دلشير افيستا: يحمل المجلس الوطني الكردي الجريمة النكراء في جندريسة
اكد السياسي والاعلامي دلشير افيستا بأن الجريمة التي حصلت في جندريسه لن تكون الجريمة الاخيرة والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحديداً ساسة اقليم كردستان يتجاهلون ما يجري في عفرين.
اكد السياسي والاعلامي دلشير افيستا بأن الجريمة التي حصلت في جندريسه لن تكون الجريمة الاخيرة والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحديداً ساسة اقليم كردستان يتجاهلون ما يجري في عفرين.
اجرت وكالة فرات للانباء حواراً مع الناشط السياسي و الاعلامي دلشير افيستا والذي تحدث في البداية عن الذكرى السنوية الخامسة لاحتلال الدولة التركية لمقاطعة عفرين في شمال غربي سوريا قائلاً " وبينما تطبق مختلف السياسات العدائية والمخالفة قطعاً لمبادئ القانون الدولي والمبادئ الانسانية من تغيير التركيبة الديمغرافية وكذلك فرض لغتها وثقافتها ورفع اعلامها، ولكن مع الاسف مازالت منظمة الامم المتحدة تنتهج مواقف خجولة جداً حيال ذلك ولا تعتبرها دولة احتلال بما لا يرقى لمستوى مبادئها من حيث السعي لاحلال السلام الدولي وحث جميع الدول على عدم التدخل في شؤون دول اخرى مستقلة ذات سيادة وما الى ذلك رغم انها يمكنها وبجدارة ان تدين تركيا من فمها في الوقت الذي كانت تركيا تدعي على مر الوقت انها حاربت طرفاً سياسياً كردياً بعينه وانه ليست لديها اية اطماع توسيعة في الاراضي السورية وليست لديها مشكلة مع الشعب الكردي، هاهي تستمر في احتلالها لتلك المنطقة رغم ان ذلك الطرف الكردي لم يعد موجوداً في المنطقة بأي شكل وكل ممارساتها تثبت عكس اقاويلها ودعاءاتها .
واضاف دلشير في حديثه بالقول ان كل مايصدر عن هيئة الامم المتحدة بهذا الخصوص هو انه تحصر المعضلة بفصائل مايسمى بالجيش الوطني السوري وليس طبعاً كل الفصائل بل فصائل محددة بعينها وتناشد الدولة التركية في الوقت نفسه بضرورة الحفاظ على حقوق الانسان هناك وكأن هذه الاخيرة طرفاً راعياً للسلام وليس دولة محتلة احتلالاً موصوفاً أما عندما تحصر المعضلة ببعض تلك الفصائل يبدو جلياً أنها تريد القفز على الحقيقة الدامغة و بالتالي تقلل من أهمية المسألة و كذلك تُسَطِّح العواقب و الآثار التي تسفر عنها من جهة و تُبَرّأ تركيا من جهة أخرى بينما العالم بأسره يعلم أن جميع تلك الفصائل مرتبطة بتركيا مباشرة وتتبع تعليماتها و إملاءاتها و بالتالي هي بمثابة الراعي الرسمي لها و كل القنوات و المواقع و المصادر الإعلامية المختلفة عندما تتحدث عن تلك الفصائل تقول بشكل مباشر لا لبس فيه ولا غموض "التابعة لأنقرة" "المرتبطة بأنقرة" المدعومة من أنقرة".
