلان هو نفس ما تعرض له نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا والذي سجن 30 سنة لكنه خرج وقاد بلاده، نفس الوضع يتكرر مع السيد أوجلان.

وأكد "ٍسلامة" أن ما تقوم به السلطات التركية تعسف غير مسبوق، لأنها تدرك مدى قوة وتأثير أوجلان وأفكاره فيريدون عزله عن العالم وعن محبيه وعن الكرد حتى لا يكون هناك أي فرصة للتواصل معه في إطار تحركات السلطات التركية لمجابهة الفكر الكردي.