حُكم اللون الواحد يثير القلق في سوريا

أثار وصول قيادات من هيئة تحرير الشام التي لا زالت تصنف على لوائح الإرهاب في عدة دول بالعالم حفيظة السوريين، والذين يخشون أن الخلفية المتشددة لتلك القيادات أن يحمل في طياته إقصاء وتهميش ومخاطر على التنوع العرقي والثقافي والديني في سوريا.

بعد أن أسقطت هيئة تحرير الشام حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بدأت الهيئة سريعاً في نقل السلطات من الحكومة السورية لأشخاص يتبعون لها أو من قيادات الصف الأول فيها وسط إقصاء لدور فعال للمرأة أو بقية المكونات السورية الأخرى.

كما شهدت مدن سوريا عدة تظاهرات لرفض النهج السياسي الذي اتبعته هيئة تحرير الشام في إدارة البلاد، وصبغ السلطة السياسية والعسكرية السورية باللون الطائفي المتشدد.

وفي هذا الصدد، قالت روجين علي 18 عاماً وهي من سكان مقاطعة الرقة، التي جمعت عدة ألوان عندما أرادت رسم لوحة تمثل التنوع الثقافي الذي تعيشه سوريا منذ مئات السنين: "أريد أن تبقى سوريا ملونة كما كانت وكما يجب أن تكون، وأن تسلم السلطة في دمشق من أشخاص متشددين دفع حتى الصغار في العمر إلى حمل الهم حالهم حال الكبار".

حيث اختارت الشابة ألوان زاهية لونت بها أيادٍ المتحدة تتجه نحو كلمة سوريا التي تتوسط اللوحة، محاولة بذلك إيصال فكرة تجول في خاطرها عن التنوع الجميل في بلدها والذي تخشى عليه اليوم مع وصول حكومة اللون الواحد إلى سد الحكم في دمشق منذ كانون الأول العام 2024.

لا مكان للمرأة

ونقلت وسائل إعلام سورية وعربية تصريحات عن المسؤولين في هيئة تحرير الشام أنه لا مكان للمرأة السورية في المناصب المهمة في سوريا معللين ذلك بما أسموه وضع المرأة والمهام الأخرى التي يجب عليها القيام بها.

ورأت ليليان كومجيان 24 عاماً وهي من المكون الأرمني في الرقة، إن خطر العقلية المتشددة ذات الصبغة الواحدة يهدد جمالية تنوع سوريا الثقافي، وهو أمر مثير للقلق وعلى النساء والرجال النضال لرفض هذه العقلية ومنعها من فعل ما تريد.

وأضافت ليليان أن تصريحات رئيسة مجلس شؤون المرأة السورية عائشة الدبس عن رفضها تقبل المرأة التي تخالفها الرأي، يؤكد أن هؤلاء الذين يحكمون سوريا خلال الوقت الحاضر يمتلكون ذات النظرة سواء كانوا ذكوراً أو إناث.

ونظمت عدة فعاليات ثقافية في سوريا منذ وصول هيئة تحرير الشام إلى الحكم، طالب منظميها بالحفاظ على علمانية الدولة ونبذ أسلمتها تحت ستار الأغلبية المسلمة وأن أي حكم ذو صبغة طائفية لن يخرج سوريا من مستنقع الحرب الذي لا زالت فيه البلاد.

وأعلنت عدة دول أوروبية رفضها إقصاء مشاركة كافة مكونات في حكم سوريا وعن تشكيلة الحكومة، ودعا المسؤولون الأوروبيون هيئة تحرير الشام التخلي عن عقلية الإقصاء والتهميش لبناء سوريا جديدة لكل السوريين وربطوا ذلك برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ فترة حكم نظام بشار الأسد.