خلف دموع التماسيح.. أسرار دعم أردوغان للحملة الإسرائيلية على غزة

يجهل الكثيرون أن دموع أردوغان على غزة تخفي وراءها دعماً تركياً قوياً من اسلحة ومواد غذائية للحملة الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة، والخطب المليونية تخفي ملايين أخرى من الدولارات يجنيها أردوغان من مساندته لإسرائيل.

يتناقل العالم خطب أردوغان الرنانة حول غزة، وردوده النارية على رئيس الحكومة الإسرائيلية أو الحكومات الأوروبية، ولكن لا يعلم الكثيرون أن خلف هذا القناع تمويل تركي ومساعدات من أردوغان إلى تل أبيب تدعم حملتها العسكرية على غزة.

عدّد رجائي فايد، رئيس المركز المصري للبحوث والدراسات الكردية، بعضاً من مراحل الدعم العسكري التركي لإسرائيل والعكس، خلال تاريخ الدولتين، مبيناً أن تركيا قد اقدمت على الاعتراف بإسرائيل عقب مرور بضعة أشهر على إعلان الدولة 28 آذار 1949.

وأكد فايد في كتابه "اوجلان الزعيم والقضية"، أنه "في غضون تلك الفترة، حدث تدعيم العلاقات بين الدولتين في كافة المجالات وارتقت الى مستويات متقدمة، أما على المستوى الأمني فقد شهدت محطات من أبرزها التعاون في مجال الخبرات الفنية وصيانة الطائرات التركية الحربية في إسرائيل عام 1956، والموقف التركي المتواطئ مع دول عدوان 1956، وكذلك توقيع اتفاقية الرمح الثلاثي بين كل من إسرائيل وتركيا وإيران التي نظمت عمليات التعاون والتدريبات وتبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول الثلاث عام 1958 وغيرها."

وأضاف رئيس المركز المصري للبحوث والدراسات الكردية، أنه رغم وصول حزب العاديه بزعامة سليمان ديميريل إلى الحكم أواخر عام 1965 ظلت العلاقات مع اسرائيل في نموها الحثيث خاصة إبان الغزو الإسرائيلي للبنان حيث تعاونت أجهزة المخابرات في الدولتين في برنامج مشترك استفادت تركيا بواسطته من المعلومات التي تحصلت عليها إسرائيل حول الحركات الكردية والتركية المعارضة، التي تواجدت في لبنان قبل الغزو.

وبين "فايد"، أنه في مرحلة الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الأولى أيلول 1980 وآب 1988، وقعت تركيا مع إسرائيل اتفاقاً سرياً تم بموجبه تزويد إيران بالأسلحة عبر الأجواء التركية مقابل هجرة اليهود منها إلى إسرائيل عبر تركيا.


بينما كشف فرهاد أحمد، القيادي في حزب المساواة الديمقراطية للشعوب، أن أردوغان دعم إسرائيل في الحملة الأخيرة على غزة رغم ما يقوله عن نصرته للشعب الفلسطيني وقطاع غزة.

وأكد أحمد في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن أردوغان كان يسأل أمريكا ماذا تفعل حاملات الطائرات في ميناء قريب من غزة ولكنه لم يسأل ماذا يفعل صهره سلجوق بيرقدار في يوم الثاني من وصول هذه السفينة الى الميناء، حيث قامت تركيا بإرسال طائرات مسيرة إلى إسرائيل.

وأضاف القيادي في حزب المساواة الديمقراطية للشعوب، أن هناك اتفاق عسكري بين إسرائيل وتركيا بقيمة 15 مليار دولار سنويا، وحاجز الأسمنت بين غزة وإسرائيل تركي الصنع وشركات تركية هي من قامت بهذا العمل، 80 بالمائة من الاسمنت في إسرائيل ترسله شركات تركية تابعة لحكومة العدالة والتنمية.

وأوضح أحمد، أنه تم إرسال ٢٥٢ باخرة تركية عبارة عن قافلة مساعدات إلى إسرائيل، حملت مواد طبية وأغذية وأسمنت، خاصة وأن الاسمنت تذهب بكميات هائلة الى إسرائيل لبناء مستوطنات وحواجز وجدران، مبيناً أن كافة القوافل تم إخراجها من تركيا بموافقة وزارة التجارة التركية أي الحكومة.

وبين القيادي بحزب المساواة الديمقراطية للشعوب، أنه قبل أي تصريحات لأردوغان يأخذ إذن من إسرائيل وأمريكا ثم يتكلم بها، لأن أردوغان الداعم الرسمي لسيونيزيم، وهو مشروع أمريكي إسرائيلي تركي في المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك مقاطع فيديو منذ عام 2004 يقول بها أردوغان أنه لا يحق لأحد أن يهدد العيش للدولة الإسرائيلية، وأن تركيا لا تقبل ذلك لسلامة المنطقة.

وأردف أحمد، أن هذه المرة تجاوزته حماس بل وكل وساطات الحل لم يكن أردوغان جزء منها، أردوغان اليوم دوره في شرق الاوسط انتهت، أصبح اليوم العالم يعلم خصوصا العالم العربي والإسلامي ازدواجية أردوغان في تعامله مع القضية الفلسطينية، وذلك أصبحت حماس لا تريد وساطة تركيا في الإفراج عن الرهائن، ويقولون أنهم لا يريدون وساطة غير القطرية والمصرية، أي أنهم لا يثقون بأردوغان.