وتابع دلشير"منذ اليوم الأول الذي أحكمت فيه تركيا قبضتها على منطقة عفرين برفقة تلك الفصائل الراديكالية المتطرفة عدا عن الانتهاكات اليومية التي تمارسها بحق آهالي عفرين الكرد الأصليين بمختلف الأساليب فإننا نشاهد بين الحين والآخر أنها ترتكب ما يرقى لمستوى جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية و الكثير منها تم و يتم توثيقها و يتم تقديمها للمنظمات الحقوقية الدولية ذات الصلة و كذلك للهيئات التابعة للأمم المتحدة و تتحمل الدولة التركية المسؤولية الأخلاقية و القانونية كاملةً حيال ذلك لطالما أنها ترعى تلك الفصائل لكن حتى الآن لا تحرك هذه المنظمة الدولية ساكناً ولا تقوم بواجبها بينما في المقابل نشهد المزيد من الممارسات اللاقانونية و اللاأخلاقية تُمارَس بحق هذه المنطقة و أهلها الكرد و في هذا الإطار لابد كذلك أن نتطرق إلى الدور السيئ الذي تلعبه دويلة قطر في التلاعب بديمغرافية هذه المنطقة عبر ضخها للمال السياسي و ليس المال الإنساني التي تُصرَف على بناء المستوطنات و كل ذلك عبر التنسيق الكامل مع الدولة التركية لأن دويلة قطر بالتأكيد لا يمكنها لوحدها أن تشق طريقاً لنفسها إلى منطقة عفرين و تتدخل في شؤونها بالإضافة إلى جمعيات فلسطينية و كويتية تحت مسمى "جمعيات خيرية" تساهم في إحداث التغيير الديمغرافي و يجدر بالذكر أن وتيرة إقامة المستوطنات في منطقة عفرين ازدادت أكثر بعد كارثة الزلزال الذي حدث في السادس من شباط من هذا العام في تركيا و شمال غرب سوريا و بالتالي فكل هذه الأطراف و الجمعيات مدانة و لابد أن تُحاسَب.و يُستحسن هنا أن نذكر المثل القائل: "إن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم
واشار دلشير في حديثه بالقول الى منظمة الأمم المتحدة اذ كانت لا تدري بالجانب المظلم و المخزي لتلك المستوطنات و مموليها فتلك مصيبة أما إن كانت تدري و تتغافل عن الحقيقة فالمصيبة أعظم حينها.و في إطار المستوطنات نفسها كانت الأخبار دائماً تعج بالحديث عن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية و كيف أنها منافية للشرائع الدولية و مبادئ الأمم المتحدة و كيف كانت تتعالى الأصوات خصوصاً في العالم العربي والإسلامي لوقفها و إزالتها بينما المستوطنات التى تُبنى في منطقة عفرين تخدم نفس الفكرة و نفس الأهداف الخبيثة اللاأخلاقية و اللاإنسانية..أما بالنسبة لباقي المناطق المحتلة من قبل تركيا و دائماً برفقة الفصائل الراديكالية الإسلامية في شمال سوريا من منطقة إعزاز و جرابلس و گري سپي و ساري كانييه حتى لو كانت آلية الاحتلال و كيفية دخول كل منطقة كانت مختلفة عن الأخرى و كذلك حتى لو كانت الممارسات الإجرامية و الانتهاكات التي تمارسها تلك الفصائل و المجاميع المتطرفة تختلف حدتها من منطقة لأخرى حيث تبلغ أشدها في منطقة عفرين فهذا لا ينفي صفة الاحتلال عن الدولة التركية فيها ولا كذلك ينفي مسؤوليتها القانونية قيد أُنملةٍ.
و لا بد من أن نذكر هنا كذلك المصطلح الذي يردده الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دائماً في كل مناسبة و أخرى " المنطقة الآمنة" و هو يقصد طبعاً الواقعة تحت سيطرة الدولة التركية في شمال سوريا حيث يوجد فيها كل شيئ من القتل و الاعتقالات التعسفية و التعذيب في المعتقلات و اللصوصية و قطع الطرق و النهب إلا الأمان لا يوجد فيها.
وبخصوص الجريمة النكراء التي حدثت في ناحية جندريسه حمل السياسي والاعلامي دلشير افيستا المسؤولية الكاملة للائتلاف وماتسمى بالحكومة المؤقتة وخلف كل هؤلاء الدولة التركي التي هي بمثابة الراعي الرسمي لهم جمعيها لان الجناة لو لم يكونوا واثقين تماماً أنه لن يطالهم أي حساب لما أقدموا على ارتكاب جريمتهم و التي راح ضحيتها أربعة إخوة بالإضافة لبعض الجرحى من مواطنين كرد من آهالي عفرين و التي تضاف إلى سلسلة الجرائم المتنوعة التي تُرتكب بحق الكرد في عفرين في حياتهم و ممتلكاتهم و كذلك بحق البشر و الحجر منذ لحظة احتلال المنطقة من قبل الدولة التركية و مرتزقتها من تلك الفصائل و كان السبب في ذلك فقط أن هؤلاء الشهداء أوقدوا شعلة النوروز
