جيدم دوغو: على المرأة أن تشارك في عملية الحل-تم التحديث
قالت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK)"إن ضمان وجود المرأة في مركز العملية الاجتماعية، يعد خطوة حاسمة في بناء السلام، ومشاركة المرأة في هذه العملية مسألة وجودية".
قالت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK)"إن ضمان وجود المرأة في مركز العملية الاجتماعية، يعد خطوة حاسمة في بناء السلام، ومشاركة المرأة في هذه العملية مسألة وجودية".
أوضحت جيدم دوغو أن هناك ارتباط وثيق بين حل القضية الكردية وبين حل مشاكل المرأة وقالت: "كلما كان الحل اجتماعياً كلما كان أكثر ديمومة، وإذا اقتنعت النساء وصنعن السلام، فسيحققون السلام في المجتمع بأسره، وأضافت أن الأمل يكمن في إرادة ونضال النساء المنظمات"، وأضافت أن على النساء في كافة مناحي الحياة أن يجتمعن معاً ويبنين منظوراً نسائياً.
وأكدت جيدم دوغو أن تطوير النضال وإرادة المرأة في سوريا مهمان للغاية وقالت بـأنه من ذلك، هناك حاجة إلى حركة نسائية التي من شأنها أن تتخطى الاتفاقات وتحقق النوع الواحد، كما اوضحن دوغو أنه من أي شعب أو أي دين او مذهب كان، على النساء أن تشاركن معاً تجاربهن، وتصعدن من نضالهن، كما على النساء أن يوضحن مستقبل سوريا، وأن ينشرن نموذج شمال وشرق سوريا في كامل سوريا، وأن تصبح ثورة المرأة بيتاً لجميع السوريين، وأضافت دوغو بأن دمقرطة سوريا لن تتحقق إلا من خلال ذلك.
تحدثت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK) لقناة مديا خبر (Medya Haber TV) حول بناء سوريا الجديدة ودور المرأة في مسألة الحل التي طرحها القائد آبو.
حيّت جيدم العملية التاريخية التي بدأها القائد آبو في القرن الـ 21 من أجل تركيا ديمقراطية وحرة، وقالت بأن هذه العملية مطروحة اليوم وبقوة على جدول أعمال الرأي العام وتركيا والاعلام العالمي والمحيط السياسي.
وأوضحت جيدم دوغو أن القضية الكردية، خاصة بعد تأسيس الجمهورية التركية، مستمرة منذ 100 عام على أساس سياسات الإنكار وإبادة الشعب الكردي وقالت: "هذه العملية التي استمرت 100 عام مرت بمراحل عديدة، قائدنا يتناول هذه العملية وفقاً لها، لقد تراكمت خلفيتها التاريخية مع تطوراتها الحالية، مما أدى إلى تحول هذه العملية إلى عملية تراكم وتعميق للأزمات، وبسبب ذلك أصبحت القضية الكردية والمشاكل عامةً في الشرق الأوسط معقدة للغاية، عدا عن هذه الحقائق التاريخية والحالية، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار حقيقة الحرب العالمية الثالثة.
الموضوع الذي أريد أن الفت الانتباه إليه هو هذا: لا يمكن حل هذه المشكلة بمجرد القول: "لقد قمت بحلها"، لا تنحل هكذا، إنها في الواقع قضية يجب أن نتعامل معها بعناية كبيرة، وجدية، ومسؤولية، وتضامن، والأهم من ذلك، بنموذج محدد، ونحن نعلم أن قائدنا يفكر في هذه القضية منذ أوائل التسعينيات وإلى الآن، وفي ذلك الوقت، صرح القائد آبو بأنه يبحث عن محاور من أجل الحل، وفي اللقاءات الأخيرة، قال: "أنا لا أزال في نفس المكان"، معبراً عن رغبته في الحل والسلام، ويحدث عن محاور، هل بحل المشكلة الكردية سينحل كل شيء...؟ "قد لا يحل هذا كل شيء بنسبة مائة بالمائة، لكنه سيكون خطوة كبيرة في بناء بيئة ديمقراطية وسيحل العديد من المشاكل إلى حد كبير".
