يدخل "أردوغان" هذه الانتخابات وهو يخشى تأثير كتلة التصويت الكردية التي تتجاوز 6 ملايين صوت، لهذا وصفت بـ"الكتلة الحرجة" والتي يرجح أن غالبيتها ستذهب إلى كمال كليجدار أوغلو بعد عدم تقديم حزب الشعوب الديمقراطي مرشحا لانتخابات الرئاسة، إلى جانب تكتل المعارضة ضده.
وزير الداخلية التركي يتحدث "انقلاب سياسي" يديره الغرب
ودفع هذا الوضع إلى الحديث عن عديد من السيناريوهات لهذه الانتخابات والتساؤلات حول ما الذي يمكن أن يقدم عليه النظام التركي حال الخسارة، بعد تصريح مثير للجدل من قبل وزير الداخلية سليمان صويلو وصف ما سيجري في الانتخابات بالانقلاب السياسي المدبر من قبل الغرب، ما يعني وفق مراقبين أنه قد لا يسلم السلطة.
وأثار هذا التصريح شكوك كثير من المراقبين كونه يحمل بدرجة كبيرة تصريحا يؤكد عدم ثقة حزب العدالة والتنمية وكذلك أردوغان في الفوز بالانتخابات المقبلة، وفي نفس الوقت يكشف نوايا النظام التركي بأنه لن يسلم السلطة بسهولة حال الخسارة والتمسك بأنها ليست انتخابات بل انقلاب.
المعارضة تسيطر على مجريات الأوضاع الداخلية
في هذا السياق، قال مصطفى صلاح الباحث في الشأن التركي، لوكالة فرات للأنباء إنه لا شك أن تصريح وزير الداخلية التركي حول نظرته المعارضة للحزب الحاكم ما هي إلا نظرة شاملة لتعامل مؤسسات الدولة مع التيارات السياسية المناوئة لحزب العدالة والتنمية الحاكم وهو ليس رؤية فردية فهناك حالة من الاستعلاء الرسمي في مواجهة المعارضة بعد أن تمكنوا من السيطرة على مجريات الأوضاع الداخلية، وبالتالي ظهرت مجموعة من المخاوف والشكوك حول جدوى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة وهو ما يعني غياب للشفافية والمصداقية في سير العملية الانتخابية.
وأضاف "ًصلاح" أن تداعيات تصريح وزير الداخلية التركي ظهرت بصورة كبيرة خاصة في ظل غياب أردوغان عن المشهد لفترة بسبب ما قيل عن مرضه إلا أن الأحزاب السياسية المعارضة حملت "أردوغان" المسئولية عن هذا التصريح وطالبت بإقالته، كما أن هذا الإعلان عن رؤية النظام التركي بهذه الصورة وعلى لسان أحد أكثر الأفراد الذي يعتمد عليه أردوغان منذ محاولة انقلاب 2016 في إحكام قبضته الأمنية ومواجهة الأصوات المعارضة وحبس كل من يخالف مع رؤية النظام والحزب الحاكم بمثابة إقرار النظام التركي الحالي بمختلف أركانه على نيته الاستماتة في الحفاظ على استمرارية الوضع وعدم السماح بتغييره بالأدوات الديموقراطية.
محاولات من النظام التركي لإصباغ صفة التمرد على المعارضة
ولفت الباحث في الشأن التركي إلى أن هذا التوجه لدى النظام التركي تم تفسيره من خلال حالة التجييش المؤسسي الرسمي لدعم الحزب الحاكم والمتحالفين معه سواء بتوفير المنابر ومنعها عن المعارضين في ظل نظرة سلبية للمعارضة بأنها محملة بأجندة غربية لا تتماشى مع المصالح التركية وهي تهمة اعتاد النظام على ترديدها في الطعن بالمعارضة أمام الرأي العام المحلي بعيدا عن الحقائق.
وفي ختام تصريحاته، قال "صلاح" إنه في المجمل فإن هذا الإعلان ما هو إلا ظهور للكيفية التي تدار بها تركيا داخليا من خلال استبعاد كل الأصوات الرافضة لأردوغان وحزبه من المشهد والتشكيك بها، فالعملية الانتخابية لم تبدأ وحاول وزير داخلية أردوغان إصباغها بالتمرد من جانب المعارضة ما يعني أنهم يحاولون هزيمة المعارضة معنويا قبل أن يتم توجيه المناخ التصويتي لصالح أردوغان وحزبه وتحالفه.
وزير الداخلية التركي يلعب بورقة الدين بعد انتقاد تصريحه
ورغم الانتقادات الشديدة لتصريحات وزير الداخلية التركي ومطالبة المعارضة الرئيس التركي بإقالته، لم يتراجع "ًصويلو" عن تصريحاته، بل صرح مجددا بأن نجاح أردوغان في الانتخابات المقبلة ستعني هزيمة لكمال كليجدار أوغلو والرئيس الأمريكي جو بايدن، في تأكيد مجددا منه بأن مرشح المعارضة يعبر عن خطط أمريكا، وهو الوتر الذي يلعب عليه دائما النظام التركي.
وقال "صويلو": "أنا لا أقول انقلاب، هذا الرجل كليجدارأوغلو هو من يخطط لهذا، يقول إنه لم ينجح في انقلاب 15 يوليو 2016، لذلك يجمع أنصار حزب الشعوب الديمقراطي والمثليين ليهزم رجب طيب أردوغان".
وعاد وزير الداخلية التركي إلى ورقة الدين مرة أخرى قائلا: "لهذا سأقول لكم، هذا البلد هو حامل راية الإسلام. هذا البلد هو حامل راية الضمير. هذا البلد هو حامل راية العدالة. هذا البلد بلد كبير. إن هذه الأمة أمة نبيلة".