هل ستصل الحرب في غزة إلى سوريا والعراق؟

تزايدت في الأيام القليلة الماضية مخاوف من أن الحرب الإسرائيلية على غزة قد تؤدي إلى وصول الصراع إلى سوريا والعراق.

فبعد انتقال القصف من سوريا إلى إسرائيل، ضربت إسرائيل مطاري دمشق وحلب، وفي الوقت ذاته، استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية قافلة قرب مدينة البوكمال السورية، بحجة أنها تابعة للحرس الثوري الإيراني، وفي العراق، أطلقت صواريخ كاتيوشا على قاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها قوات أميركية، وأكدت واشنطن أنها سترد على أي هجوم يمس قواتها في المنطقة.

وفي هذا السياق قال الكاتب والصحفي السوري عبد الرحمن ربوع لوكالة فرات للأنباء (ANF) في اتصال هاتفي، إنه بسبب وجود جهات عديدة تابعة لإيران على الأراضي السورية سواء كانوا سوريين أو فلسطينيين أو القوات الإيرانية، فإن مشاركة سوريا في حرب غزة أمر محتمل، لكن طهران أكدت أنها لن تشارك، وبالتالي سيتم توزيع الأسلحة التابعة لها في سوريا والعراق واليمن.

وقال ربوع إنه بينما يتم توجيه هذه الأسلحة، تجري إيران مفاوضات ومقابلات خلف الكواليس، وقال "الجماعات السورية في سوريا وغيرها من السوريين المدعومين من إيران قد تكون متورطة في بعض القضايا المتعلقة بالحرب، لكن من وجهة نظري فإنه احتمال ضعيف".

وذكر أن جيش حكومة دمشق يقوم الآن بدوره بكل ما أوتي من قوة، ويعمل على منع حدوث شيء من هذا القبيل، وقال "لأنه لا يريد التورط في هذا الحدث بعد الآن، لأن الحقائق المختلفة تؤكد أن أي تحرك إيراني من الأراضي السورية سيلقى رداً قوياً".

ويرى ربوع أن الجماعات المرتبطة بإيران لا تقوم إلا بأنشطة محدودة، وقال إن جبهة الجولان هي أيضاً جبهة صغيرة وغير مجدية عسكريا، وذكر أن الجماعات الموجودة في سوريا ضعيفة ولا تملك صواريخ ثقيلة مثل حزب الله.

ووفقاً لوكالة رويترز للأنباء، يقول مسؤولو الدفاع الأمريكي: "منذ أن شنت إسرائيل هجوماً شاملاً على غزة في 7 تشرين الأول، تزايدت الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وسوريا.

ووعد رئيس الوزراء العراقي بملاحقة المسؤولين عن الهجمات الصاروخية على ثلاث قواعد عسكرية في العراق تستضيف مستشاري التحالف الدولي، منها قاعدة عين الأسد غربي العراق، وقاعدة عسكرية قرب مطار بغداد الدولي، وقاعدة حرير في العراق.

وفي هذا السياق قال خبير شؤون الشرق الأوسط الدكتور طارق فهمي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن سوريا والعراق من المسارح الرئيسية التي يمكن أن تشهد ردة الفعل على الحرب المتعلقة بغزة.

 وقال طارق فهمي: "برأيي لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا إيران تريد أن تتسع دائرة الصراع، بل الأمر مرهون بحسابات كل طرف".

وقال فهمي أيضاً: "نتيجة الدعم الكبير الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لإسرائيل في عملياتها ضد غزة، تظهر افتراضات كثيرة من واشنطن بأن بعض الأطراف مرتبطة بإيران أو ترفض الوجود الأمريكي في المنطقة، إنهم ينفذون عمليات ضد أهداف ومصالح الولايات المتحدة".