وأشارت جيدم إلى أنه تم تطوير سياسة ممنهجة من الإنكار والإمحاء في وجه المقاومة والانتفاضة الكردية مع مرور الوقت، وتابعت: "هذه العملية خلقت شكلاً خاصاً للدولة، تم تطبيق هذه السياسة بشكل ثابت وعقائدي فأصبحت سياسة غير قابلة للتغيير، نفس السياسة مستمرة حتى الآن، ورغم أن حزب العدالة والتنمية زعم أنه سيغير هذه السياسات عندما يصل إلى السلطة، إلا أنه في واقع الأمر عمل على ترسيخها.
على سبيل المثال، تتعرض النساء للقتل والعنف والاعتداء الجنسي في كل مكان من تركيا، يتم استغلال المرأة في كافة مجالات الحياة، لقد تم القضاء على الفكر الحر بشكل كامل، ولم يعد أحد يستطيع التعبير عن أفكاره بحرية، إذا أجرى بعض عمليات البحث وخطاب معارض، يتم اعتقاله على الفور، يعتقل الكثير من الأشخاص، بمن فيهم زعماء الحزب، ويزجّون في السجون، يتم اعتقال الصحفيين بسبب آرائهم وعملهم المهني، لقد كانت هناك ضغوطات على الصحفيين في تركيا في الماضي، وقد زادت اليوم، الفنانون والأكاديميون والمثقفون يواجهون الضغوط نفسها، ويواجه المواطنون العاديون القمع حتى بسبب أصغر اعتراض، ويواجه العمال والمتقاعدون والطلاب وجميع شرائح المجتمع الاعتقال والبطالة والتعذيب حتى بسبب أدنى اعتراض.
هناك إرهاب شديد للدولة، يجب بناء أرضية خالية من العنف
نفس الأفعال تستمر خارج الحدود التركية، في الأيام الثلاثة الأخيرة، وبسبب الهجمات على روج آفا وجنوب كردستان، فقد أكثر من عشرين شخصاً لحياتهم، سواءً في الداخل التركي أو في خارجها يتم ارتكاب المجازر بحجة الإرهاب، الدولة التركية تخلق دوماً الحجج للهجوم وتستهدف المدنيين والأطفال والفنانين ونساء الكرد، مثلاً، في سد تشرين، قتلت بافي طيار، يتم استهداف قيادياتنا وإدارياتنا بشكل ممنهج، هذا الشعب وطني، إنهم أناس يريدون حماية أرضهم وبيئتهم، ما هو ذنب هؤلاء الناس...؟ ما هو ذنب هؤلاء الأطفال والنساء...؟
وضع جنوب كردستان ليس مختلفاً، ففي الأيام الأخيرة وفي ناحية رانيا وبهدينان فقد ستة مدنيين لحياتهم، كما قتل جنديين عراقيين وعنصر من قوات البيشمركة، هذا كله بسبب الهجمات التركية، تركيا ترتكب مجازر داخل وخارج حدودها منتهجةً السياسة نفسها.
من جهة تقوم بأفعال وحشية ومن جهة أخرى تظهر نفسها وبأنها تبحث عن الحل، ولكن لا تقول "إنني أحل" تُبقي العملية في غموض، لا تقول شيئاً سوى" يجب على حزب العمال الكردستاني أن يترك السلاح"، نحن وقائدنا نسعى لبناء أرضية ديمقراطية خالية من العنف، ولكن هذا ليس شيئا من جانب واحد، هناك عنف وإرهاب واسع من قبل الدولة.
الأحداث التي نعيشها ترقى إلى جرائم حرب حسب القانون الدولي، السياسات الديكتاتورية التي تقوم بها السلطة الحالية في تركيا، يوماً بعد يوم تُبعد البلاد عن الحل الديمقراطي.
من أجل دمقرطة العمليات القانونية وتثقيف الشعب، فإن تأمين المشاركة القوية للمرأة في العملية مهم جداً، في هذه النقطة، يجب أن تكون أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والحركات النسائية فعالة للغاية.
