الأول بينهما.. رئيس النواب الليبي يلتقي رئيس الأعلى للدولة في القاهرة

أكدت مصادر ليبية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هناك لقاء سيجمع بين رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي محمد تكالة في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تطورات الأزمة الليبية.

ويأتي اللقاء المرتقب في إطار التحركات التي تقوم بها مصر، بهدف حلحلة الوضع في الأزمة الليبية المتعثرة منذ سنوات لا سيما على صعيد ملف إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلاد والتي لطالما نظر إليها باعتبارها خطوة حيوية ومهمة على طريق حل الأزمة وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية التي تعاني منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 ضمن ما سمي بـ"الربيع العربي".

موقف الأطراف الليبية قبيل اللقاء

في هذا السياق، يقول عبد الستار حتيتة الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الليبي، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن لقاء كهذا وارد، ففي ظل أزمة غزة قد يأتي السيد محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى مصر في إطار اللقاءات العربية التي تجرى للتشاور بشأن تطورات الأوضاع الفلسطينية، ومن الممكن أن يرافقه بعض الشخصيات السياسية الأخرى مثل رئيس مجلس النواب الليبي ورئيس المجلس الأعلى للدولة ومن ثم تبادل وجهات النظر.

ويرى "حتيتة" أن تطورات الأوضاع في ملف غزة تثير مخاوف القوى السياسية الليبية بأن تفقد الأزمة الليبية زخمها وينشغل المجتمع الدولي عنها، ويمكن القول إن معظم الأطراف الليبية تستغل الوضع الحالي فى محاولة لترسيخ نفوذها وتواجدها واستمراريتها، وبالتالي من السهل في الوقت الحالي الضرب بعرض الحائط بمقترحات المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي بشأن إجراء الانتخابات.

وأوضح الكاتب الصحفي المصري أن عملية إثبات النفوذ والوجود تضح خلال الفترة الحالية على سبيل المثال في الشرق نجدهم يتغنون بإعادة الإعمار في درمة التي ضربتها السيول من قبل، وكذلك إنشاء المشروعات في مدينة بنغازي، وكذلك نجد في الغرب الليبي أطرافاً تتشدق بأنها تمكنت من القيام ببعض الإنجازات، أي أن الفصائل التي تدير المشهد السياسي الليبي كل منها يريد التأكيد أنه موجود.

ولفت إلى أن بعض الأطراف الليبية قد تهاجم خطط عبد الله باتيلي المبعوث الأممي بشأن إجراء الانتخابات، لأن هناك كثير من هذه الأطراف تريد استمرارية الوضع الحالي، وأن يبقى كل طرف  في موقعه سواء في الشرق أو الغرب وسواء في مجلس النواب أو المجلس الأعلى للدولة وغيرهما من الجهات.

وفي ختام تصريحاته، بشأن ما قد يخرج عن اللقاء المرتقب بين رئيس مجلسي النواب والأعلى للدولة، يقول "حتيتة" إنه لا يمكن القول إنه ستكو ن هناك مخرجات حلول في الوقت الراهن، لكن من الممكن أن يتم تقريب وجهات النظر بين الطرفين وما إلى ذلك، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك أطرافاً انتهازية تحاول استمرار الوضع الدولي الحالي الذي أفرزته الحرب في غزة لصالحها وتثبيت وجودها ومنع أي محاولات للحل.

وتعيش ليبيا انقساما سياسيا أخذ بعداً عسكرياً وجغرافياً بين حكومتين واحدة في الغرب معترف بها دولياً لكنها لا تحظى بثقة مجلس النواب، وأخرى في الشرق لديها ثقة الأخير لكنها غير معترف بها دولياً، كما ارتبطت تلك الحالة كذلك بانقسام على المستوى المجتمعي، ولهذا استضافت القاهرة عديداً من اللقاءات سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو الاجتماعي.

مساع مصرية لتجميع الفرقاء الليبيين

بدوره، يؤكد عبد الهادي ربيع الباحث في الشأن الليبي، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن مصر تسعى لتجميع الفرقاء الليبيين على أرض محايدة، مشيراً إلى أن هذا اللقاء بين رئيسي مجلس النواب والأعلى للدولة في ليبيا يعد الأول بين الرجلين بعد انتخاب تكالة وبعد إقرار قانون الانتخابات، إذ تدعم مصر بناء عملية سلام حقيقية وانتخابات في ليبيا تم تأجيلها منذ عام 2018 إلى الآن والتي فشل إجراؤها للعديد من الأسباب في سنوات لاحقة.

وقال "ربيع" إن مصر نجحت بالفعل في عديد من المسارات التفاوضية في الشان الليبي من بينها توحيد المصرف المركزي واللجنة العسكرية الليبية المشتركة ومن قبل توحيد مجلس النواب اللذي كان منقسما في الشرق والغرب، معتبراً أن التقارب بين الجهات الليبية الداخلية أصبح الآن أكثر وضوحاً خاصة بعد ان وحدتهم كارثة درنة ومع انتخاب تكالة.

ويرى الباحث في الشأن الليبي أن "تكالة" يبدو أقل حدة من خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي السابق، وهو منفتح على الجميع، كما أن المناخ الإقليمي والدولي يدعو للحل بالنظر إلى التقارب المصري - التركي وكذلك الأوضاع الكارثية في غزة وأوكرانيا، لافتاً إلى أن مصر ستعمل على حل الأزمة بالتعاون مع الجوار العربي، لأنها تريد استقراراً حقيقياً على حدودها الغربية لتتفرغ لحل الإشكاليات والأزمات على الحدو الشرقية والجنوبية وكذلك أزمة سد النهضة الإثيوبي.