هل تنجح مبادرة الحكومة لفك الحصار عن تعز في ظل انهيار مفاوضات الرياض؟

أعلنت الحكومة اليمنية عن مبادرة جديدة لفتح الطرق في مدينة تعز المحاصرة من قبل الحوثيين، في ظل انهيار المفاوضات التي تستضيفها الرياض بين وفدي الحكومة الشرعية والحوثيين، مما يلقى بظلاله على جدوى المبادرة الحكومية ومدى قبول الطرف الآخر بها.

قدمت لجنة التفاوض الحكومية لفتح طرق تعز في بيان صحفي، مبادرة جديدة شملت فتح 5 طرق وخطوط رئيسية لتخفيف الضغط على سكان المدينة المحاصرة منذ إندلاع القتال في اليمن.

كشف محمود الطاهر الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أنه لا يوجد أمل بالدعوات التي يطلقها الجانب الحكومي من أجل فتح الطرقات وفتح الحصار عن مدينة تعز، وهي عادة ما تطلق تلك الدعوات ولكنها بدون جدوى.

وأكد الطاهر في تصريح خاص لوكالة فرات، أن السبب خلف عدم نجاح تلك الدعوات التي تطلقها الحكومة اليمنية هو تعنت الحوثيين من جانب وعدم وجود خطط حقيقية من جانب الشرعية لفك الحصار عن مدينة تعز، مبيناً أن الحوثيون يماطلون بهدف تمديد الهدنة التي جاءت لصالحهم، وهم الوحيدين المستفيدين منها، وليس الشعب اليمني.

وأضاف الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أن حصار تعز كان يفترض أن يتم خلال الاشهر الأولى الماضية من الهدنة الأممية، لكن تساهل المجتمع الدولي مع الحوثيين، أجل ذلك حتى الان، ويبدو أن المجتمع الدولي يريد تقسيم اليمن إلى دويلات، من خلال دفع الأحداث في اليمن إلى التوقف في صيغة حرب ولا حرب، لمضاعفة معاناة الناس.

وبين الطاهر، أنه لا يوجد أي مباردة للشرعية، وإنما فتح الطرقات هي ضمن بنود الهدنة الأممية التي التزمت الحكومة اليمنية ببنودها ورفضها الحوثي، مشيرا إلى أن الجانب الحكومي لديه جدية في إحلال السلام، لكن الحوثي يراوغ، ويريد أن تستمر الحرب أكثر حتى يسأم الجميع منها ويسلم لهم الدولة، وبالتالي الحوار مع الحوثي يأتي في مصلحته، وعلى كل الدخول في مفاوضات معه إهدار للوقت والجهد والمال، وزيادة معاناة الناس.

وأردف الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أنه مما فاقم الوضع وزاد من مصير المبادرة بالفشل هو فشل عملية المفاوضات في الرياض، حيث أعلن رئيس مجلس القيادة اليمني، يوم أمس، تعثر مفاوضات السلام.

وحول دور الرياض وطهران في دفع عملية السلام ما بين الحوثيين والشرعية، أوضح أن الرياض تريد السلام ووقف الحرب، لكن إيران تريد إسقاط السعودية، والتقارب الجديد، سيغير من التكتيك الإيراني من المواجهة المباشرة إلى دعم ما تسميهم المظلوميين، وهذه المرة سيكون الدعم الإيراني إلى الداخل السعودي للتحريض ضد السعودية نفسها.

بينما نفى أمجد يسلم صبيح، الكاتب ورئيس تحرير صحيفة حضرموت 21، وجود حصار حقيقي على مدينة تعز اليمنية من قبل ميليشيات الحوثي.

واكد صبيح في تصريح خاص لوكالة فرات، أن كل المسألة مسألة يتم عبرها سحب أموال فقط تحت ذريعة الأعمال الإنسانية وفك الحصار من دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

بينما أوضح جمال الشعري، الكاتب والروائي اليمني الحاصل على العديد من الجوائز العربية، من ابناء مدينة تعز، أن المدينة محاصرة منذ بداية الحرب، والطرق الرئيسية مغلقة أمام سكان المدينة ويضطر السكان لإتخاذ طرق التفافية من خلف الجبال.

واكد الشعري، أنه عانى كثيرا من تلك الطرق الجبلية الوعرة وذلك أثناء تنقلاته من تعز، مبينا أن المبادرة الحكومية الأخيرة لن تحل الأزمة لأنه من مصلحة جميع الأطراف أن تبقى تعز تحت رحمة المعاناة.