يعتبر دور المرأة ذا أهمية حيوية في عملية الحل التي تشمل كافة القطاعات الاجتماعية، إن نموذج وفلسفة الحياة التي وضعها القائد آبو أمامه تعتمد على التنشئة الاجتماعية، ينبغي لعملية الحل أن تكون ذات طابع اجتماعي، إذا أراد الشعب تحقيق السلام، فلا بد أن تكون هذه العملية اجتماعية، لأن الشعب هو الذي يصنع السلام، لقد انهار هيكل الدولة الحالي ومفهوم السلطة، لأنه لا يوجد حل لهذا النظام وهو معادي للمجتمع، لذا فإن جعل الحل اجتماعياً مهم جداً، في هذا الإطار، فإن دور المرأة بشكل خاص حاسم، الحياة بدون نساء ليست حياة حقيقية، هذه واحدة من الفلسفات الأساسية للقائد آبو، حرية المرأة تعني حرية المجتمع، إن تكثيف هذا النضال وضمان وضع المرأة في مركز العملية الاجتماعية يعد خطوة حاسمة في بناء السلام، الحياة بدون المرأة ليست حياة، السياسة بدون المرأة ليست سياسة، ولذلك فإن الحل بدون المرأة ليس حلاً، السلام بدون المرأة ليس سلاماً، يجب علينا أن نفهم هذه الحقيقة جيداً.
مشاركة المرأة في هذه العملية مسألة وجودية
إن تعميق العنصرية يفتح المجال أمام قتل النساء، سمح للهيمنة الذكورية بإعادة تأسيس نفسها وزيادة العنف، لم تعترف بأي حقيقة خارج إرادتها الشخصية، انتشر أكثر في تركيا مع الحرب على الشعب الكردي، ولذلك، بالإضافة إلى الهيمنة الذكورية المعروفة، لا بد أن نتحدث أيضاً عن العنف الذكوري الذي تغذيه الحرب.
في هذا الإطار فإن تحقيق السلم الاجتماعي سيجلب أيضاً حلولاً للنساء، وهذا ما سيقضي على العنف الذكوري، إن مشاركة المرأة في هذه العملية مسألة وجودية، إن حل المشاكل الحالية التي تواجهها تركيا يعني حل مشكلة وجود المرأة وحريتها، هناك علاقة مباشرة بين حل القضية الكردية وحل قضية المرأة.
في هذا الإطار، أود أيضاً أن ألفت الانتباه إلى أخوة الشعوب، إن مفهوم الأخوة، على الرغم من معناه الإيجابي في أذهان الشعوب الصغيرة، يلعب دوراً في التسلسل الهرمي بين الإخوة الأكبر والأصغر سناً في مجتمع مشبع بالتمييز الجنسي، ومن ثم فإن تعبيرات مثل "الأخوة الكردية والتركية" وحدها لا تكفي، بدلاً من ذلك، يتعين علينا أن نركز على الصداقة بين الشعوب التي تعيش المساواة والحياة الحرة، من وجهة نظر المرأة، فإن الوضع الذي نحن فيه الآن سيمنع إراقة الدماء، إن العقل الذكوري لم يحل هذه المشكلة ولن يستطيع حلها، إن عقل الرجل الحاكم لم تملي عليه حياة متساوية، بل فرضت عليه التحكم والطاعة، وهذا موجود في أساس الأزمة الحالية للحرب العالمية الثالثة والقرن الأخير من عمر الجمهورية التركية.
وتجسد الجمهورية، التي تدخل قرنها الثاني في كردستان وتركيا، إرادة المرأة وتنظيمها القوي، قبل قرن من الزمان، لم تكن هناك فرصة كهذه، عندما ننظر إلى مرحلة تأسيس تركيا، من الممكن أن تكون هناك بعض المنظمات والشخصيات النسائية، ومن أجل أن تواصل النساء وجودهن بطريقة حرة ومتساوية، لم تكن هناك حركات حاشدة للنساء، ولكن اليوم هناك حركة نسائية كردية حملت راية النضال من أجل الحرية على مدى خمسين عاماً، لقد تم خلق القيم والمثل والعقلية لهذه الحركة، وقد برزت المعايير الاجتماعية والأخلاقية المتعلقة بكيفية تعامل المرأة مع الرجل وكيفية التحرر من سلطة الذكور كقيم.
ومن ناحية أخرى، توجد في تركيا حركات نسوية، والنساء المثقفات، وبعض المجموعات النسائية، مثل الحركات النسائية المسلمة، اللواتي أتين من خلفيات مختلفة ويناضلن من أجل ذلك ويدافعن عن حقوقهن، وهذه قوة عظيمة ولا ينبغي الاستهانة بها.
ولكن هذه الإرادة لم تكتمل ولم تتوحد، إنها مجزأة، يمكن أنها تتواصل أحياناً ولكن ليس مستمراً، ولم تتحول إلى آلية بأن تقوي نفسها، إذا أردنا ان نسد الطريق أمام الحرب وإبادة النساء، فعلينا كنساء أن نلعب دورنا.
