فتحت آفرين معصوم عينيها على العالم في ليبيا عام 1995، لكن بعد ولادتها، غادرت عائلتها ليبيا وعادت إلى موطنها عفرين، كان الشقيقة الصغرى بين 4 أخوة و3 أخوات، نشأت في كنف عائلة وطنية ذات ثقافة كردية أصيلة في قرية آقيبة التابعة لناحية شيراوا في عفرين، أنهت دراستها الابتدائية والثانوية في القرية.

"كان هناك ثورة في روح آفرين"

تحدث والد آفرين، رجب مصطفى عن طفولتها وذكر أنه بالرغم من أنها كانت طفلة صغيرة لكن حياتها كانت بمثابة ثورة، وقال:" كانت آفرين البنت الصغرى في العائلة، دائماً ما أرادت إحداث تغييرات في حياتها، ولهذا كنت أخبرها أن حياتك دائماً ثورة، وعندما أنهت الصف التاسع الثانوي، اتجهت لدراسة اللغة الكردية، مع بداية ثورة روج آفا، وخلال وقت قصير، أصبحت آفرين معلمة لغة كردية في قرية آقيبة تعلم عشرات الأشخاص اللغة الكردية، مع تدفق موجات الثورة عام 2012، أخذ الشهيدة آفرين مكانها في الإعلام، كما إنها التحقت بقوى الأمن الداخلي (اسايش) بسبب تعرض قرية آقيبة للهجمات بشكل دائم من قبل عدة جهات مختلفة، وكلما كان يطلب منها تأدية مهمة أو عمل ما، لم تكن تقول؛ لا أعلم، بل كانت تقول، سأتعلم".

"اتخذت آفرين قرار الانضمام بسعادة غامرة"

كانت آفرين امرأة حركية، لم تكن تريد أن تحصر نفسها في مكان واحد، وبسبب ذلك، قررت أن تتخذ عهداً لتكون مناضلة لثورة روج آفا، يتحدث والد آفرين عن تلك اللحظات، ويقول" ذات يوم عدت إلى المنزل، كما لو إنها كانت تودعني، قالت؛ نحن ذاهبون للعمل في قرية باسوطة، عندما وصلت إلى مكانه اتصلت بي وقالت؛ سأذهب إلى التدريب، حينها علمت ماذا تقصد، قلت لها أن لا تتخذ أي خطوة حتى تعود إلى المنزل، إذا كان لديك قرار حقاً، فستعودين إلى المنزل وتقولين أمامنا إنك ستلتحقين بصفوف الثوار، مع وصولها، أقمنا لها حفلة، وأرسلناها بسعادة غامرة".

قررت آفرين معصوم برغبة كبيرة في أن تكون نوراً للمرأة والمجتمع من عفرين كمناضلة آبوجية على نهج المرأة الحرة عام 2014، واتخذت مكانها ضمن أعمال الصحافة الحرة من أجل إيصال الحقيقة، سعت وراء الحقيقة بشجاعة ومثابرة وعزيمة كبيرة ودون أدنى تردد وأعلنت عن حقيقة داعش والقوى التي تقف وراءها للعالم أجمع، شاركت صور النساء المحررات من العبودية، أصبحت أعين الحقيقة وأوصلت الحقيقة إلى العالم بأسره، كما شاركت في عملية حرب عفرين ضمن أعمال المركز الإعلامي لوحدات حماية المرأة YPJ حتى عام 2020، بذلت الكثير من الجهود لإيصال الحقيقة خلال عملية الحرب الشرسة للغاية.

"أصبحت سائرة على طريق الحقيقة خلال مقاومة العصر"

تواجدت آفرين على أكثر الجبهات اشتعالاً خلال مقاومة العصر من أجل إيصال حقيقة الاحتلال التركي ومرتزقته إلى العالم كله وإظهار مقاومة مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة YPJ-YPG، صمدت آفرين معصوم في وجه الاحتلال بتضحيات كبيرة وعمل دؤوب ومعنويات وغضب ومقاومة، وكانت توجه كل يوم ضربات كبيرة للجيش التركي وعصابات النصرة وداعش والقاعدة، وفي 27 كانون الثاني 2018، أصيبت آفرين ورفيقها شورش عامودا في تلك المعارك الشرسة، وعلقا بين الأعداء، لمدة أسبوع، كان وضعهما غير معلوم، وبعد ذلك أعلن أن الرفيقان قد ارتقيا إلى مرتبة الشهادة، في ذلك الوقت، وعلى الرغم من أنه كان لدي شعور دائماً آفرين لم تستشهد، أقمنا مراسم مهيبة لها في عفرين، تذكرت أن آفرين كانت تقول لرفاقها دائماً أنها تريد أن ترى مراسم استشهادها، بعدها بمدة، تلقيت مكالمة هاتفية وقيل لي إن آفرين لا تزال على قيد الحياة، سمعنا أنه بعد 26 يوماً، نفذت وحدات حماية الشعب عملية خاصة وانقذت آفرين معصوم وشورش عامودا، ذهبنا ورأينا أن حالتها كانت سيئة للغاية بسبب الإصابات التي تلقتها، جاءت ومكثت معنا لمدة يومين وبدأت بالعمل مرة أخرى".

لم تقتصر عمل آفرين على روج آفا فقط، حملت بندقيتها وكاميرتها ودخلت جبال كردستان عام 2020، وبعد تلقيها للتدريبات الفكرية، واصلت عملها الصحفي في المركز الإعلامي لوحدات المرأة الحرة YJA-Star، مع سنوات من الخبرة في الخطوط الأمامية للثورة، ذهبت إلى منطقة متينا ولعبت دوراً تاريخياً في معركة خابور.

وأكمل والد الشهيدة آفرين حديثه كالتالي:" لم تتخلى آفرين عن عملها ضمن المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب، لكنها قامت بتقوية نفسها وطورت عملها، في أحد الأيام جاءت وكان معها بعض الرفاق الآخرين وقالت لي:" أبي معصوم، أنا ذاهبة إلى قنديل، في ذلك الوقت هنأناها مرة أخرى وقلت لها؛ كل التوفيق لك، اذهبي وأوصلي تحياتنا إلى جميع الرفاق".

وفي 16 حزيران 2023، أدلى المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي HPG، ببيان حول استشهاد الكوادر الرواد للمركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي HPG و وحدات المرأة الحرة YJA-Star، بمن فيهم الشهيدة آفرين معصوم.

المعلومات التفصيلية حول الشهيدة آفرين هي كالتالي:

الاسم الحركي: آفرين معصوم

الاسم والنسبة: بيريفان مصطفى

مكان الولادة: عفرين

أسم الأم-الأب: فتحية-رجب

تاريخ ومكان الاستشهاد: 19 أيلول 2022/مناطق الدفاع المشروع