وبين دلشير في حديثه بأن المجلس الوطني الكردي يتحمل المسؤولية المعنوية والاخلاقية كاملة لطالما انه مازال ينضوي سياسياً في اطار الائتلاف الذي يشكل بدوره المظلة السياسية لما بـ "الجيش الوطني" لا أحد يطالب المجلس الوطني الكردي بما يفوق إمكانياته لكنه في أضعف الإيمان يستطيع الانسحاب و بدون تردد من الائتلاف هذا الجسم المتهالك المتعفن الذي أثبت فشله الذريع على مختلف المستويات و بمختلف المعايير طوال هذه السنوات الذي لا يمون حتى على موظف تركي من الدرجة الثالثة أو الرابعة و الذي بات مرفوضاً و منبوذاً منذ زمن حتى من شريحة كبيرة من السوريين أنفسهم و إن مسألة انسحاب المجلس الوطني منه إن تم ولو كان خطوة متأخرة جداً يبقى أفضل من ألف بيان استنكار و إدانة لكن وفقاً للصيغ التي تطرق بها بعض قياديي المجلس للحديث حول هذه الجريمة فحتى مجرد الانسحاب من الائتلاف غير وارد و حيث يحاولون تقزيم القضية كما كانوا يفعلون دائماً عند كل حالة إجرام و اعتداء تحت مسمى "حالات فردية" و لا يطالبون بأكثر من محاسبة أولئك الجناة و إن كان أحدهم يطالب مثلاً بانسحاب الفصائل من القرى أو من منطقة عفرين ككل فهذا كذلك مجرد حالات فردية وليس بإجماع المجلس الوطني ككل ،و حيث تشهد منطقة عفرين حالياً ولو في مكان محدد حالة غضب و انتفاضة على أثر هذه الجريمة ستحاول الدولة التركية بالتأكيد من خلال أجهزتها الأمنية و العسكرية امتصاص هذا الغضب و ذلك بوعود جوفاء لا تقدم ولا تؤخر و قد شهدنا بالفعل أحد فصولها ألا و هي عرض بضعة أشخاص في مقطع فيديو على أنهم هم الجناة و سوف ينالون جزائهم بينما لا يعدو الأمر كونه أكثر من مسرحية هزلية مضحكة و من يدري إن كانوا فعلاً سيخضعون للعقاب ،و ليس بالضرورة أن يظهر الأتراك أنفسهم و يعلقوا على هذه الجريمة يعطون التعليمات و الأوامر و كيفما تم النظر إلى المسألة يبقى المسؤول الأول و الأساسي هو الدولة التركية
وفي الختام انهى الناشط السياسي والاعلامي دلشير افيستا حديثه بالقول من المؤسف وبالاضافة الى كل ما يعانيه اهالي عفرين الكرد المتبقين في ديارهم وقراهم ضمن سياسة اجرامية برعاية تركية ومن خلال تلك الفصائل كأدوات تنفيذية وحيث لن تكون هذه الجريمة الاخيرة فيها نرى الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحديداً ساسة اقليم كردستان "المجموعة العائلية" بالاضافة الى تجاهلهم مايجري في عفرين بتسطيح القضية من خلال البيان الذي جاء على لسان مسرور بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان بخصوص هذه الجريمة أطَّرها في الإطار الفردي مثلها مثل أية جناية يرتكبها أحدهم تحت تأثير ظرفٍ ما ولم يرقى حتى لمستوى المطالبة بمحاسبة الفصيل الذي ينتمي إليه هؤلاء الجناة كذلك يقومون بدعم حزب العدالة والتنمية كالعادة كلما يقترب موعد الانتخابات في تركيا و يقوم الأتراك بدورهم بتقديم وعود معسولة لكن سرعان ما تتحقق غاياتهم و مصالحهم يتملصون من وعودهم و الرئيس التركي على وجه التحديد يجيد كل فنون المكر و الخداع.ألا يعلم ساسة إقليم كردستان أنه لا ذمة ولا عهد للأتراك ؟؟؟ هل يجب أن نقوم بتذكيرهم كيف أن تركيا هي أول من وقفت ضد مسألة الاستفتاء الذي أُجرِي في إقليم كردستان في أيلول من العام 2017؟ لسنا ضد علاقات إقليم كردستان مع تركيا من حيث المبدأ لكن على أن تتسبب هذه العلاقات بالأذى للكرد في أماكن أخرى إن كان بدراية أو بغير دراية.
و في سياق هذه الجريمة التي أسفرت عن حالة غضب من الآهالي و هم يناشدون حكومة إقليم كردستان بشكل أو بآخر لنجدتهم و قد عبروا عن الحالة المأساوية المذرية التي يعيشونها منذ خمس سنوات تحت سيطرة تلك الفصائل لا يُستبعد إذن أن تقدم الدولة التركية وعوداً كاذبة جوفاء لساسة إقليم كردستان بشأنها و أن المنطقة يسودها الأمان والاستقرار و أن الكرد إخوتنا و نعيش معاً دائماً بسلام و إخاء منذ مئات السنين إلى ما هنالك من هذه المقولات السخيفة و ذلك لكي لا تُنقَل أية صورة سلبية عن الوضع في عفرين عبر القنوات الإعلامية التابعة لهولير من شأنها أن تخدش كبرياء و بريستيج الدولة التركية ولو مثقال ذرة.