ماهر محمد: سنناضل حتى النهاية وسنضمن النصر

أشار أحد جرحى ثورة شمال وشرق سوريا، ماهر محمد، إلى أنهم سيبنون مجتمع أخلاقي وسياسي بلا تردد، وسيناضلون حتى النهاية.

وصلت ثورة شمال وشرق سوريا التي أصبحت مثالاً يحتذى بها في جميع مناطق الشرق الأوسط واستفاد جميع أنحاء العالم منها، إلى هذا المستوى بتقديم تضحيات عظيمة، حيث قدم في سبيلها الآلاف من الشهداء وجرح الآف من المقاتلين، وأحد هؤلاء الجرحى، هو المقاتل ماهر محمد.

روى المقاتل ماهر محمد قصته لوكالتنا فرات للأنباء، ولد ماهر محمد عام 1998 في قرية مرسره بريف مدينة كوباني، وقال: "في الوقت الذي شن تنظيم داعش هجماته على المنطقة، اعتبرت نفسي أيضاً مثل جميع الشبيبة الكردية المشاركة في الثورة على أنها حقوقي المشروعة، وشاركت في الثورة بهذه الطريقة، في ذلك الوقت كانت قد تحررت مدينة منبج من مرتزقة داعش، كنت أيضاً موجوداً في مرحلة تحرير المدينة، فعندما سلكنا الطريق لأجل القيام بمهامنا، دهست سيارتنا على لغم من مخلفات المرتزقة، وعند انفجار اللغم، نظرت إلى جسدي بخجل، رأيت بأنه مبتر لأشلاء، ورفيقي مستشهد أيضاً، وضعت يدي على وجهه بعيون مغمورة بالدموع وودعته، مهما نتحدث لا يمكن وصف آلام الفراق ما بين الرفاق".

وذكر ماهر محمد بأنه الآن اختار طريق المجتمع الأخلاقي والسياسي، وتابع قائلاً: "كان قد تم نصب كمين مرة أخرى في صوامع القمح بناحية صرين، هناك انفجر لغم مرة أخرى بسيارتنا، لقد بتر يدي اليمنى وفقدت بصر لإحدى عيناي خلاله، عندما نظرت إلى جسدي آخر مرة، رأيت بأن يدي مبتور وأن العالم تحول إلى اللون الأسود في جانب واحد من عيني، كنت أقول لنفسي هل استشهدت أم أنا في حلم، كنت حائراً وصامتاً في تلك اللحظات، اعتقدت أنها نهاية العالم، لقد كان يوم القيامة".

وأضاف محمد حديثه: "في تلك اللحظة لم أكن أتذكر شيئاً سوى قول واحد "بدأنا بالشبيبة وسننتصر بالشبيبة"، استمدت قوتي من هذا القول حيث تمكنت من الوقوف والقول إننا موجودون.

وعاهدت نفسي، بأنني سأفدي بكامل جسدي وليس بجزءاً واحد من أجل بناء مجتمع أخلاقي وسياسي بلا تردد، عندما بتر يدي وفقدت بصر إحدى عيناي، أقسمت على ضمان الحرية حتى النهاية، والانتفاضة في وجه أعدائنا، بالفعل أنا جريح، لكنني أثبت نفسي فكرياً بفضل القائد أوجلان، لقد خلقت الأمل يوماً بعد يوم حتى يومنا هذا الذي اتخذ مكاني في شبيبة سوريا المستقبل".