كشف عبد الكريم القريشي، عضو مجلس الأمة الجزائري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي في البرلمان العربي، أن زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لروسيا والصين لابد من الحديث قبلها على اشياء مهمة، حيث تضمن البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية المتمثلة في ٥٤ تعهد لمواجهة الأزمة الخطيرة التي تعرفها الجزائر في تلك الفترة بسبب عدم الكفاءة والاهمال والجشع والفساد وتبديد المال العام والمخاطر الداخلية والخارجية التي تتعرض لها بلادنا وتهديد سيادتها وأمنها القومي ووحدتها وسلامتها الترابية.
وأكد القريشي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه جاء في تعهد ٤٨ مراجعة الأهداف والمهام الكلاسيكية للدبلوماسية الجزائرية والعلاقات الثنائية متعددة الأطراف، وفي تعهد٤٩ وضع معارك دبلوماسية اقتصادية هجومية في خدمة التنمية الوطنية والمؤسسات والمستثمرين العموميين والخواص، وتعهد ٥١ حماية الجالية الوطنية في الخارج ومشاركتهم في التنمية الوطنية ثم التواصل ومواصلة والدفاع عن السيادة والسلامة الإقليمية.
كما جاء في أحد التعهدات، حماية المواطن وسلامة الأملاك العامة والخاصة، وفي تعهد آخر وضع الدبلوماسية الثقافية والدينية في خدمة الإشعاع الثقافي للجزائر، بحسب القريشي.
واضاف عضو البرلمان الجزائري، أنه سبقت هذه الزيارة زيارتين الأولى كانت إلى ايطاليا والثانية إلى البرتغال، حيث تدخل في إطار العلاقات الثنائية بين الدول القريبة والجارة وتربط الجزائر علاقة حسن الجوار مع ايطاليا ثم مع البرتغال في ظل ما ظهر في علاقة الجزائر مع الجارة اسبانيا.
ووصف القريشي، الزيارة لروسيا بانها طبيعية جداً لأن علاقة الجزائر مع روسيا قديمة جداً وليست علاقة الأمس أو قبل الأمس، علاقة دامت منذ الثورة الجزائرية واعتراف روسيا بالجزائر، ثم توجه الجزائر للتوجه الشرقي والاشتراكي آنذاك علاقة جيدة وممتازة لن يشوب هذه العلاقة اي شيء يؤثر عليها، وتحدث بعض الخبراء الاستراتيجيين على أنها قضية سلاح وهذا مخطئ، لأنه كانت هناك بعثات علمية كثيرة إلى روسيا.
وبين القريشي، أن هذه الزيارة جاءت وهي كانت خمسة أيام من أجل تعزيز علاقة قديمة ومتجددة للتوقيع على اتفاقيات استراتيجية مع روسيا خارج التسليح، لأنه رافق مجموعة من الوزراء الرئيس تبون وهؤلاء الوزراء يدخلون في إطار التعليم العالي والسكن والفلاحة وكثير من الأشياء ارتبطت بهذه الزيارة.
وأوضح عضو البرلمان الجزائري، أن هذه الزيارة سوف تعود بشكل إيجابي على الجانب الاقتصادي والسياسي، وخاصة أن الجزائر تطمح إلى الانضمام لمنظمة بريكس، وروسيا باعتبارها عضو في بليكس، ستساعد الجزائر على ذلك.
وأردف القريشي، أن هذه الزيارة جاءت في وقتها في ظل ما يشوب العالم من بعض العودة الأحادية الاقتصادية العالمية.
أهمية هذه الزيارة ظهرت في طريقة استقبال الرئيس بوتين للرئيس الجزائري تبون، ويدل على أهمية الاتفاقيات التي وقّعتها مع الجزائر، كما قبلت وساطة الجزائر في القضية الأوكرانية مما يدل على أهمية الجزائر في افريقيا والبحر المتوسط.
ومع الصين، للجزائر علاقات كبيرة وقديمة، حيث كانت للصين مشكلة مع الأمم المتحدة وقد ساهمت الجزائر في إعادة دمجها بالأمم المتحدة، وهناك ٧ مليارات دولار حجم الاستثمارات الصينية وألف شركة لها في الجزائر وهذا مهم في جميع القطاعات، كما وقّعت الجزائر مع الصين ١٦ مذكرة في المجال التكنولوجي والنووي والتسليح والمجال الثقافي والفلاحي.
وتكمن أهمية الاتفاقيات مع روسيا والصين أن الدولتان أعضاء دائمين في مجلس الأمن وستكون الجزائر عضو غير دائم في عام ٢٠٢٤ مما سيؤدي إلى تنسيق في الكثير من المواقف، وقد ظهر توافق في الكثير من المواقف خلال الزيارة مثل الموقف من القضية الفلسطينية والموقف من الازمات العربية مثل القضية الليبية والسورية واليمنية وقضية الصحراء الغربية وأنه لا يمكن حلها إلا عبر الأمم المتحدة واتفاق سياسي، مشيراً إلى أن هاتين الزيارتين جاءتا في وقتهما في إطار تعهدات الرئيس تبون ورؤيته للسياسة الخارجية للجزائر وموقعها في التحالفات السياسية والتي من أهمها الترشح لمنظمة بريكس والتي تعتبر كل من روسيا والصين عضوان رئيسيان فيها، راجياً أن تحقق الأهداف التي رسمها الرئيس الجزائري تبون.
بينما كشفت سعاد بروال ربيحة رئيسة الفيدرالية الجزائرية للتنمية الاقتصادية والتعاون المشترك، أن زيارة رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون الى الصين ستؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث غالبا ما تكون للزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين رؤساء الدول أو الحكومات آثار عديدة على العلاقات بين البلدين.
وأكدت ربيحة في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه يمكن ان تكون زيارة الصين فرصة للبلدين لتعزيز تعاونهما و تعميق الروابط بينهما في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والاستثمار والسياسة والثقافة والتكنولوجيا والتعليم والتبادلات التجارية بين البلدين و انشاء اطار قانوني لتعزيز العلاقات الثنائية.
وأضافت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للتنمية الاقتصادية والتعاون المشترك، أن هذه الزيارة رفيعة المستوى ستعزز العلاقات السياسية وتزيد من الحوار الوثيق، كما ستقوي الروابط المقدمة وتعزز العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين، وتظهر الالتزام المتبادل وتبني الثقة بين القادة.
وبيّنت ربيحة أنه يمكن أن تؤدي هذه الزيارة الى توقيع الاتفاقيات والمعاهدات أو اتفاقيات تجارية واقتصادية أو ثقافية أو عسكرية والتي من شأنها أن تعزز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وأشارت ربيحة إلى أنه يمكن للاجتماعات بين القادة أن تشجع الشركات من كلا البلدين على استكشاف فرص عمل جديدة والاستثمار بشكل أكبر في الأسواق المعنية.
واردفت ربيحة، أنه يمكن للقادة الاستفادة من هذه الاجتماعات والحوار حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وتحديد مواقفهم بشأن القضايا العالمية مثل تغيّر المناخ والأمن الإقليمي والامن الغذائي، كما يمكن لهذه الزيارة الرسمية تحسين العلاقات العامة وأن تساعد في تحسين صورة البلدين في وسائل الإعلام الدولية وتقوية موقعهما على الساحة الدولية.