أيمن إبراهيم الرقب: هدف تركيا تحقيق حلم العثمانية الجديدة

سياسات الدولة التركية المتمثلة برئيسها أردوغان تنصب في إحياء الإمبراطورية العثمانية، وتبين ذلك من خلال خطابات أردوغان العدائية تجاه دول الجوار وهجماته المتكررة على مناطق شمال وشرق سوريا.

تحدث الدكتور أيمن إبراهيم الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس لوكالتنا وقال: "ان خطاب وكلام أردوغان يكشف رغبته الملحة لشغل منصب "السلطان الجديد"، الذي يحاول جاهداً للتوسع حتى لو على حساب شعوب الدول المجاورة".

خطوات عمليّة لإحياءِ ميراثِ العثمانيّة

وأشار الرقب إلى أن الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا هي امتداد لأحلام سلطانهم المزعوم للسيطرة على المنطقة والتوسع فيها لتحقيق طموحاته في إعادة إحياء السياسة العثمانية التي كانت قد احتلت المنطقة على مدار أربعة قرون ونشرت خلالها الجهل والتخلف وحاربت العلم، ورغم مرور قرن على انهيار الإمبراطورية العثمانيّة، لازال الرئيس التركيّ أردوغان ومؤيدوه يعتقدون أنّ بإمكانهم استعادة مجدِ الإمبراطورية السابق، ويقول: "نحن لا نحبُّ أن نذكرَ أنّنا شعب قد انقطع عن جذوره، نحن شعبٌ حافظ على قيمه"، ويبدو ذلك صحيحاً، ويتجلى لدى النخبِ السياسيّة والحكومات خلال العقود الماضية مع اختلاف نسبيّ بين العلماني والإسلامي الحداثوي والمحافظ، ليفسرَ ذلك طبيعةَ التجاذبِ والتنافسِ، بل الصراعِ بشأنِ مبدأ المواطنةِ والحقوق الثقافيّة والسياسيّة والأثنية للمكوّنات الاجتماعيّة في تركيا ما بعد الحداثةِ وتركيا ما بعد الإسلام السياسيّ.

وأضاف:" ان تركيا تطالب بمنطقة آمنة داخل الأراضي السورية بعمق 32كم، ليس هذا فقط بل تشترط أن تكون تحت سيطرة الجيش التركي حصراً في سابقة لا مثيل لها بين الدول، مستغلة الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا، وبحجة إنها لن تسمح بوجود كيان إرهابي على حدودها وهي تقصد بذلك الإدارة الذاتية الديمقراطية، علماً إن هذه الإدارة تضم كافة شعوب المنطقة ولقد تشكلت لملء الفراغ الأمني، وتأمين خدمات المواطنين والحفاظ على السلم الأهلي والدفاع عن المنطقة من مرتزقة داعش، ولكن الشيء الذي أثار حفيظة أردوغان إن تلك الإدارة تضم الكرد وكون تركيا لا تطيق ولا تتقبل حتى اسم ( الكرد) وتقف ضد حصول الشعب الكردي على أية امتيازات".

واختتم الدكتور ايمن ابراهيم الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس حديثه يالقول: "ان الاطماع العثمانية في الوطن العربي ليست جديدة وهي تعود الى ايام انهيار الامبراطورية العثمانية".