إذا تم اعداد دستور ديمقراطي، يجب أن تشارك النساء في هذه العملية بطريقة منظمة ومستقلة، ورداً على مشاكل نظام الدولة المركزية، لا بد من تعزيز الإدارات المحلية ولا بد من إشراك إرادة المرأة بشكل فعال في هذه العملية، يجب علينا كنساء أن نتناقش في الشوارع والأحياء والمناطق والمدن حول كيفية التعبير عن إرادتنا، من السياسة إلى الأمن، ومن الاقتصاد إلى الصحة، ومن التعليم إلى البناء، يجب أن تكون المرأة ممثلة بشكل متساوٍ في كل المجالات.
الآن هو الوقت المناسب لبناء علاقات متساوية وحرة بين الرجال والنساء في الجمهورية الجديدة، ويجب ألا يركزوا فقط على العملية اليومية، ألّا يقتصر على الجوانب التاريخية، اليوم نحن في عصر يجب أن يشارك فيه جهود وعقل المرأة بشكل أكبر في هذه العملية.
لذلك، سواءً كانت المرأة كردية أو تركية أو عربية أو أرمنية أو لاظية أو تركمانية، أو جورجية، أو سريانية، يجب أن تشارك في هذه العملية بأمل وعشق كبير، لا يهم إن كانت مسلمة أو مسيحية أو علوية أو سنية أو من دين أو طائفة مختلفة، كل امرأة لديها إرادة، بغض النظر عن هويتها، المهم هو إيصال هذه الإرادة إلى مكون منظم.
بأي منظور يمكن القيام بذلك...؟ من أجل تركيا ديمقراطية، ومن أجل أن يعيش الشعوب على قدم المساواة وبكل حرية، ومن أجل أن تعبر الأديان والمذاهب عن نفسها بحرية، ومن أجل بناء حياة ذات معنى، فإن الدور الأهم تقع على عاتق النساء، ولذلك، على النساء مناقشة السلام والحلول في كل مكان، كيف أن أمهات السلام بدأن بحركة عبر مقولة "نحن نمد يدنا من أجل السلام"، يتعين علينا كنساء أيضاً أن نمد يدنا من أجل إيجاد حل ومناقشة هذه المسألة في كل مكان.
يجب إيجاد حل مشترك من خلال التواصل والاجتماع مع أمهات الجمود واليساريين واليمينيين والقرويات والعاملات والاكاديميات ومع النساء في كل مجالات المجتمع، يجب الا يقتصر النقاش على مستوى الخطاب فقط، بل يتعين علينا خلق منظور أنثوي وإظهار كيف يمكن بناء بلد بعقلية أنثوية.
إن ضمير المرأة وعقلها حساس ودقيق في كل مهمة، إن الحريق الذي وقع في بولو، والبيوت التي انهارت في قونية، لا يمكن أن يعيشه ضمير المرأة، تعمل المرأة بالحب واحترام الحياة البشرية، ولذلك، وبينما يتم إعادة بناء العلاقات بين الرجل والمرأة وجميع مجالات المجتمع، يتعين علينا أن نتصرف بالإرادة المنظمة للمرأة، ينبغي للمرأة أن تكون شجاعة وواثقة من نفسها، كلما كان الحل اجتماعياً، كلما كان أكثر ديمومة، إذا اقتنعت المرأة وحققت السلام فإن السلام سيتحقق في المجتمع كله، الأمل يكمن في الإرادة المنظمة ونضال المرأة.
يجب أن تكون ثورة المرأة موطناً لكل سوريا
تهدف الأطراف الجهادية المنتشرة من سوريا إلى أفغانستان إلى تدمير مكتسبات المرأة، إنَّ الفظائع التي شهدتها أفغانستان تحدث أيضاً في مختلف أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومع وصول هيئة تحرير الشام إلى سوريا، تبرز صورة أكثر صعوبة بالنسبة للمرأة، وتسلط الممارسات مثل إزالة أسماء الشخصيات النسائية التاريخية من المناهج التعليمية الضوء على القمع المنهجي للمرأة، زنوبيا هي بطلة عظيمة في التاريخ، إنَّ محاولة إزالة اسمها من المناهج الدراسية تظهر بكل وضوح الذهنية الذكورية المناهضة للمرأة.
