وفي تقريرها السنوي أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن 709 صحفياً وصحفية فقدوا حياتهم في الحرب الدائرة في سوريا منذ العام 2011 أغلبهم في مناطق الصراع بين قوات حكومة دمشق وحلفائها من جهة والمرتزقة المدعومين من أنقرة من جهة أخرى، بينهم 52 تحت التعذيب.
وبحسب مؤشر "لجنة حماية الصحفيين العالمي للإفلات من العقاب"، فإن سوريا الدولة الثانية بعد الصومال ضمن 12 دولة مسؤولة عن 80% من جرائم قتل الصحفيين، خلال العقد الأخير.
وبعد اندلاع الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في سوريا "ربيع الشعوب" في آذار/ 2011، زادَ النظام السوري من قمعه ضد الصحفيين والإعلاميين.
ولعب الحراك الشعبي في 19 تموز عام 2012 دوراً مهماً في إبراز دور الإعلام الحر في المنطقة، من خلال توثيق مكتسبات الشعوب، وإيصال جوهرة وحقيقة المجتمعات التي تنادي بالحرية ضد الأنظمة السلطوية.
وبرزَ دورُ الصحفيين المحليين في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا خلال تغطيتهم لواحدةٍ من أخطر المعارك التي شهدتها الحرب في سوريا، خلال العدوان التركي ضد مقاطعة عفرين وكري سبي وسري كانيه، وحملة دحر مرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا، حيث استشهد 27 صحفي لإعلاء كلمة الحق وإظهار الحقيقة للعلن.
وفي ذات السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء لقاء مع الرئيس المشترك لدائرة الإعلام في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والذي أوضح دور ثورة 19 تموز في حرية الإعلام الحر في المنطقة.
واستهل، جوان ملا إبراهيم، حديثه قائلاً "منذ بداية الأزمة السورية لم يكن هناك إعلام بالمعنى الحقيقي، حيث كان محصوراً ضمن شريحة معينة تابعة لحكومة دمشق، والأقلام الحرة كانت من الخارج وملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية السورية".
لافتاً "وبعد العام 2011 برز دور الإعلام مع بداية الحراك في مناطق شمال وشرق سوريا، وظهرت الأقلام الحرة لإيصال الحقيقة إلى العلن".
"ربيع الشعوب" ثورة الإعلام الحر
وأكد ملا إبراهيم إن "ثورة 19 تموز كانت بمثابة ثورة إعلامية في المنطقة من كافة النواحي، إذ ساهمت في ظهور الإعلام الحر إلى العلن، وخروجه من النطاق الضيق نحو الاحترافية وتقدمه من الناحية الأكاديمية".
وبجهود الإعلام الحر في مناطق شمال وشرق سوريا برز الحراك الشعبي والعسكري، ولعب دور استراتيجي في إيصال صوت ثورة 19 تموز، وما تلاها من تطورات وأحداث وصولاً لمحاربة مرتزقة داعش وإنهائه جغرافياً.
مضيفاً، رغم ضعف الإمكانيات والخبرات الإعلامية خطينا خطوات كبيرة على مدى 12 عاماً، ولكن مازلنا بحاجة إلى استراتيجية وخبرات إعلامية لنستطيع أن نكون مرآة حقيقة كصحفيين في شمال وشرق سوريا.
استهداف الصحفيين يهدف لكتم الحقيقة
وأوضح جوان ملا إبراهيم إن عدم رغبة الاطراف المعادية إظهار المكتسبات التي تحققت في شمال وشرق سوريا وثورة 19 إلى الخارج كان سبباً في استهداف الصحفيين في المنطقة، وأي محاولة لإظهار الحقيقة تستهدف من قبل الجهات المعادية.
"والانتهاكات مستمرة بحق الصحفيين، وأحداث احتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه خير مثال على الانتهاكات الصارخة بحق الصحفيين، والعدوان التركي يستمر باستهداف الصحفيين عبر الطيران المسير".
إخماد نجاح الإدارة الذاتية دولياً عبر استهداف الصحفيين
ونوه ملا إبراهيم بانه هناك مخطط تشارك فيه القوى الدولية إلى جانب دولة الاحتلال التركي لاستهداف المنطقة، والصمت الدولي يدل على مشاركتها في الانتهاكات بحق الصحفيين.
مضيفاً، أن الصمت الدولي حيال استهداف الصحفيين هو جزء من مخطط استهداف شمال وشرق سوريا، وذلك لعدم تسليط الضوء على الحقيقة ونجاح تجربة الإدارة الذاتية والانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية.