لقد قضى يحيى السنوار نحو ربع قرن في سجون الإسرائيلية، وكان ذات يوم قد صدرت أحكام بحقه تتجاوز 400 سنة، وتشير المعلومات إلى أنه كان له مكانة كبيرة بين الأسرى لدرجة أنه قد قبل إنه شكل حلقة وصل بين إسرائيل وحماس خلال فترة وجوده في السجن، بل وصرح خلال وجوده بالأسر أن إسرائيل لا يمكن أن تهزم وأنه لا بد من التفاوض.
حكومة إسرائيل تبحث عن أي نصر
في هذا السياق، يقول الدكتور عبد المهدي مطاوع المحلل السياسي الفلسطيني، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الاحتلال الإسرائيلي يتحدث عن مسألة القضاء على حركة حماس أو القضاء على قدراتها العسكرية، ويعتبرون أن قتل السنوار أو الوصول إليه جزء من صورة النصر التي يريدون ترويجها باعتباره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القطاع وكذلك المسؤول الأول عن عملية السابع من أكتوبر.
وأضاف "مطاوع" أن الأمر لا يتعلق بيحيى السنوار فقط وإنما بقائدين عسكريين آخرين هما محمد الضيف ومروان عيسى، ويعتبرونهم أصحاب القرار والخطة والترتيبات التي تتعلق بعملية السابع من أكتوبر، كما أنهم يرون أن السنوار مارس نوعاً من الخداع عليهم طوال الفترة الماضية، ويعتبرونه مسؤولاً مسؤولية أولى عما حدث يوم السابع من أكتوبر، ولهذا يضعونه في صدر المطلوبين.
ولفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن إسرائيل لا تستهدف هؤلاء الثلاثة فقط، بل تستهدف كافة قيادات الجناح العسكري لحركة حماس ولا يستثنون أحداً، وكل القصف الموسع والتدمير الذي نراه يهدف بالأساس أن تتحدث حكومة الاحتلال جمهورها بأنه قد تم تحقيق الهدف أو جزء من الهدف، وهو أن تكون غزة بلا جناح عسكري أو بدون مقاومة على الأقل لفترات طويلة.
وفي ختام تصريحاته، أكد "مطاوع" أنه رغم أهمية يحيى السنوار، لكن هدف الاحتلال أعمق من مجرد قتل شخص، فهدفهم تحويل قطاع غزة إلى مكان لا يصلح للحياة، بهدف تهجير السكان، فإذا لم يكن قسرياً الآن يكون الأمر طواعية بعد ذلك، لأن المكان وقتها لن يكون صالحاً للحياة، وهنا سيضطر الأفراد إلى البحث عن مكان آخر للعيش، وهم يسعون للهدف الأوسع وليس مجرد أشخاص.
ولفت إلى أن قادة الاحتلال صرحوا بأنهم يريدون إعادة غزة إلى 50 سنة للوراء وما يحدث يؤدي إلى ذلك بالفعل، فالاحتلال يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، لكن تم مواجهة هذا المخطط بحائط صد كبير، سواء من قبل القيادة المصرية أو الأردن أو الدول العربية، وحتى الولايات المتحدة نفسها أعلنت رفضها مخطط التهجير، فأصبحت سلطات الاحتلال تلعب على المستقبل بتحويل القطاع لمكان غير صالح للمعيشة أو الحياة، وبالتالي إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة من أنفسهم.
ويرى مراقبون أنه يحسب ليحيى السنوار أنه بعد خروجه قبل سنوات من الأسر أنه قد عمل على إعادة بناء قدرات حركة حماس العسكرية بعد فترات من الضعف، كما أنه استطاع إعادة صياغة علاقات الحركة بمحيطها الإقليمي لا سيما مع مصر من خلال النأي بالحركة عن جماعة الإخوان، والتأكيد على أنها حركة مقاومة فلسطينية أولاً.
السنوار له بدائل
بدوره، يقول الدكتور ماهر صافي الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إن يحيى السنوار هو الوجه الأول لكتائب القسام التابعة لحركة حماس، وهو الرجل الأول الذي يدير المعركة الآن، فبالتالي الاحتلال مصمم على اغتياله، وقد كان له تصريحات كثيرة ضد جيش الاحتلال وإسرائيل، كما أن تل أبيب تتوهم أنه باغتياله أو القضاء عليه ستقضي على حماس.
واستدرك "صافي" قائلا، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن هذا التصور من قبل الاحتلال خاطئ، لأنه لو كانت حماس ستنتهي بقتل يحيى السنوار، لكانت انتهت عندما تم اغتيال كثير من قادتها في السابق، فالحركة متجذرة ولو ذهب السنوار سيكون لديه البديل، فلا يوجد أي حركة مقاومة تعتمد على شخص واحد.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إلى أنه تم تداول مقاطع مصورة ليحيى السنوار وهو يقول إن إسرائيل قوية ولديها السلاح ولا يمكن هزيمتها، وهذه الأمور جعلت دولة الاحتلال ترتاح في فترة من الفترات، لكن إسرائيل تراه الآن الرجل الأول المسؤول عن كل شيء لا سيما أنه موجود في قطاع غزة، مستبعداً أن يكون القضاء عليه نهاية لعمليات الاحتلال الإسرائيلي الحالية في قطاع غزة.