إنَّ الثورة التي تشهدها منطقة شمال وشرق سوريا تبرز كنجمٍ ساطع في ظلمة الشرق الأوسط، بل العالم أجمع، وبفضل تنظيم المرأة ومشاركتها في الإدارة والحماية الذاتية، لذلك كانت هذه المنطقة دائماً تتعرض لهجمات الجهاديين والمتسلطين، لقد أصبحت الحرب التي خاضتها وحدات حماية المرأة والتنظيم الاجتماعي للمرأة مصدر إلهامٍ للعالم برمته، إنَّ ثورة المرأة ليست تطوراً على المستوى الإقليمي فحسب، بل هي مصدر أمل للعالم.
هناك حقيقة بشأن إدارة هيئة تحرير الشام، لقد قامت باحتلال دمشق واستولت على السلطة، واعتبروا هذا ثورة، يجب الوقوف على هذه المسألة بشكل جدي، إنَّ هيكلية هيئة تحرير الشام مكونة من مرتزقة ورغم ذلك فقد أوصلوهم إلى السلطة، لديهم موقف معين تجاه المرأة، هناك اغتناء وإرادة قوية للشعب في سوريا، وهذا لا ينطبق بشكل اسمي فقط، بل يتواجد ككيان تاريخي وثقافي حقيقي، تتمتع الشعوب المتواجدة في سوريا بخاصية فريدة تتمثل في الحفاظ على تقاليده الثقافية وبهذا المعنى، فهم شعوب مقاومة للغاية.
قد لا يكون لديهم تنظيم، لكن بنيتهم الثقافية مقاومة، والمرأة كذلك أيضاً، المرأة السورية ليست كالمرأة التي تعيش في أي منطقة جغرافية أخرى، سوريا ليست مثل أفغانستان، سوريا لها خصائصها الخاصة، ولذلك فإنَّ الادعاءات بأن "الثورة" التي حدثت مع وصول هيئة تحرير الشام ستجلب الحريات لا تعكس الحقيقة، فهذه الرواية مصطنعة.
أنَّ مسالة إعادة بناء سوريا الجديدة على جدول الأعمال، وينبغي أن يتم هذا التقييم فيما يتعلق بسوريا وتركيا على حد سواء، تتم إعادة تصميم ورسم خارطة الشرق الأوسط من جديد، وفي هذه العملية أيضاً تأسست الجمهورية السورية بطريقة لا تعكس إرادة المرأة، ولهذا السبب كانت هناك دائمًا مشاكل تتعلق بالنساء في سوريا، والآن، مع ظهور هيئة تحرير الشام، برزت صورة أكثر خطورة.
هنالك تجربة أو نموذج متواجد ومنتشر الآن في مناطق شمال وشرق سوريا، في هذه الساحة هنالك ثورة المرأة، وإما في المناطق الأخرى، فهناك الواقع مختلف، ولذلك يجب أن ينتشر نموذج شمال وشرق سوريا في كافة أنحاء سوريا، ويجب أن تصبح ثورة المرأة هذه ملكاً لكل سوريا، ومن خلال هذا فقط يمكن تحقيق التحول الديمقراطي في سوريا.
وفي هذه المرحلة تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الحركات النسائية في منطقة شمال وشرق سوريا لديهنَ 12 عامًا من الخبرة والتجارب، وهذا الشيء لا يمكن الاستهانة به، وتم إرساء نموذج تشارك فيه المرأة في السياسة والصحة والتعليم والاقتصاد والأمن وفي كافة المجالات الاجتماعية الأخرى، وتم تطوير آليات مثل نظام الرئاسة المشتركة والمجالس والمؤسسات الخاصة بالمرأة، وينبغي أن ينتشر هذا النموذج في كافة أنحاء سوريا.
وينبغي بناء هذه المرحلة ونشر أرضية على نطاق أوسع من خلال عقد اجتماعات للمرأة وتنظيمها وطرح المبادرات وبناء المنصات النسائية، فالمستقبل في أيدي المرأة، مع هذه العقلية، يتعين عليها النضال والمشاركة في عملية بناء سوريا الجديدة.
إنَّ الحفاظ على ثورة المرأة مسؤولية مشتركة للحركات النسائية في جميع أنحاء العالم
إنَّ دعم الحركات النسائية في الشرق الأوسط والعالم أمر في غاية الأهمية، لأنَّ ثورة المرأة هي أصبحت حقيقة عالمية، وكما أن مشكلة المرأة هي مشكلة عالمية، فإنَّ حلها يجب أن يكون عالمياً أيضًا.
أنَّ ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا هي مصدر نور وضياء لجميع نساء العالم، إنَّها قيمة قيِّمة تُنير بها الشعوب، لذلك يجب حمايتها ويجب على الحركات النسائية في الشرق الأوسط والعالم أجمع أن تدافع عن ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا وتحميها وتدعمها.
فهذه ليست قضية إقليمية، بل هي قضية عالمية، أنَّ 650 امرأة من 50 دولة أدلينَ ببيانات دعمًا لهذه الثورة ، لقد كانت هذه خطوة ذات معنى وأهمية كبيرة، ويجب العمل على توسيع هذا الدعم بشكل أكبر، إنَّ الدفاع عن ثورة المرأة هي مسؤولية مشتركة لجميع الحركات النسائية في جميع أنحاء العالم.
أنَّ إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام بحق النساء في إيران لا تتوقف، بالرغم من وجود حالات في الشرائح الأخرى من المجتمع، إلا أنَّ تنفيذ عمليات الإعدام وخاصة ضد النساء مستمرة، لقد لعبت الرائدات والطليعيات أمثال بخشان عزيزي و وريشة مرادي دورًا ريادياً في النضال من أجل حرية المرأة.
عندما نتحدث عن ثورة المرأة فإنَّنا نتحدث أيضًا عن نضال المرأة وإنجازاتها ومكتسباتها، تعتبر هؤلاء النساء بحق رائدات ومًقاومات، في شرق كردستان هناك قيم تم اكتسابها بعد تقديم التضحيات الكبيرة، إنَّ عقوبة الإعدام في حد ذاتها ممارسة غير إنسانية، ولهذا السبب تعد مقاومة المرأة في إيران مهمة.
يجب علينا أن نفشل المؤامرة بشكل كامل
لقد أصبحنا في شهر شباط، أنَّ الخامس عشر من شباط هو الذكرى السنوية للمؤامرة الدولية على القائد آبو، لقد مرت 26 سنة ودخلنا عامنا السابع والعشرين، ومن الجدير بالذكر أن القائد آبو أظهر مقاومة كبيرة خلال هذه الأعوام الـ26 ولا تزال هذه المقاومة مستمرة.
تعتبر أهمية كبيرة بأنَّ يتحرر قيادتنا جسديًا في هذه العملية، إذا تطوَّرت حقاً هذه العملية، وإذا طلب أن تتبع نهجاً صادقاً وجاداً ومتسقاً، فإنَّ هذا يشكل شرطاً أساسياً لضمان الحرية الجسدية للقائد آبو، لقد عمل القائد آبو بشكل دائم على تقديم نهج متزن ومتوازن بشأن هذه القضية، وبهذه المناسبة -يوم 15 شباط، ندعو الشعب الكردي، وخاصة المرأة الكردية والمجتمع الكردي في أوروبا، والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، إلى تحويل هذا العام إلى عام هزيمة المؤامرة وضمان الحرية الجسدية للقائد آبو.
يتم كتابة التاريخ في سد تشرين من جديد
تستمر مقاومة شعب روج آفا وشعب كوباني وشعب منطقة إقليم شمال وشرق سوريا، وتستمر الهجمات على خط تل تمر وفي منطقة صرين، يتم استهداف الفعاليات الاحتجاجية التي تقام عند سد تشرين، يتم شن الهجمات ضد المدنيين في كوباني، وفي الواقع، خاض الأبطال حرب كبرى ضد داعش في روج آفا وخاصة في كوباني، هناك يتم كتابة التاريخ من جديد ، وخاصة في سد تشرين.
في سد تشرين يدافع الناس عن أرضهم بشجاعة وعزيمة وإصرار وبتضامن الشعوب، لقد أصبح السد رمزاً؛ فالشعب يدافع هنا عن حريته ووجوده، المرأة تدافع عن حريتها، و الفنانون متمسكون بقيمهم، إنَّ هذه المقاومة هي خير مثال ودليل على التضحية العظيمة ليس للشعب الكردي فحسب بل لكل شعوب العالم ،ومن خلال تعزيز تنظيمنا، سنخلق أملنا الخاص وسنبني مستقبلنا الخاص.