شريف شاهين: تركيا لديها أطماع وتسعى للهيمنة على إقليم كردستان العراق
اقام مركز آتون للدراسات ندوة توقيع كتاب "أيام فى العراق " للسفير المصري الأسبق، شريف شاهين والذي يكشف من خلال كتابه جوانب خفية لأحداث وشخصيات خلال فترة عمله بالعراق.
اقام مركز آتون للدراسات ندوة توقيع كتاب "أيام فى العراق " للسفير المصري الأسبق، شريف شاهين والذي يكشف من خلال كتابه جوانب خفية لأحداث وشخصيات خلال فترة عمله بالعراق.
نظم مركز اتون ندوة توقيع كتاب " أيام فى العراق " للسفير شريف شاهين، السفير الاسبق بالعراق وذلك بحضور العديد من السفراء والمثقفين والسياسيين والشخصيات العامة ,وتضمن الكتاب 18 فصل من مذكرات السفير شاهين خلال فترة عملة بالعراق منذ عام 2009 حتى منتصف 2013.
وقام الكاتب بتسليط الضوء على الجوانب الخفية واستعراض المعلومات الدقيقة والحساسة التى كان يعيشها العراق فى ذلك الوقت عندما كان سفيراً في العراق ,وادراكا من الكاتب بأهمية هذا البلد الكبير الذى يشكل الركن الركين الشرقي فى منظومة الامن القومى العربي وبسبب المحاولات الحثيثة لتركيا وإيران السيطرة على هذا البلد، وأهمية تعايش المكونات الأثنية والدينية فيه.
وافتتح فتحى محمود رئيس مركز اتون للدراسات , حفل توقيع الكتاب, معبرا عن أهمية الكتاب خاصة أنه يناقش فترة دقيقة و حساسة جدا فى تاريخ العراق وتاريخ الامة العربية بشكل عام, وهو ليس مجرد مذكرات لعمل فى عاصمة عربية مهمة بل يرصد من خلال هذا العمل شخصيات وقضايا كانت ومازالت تهم الامة العربية.
وبدأ السفير شريف كلمتة بتوجية الشكر لجميع الحضور على التواجد لهذة الندوة , معربا عن سعادتة لاراء المقربين اللذين قامو بقراءة الكتاب , معربا عن امتنانة للدكتور رجائي فايد " رحمه الله" الذى كان له الفضل بعد خاله محمد خوجلى حامد الذى دفعه لاخراج هذا الكتاب الى حيز النور,وليكون سجلا لفترة هامة وعصيبة فى تاريخ العراق والمنطقة العربية بشكل عام.
وقال ان الكتاب يتضمن فترة تاريخية هامة من 2009 حتى 2013 والتى شهدت تحولا فى العلاقات العربية العربية من جانب والعلاقات المصرية العراقية من جانب اخر خاصة بعد طلب تعيينى كسفير في العراق كأول سفير بعد اختطاف وإغتيال السفير إيهاب الشريف فى يوليو 2005 ومنذ ذلك الوقت لم يكن هناك سفيرا لمصر فى العراق حتى صدور قرار جمهورى بتعيينى كسفيرا للعراق ,فى وقت كانت العراق تشهد فيه تحديات امنية خطيرة نتيجة اختلال الاوضاع الامنية بسبب القرار الامريكى المتسرع حول سحب القوات الامريكية من العراق التى لم تكن مهيأة أمنيا وسياسيا لهذا القرار وهو ما دفع جهات اقليمية " ايران وتركيا " للتمدد داخل العراق ومحاولة السيطرة على الدولة العراقية ,واستطاعت ايران فرض الهيمنة على العديد من القيادات والقوى السياسية العراقية خاصة التى كانت فى خلاف مع صدام حسين وكانت معبأة بمشاعر ضد العروبة والعرب بشكل عام .
واضاف ان هذة القيادات قامت بتشكيل تنظيمات شيعية على اساس طائفي وكانت النتيجة الحتمية ما حدث من انهيار الجيش العراقي خاصة بعد ظهور داعش على السطح فى ظل الفوضى الامنية والسياسية والتى كانت ارض خصبة لها .
لافتا ان فترة تعيينه كسفيرا فى العراق كانت العراق مقبله على الانتخابات النيابية فى مارس 2010 وفى هذة الفترة بعد اعقاب الغزو الامريكى 2005 والتى جرت اول انتخابات نيابية انسحبت فيها القوى السنية من المشاركة فى الانتخابات ولكن بفضل الجهود المصرية والعربية التى نجحت فى اقناع القيادات السنية بالمشاركة فى الانتخابات مرة اخرى , وهى لم تكن المرة الاولى التى عزفت فيها قوى طائفية عن المشاركة فى الانتخابات , مشيرا الى عزوف المكون الشيعي عن المشاركة فى الانتخابات النيابية فى اعقاب ثورة العشرين ,ولكن السياسة البريطانية استطاعت ان تعيد المكون الشيعى للمشاركة فى الانتخابات الى ان حدث التحول البعثي فى السبعينات .
واضاف ان الملف الكردى من الملفات الشائكة فى العراق صعودا وهبوطا ,موضحا ان مواجهه التحديات الامنية والسياسة التى تشهدها العراق تستدعى توافق المكون الشيعى والسنى والكردى على انهاء كافة التدخلات الخارجية والوقوف ضد الاطماع التركية والايرانية التى تستهدف وحدة والاستقرار الامنى والسياسي فى العراق .
واستعرض الكاتب اهمية العلاقات العربية العراقية وكذالك المصرية العراقية بشكل خاص , خاصة ان دولة العراق تمثل مكون اساسي من مكونات منظومة الامن القومى العربي والجبهه الشرقية فى العالم العربى لمواجهه المد الايرانى . لافتا الى التعاون الثلاثى بين مصر والاردن والعراق لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك واقامة العديد من المشاريع خاصة فى مجال النفط والغاز ,و اقامة خط نقل النفط العراقي من البصرة إلى العقبة، وربطه بخط الغاز العربي حتى يتسنى تصديره لأوروبا عبر منصات الشحن المصرية واقامة منطقة صناعية ضخمة ولكن مع استمرار الاضطراب السياسي فى العراق وبعد اعقاب ثورات الربيع العربي ,بالاضافة الى اطماع الاطراف الاقليمية التى تحول دون تحقيق مشروع " جزيرة الفاو" او اى تعاون اقتصادى عربى عراقى .
واختتم الكاتب كلمتة ان الكتاب يحمل تسجيل فترة هامة فى تاريخ العراق حتى يستند اليها العديد من الباحثين والدبلوماسيين ويساهم بفاعلية فى دعم منظومة الامن القومى العربي .
وردا على استفسار رئيس مركز اتون حول تضارب المصالح بين الاطراف الاقليمية خاصة بين تركيا وايران فى السيطرة على العراق وماهى الاليات التى تستخدمها تركيا وايران لمحاولة السيطرة على العراق لمنع اى تقارب عربى عراقى ,قال السفير شاهين ان لتركيا مشروع للهيمنة والسيطرة علي إقليم كردستان العراق وهي تحارب المقاتلين الكرد من حزب العمال الكردستاني الذين يدافعون عن إقليم كردستان والكرد ، وأهمية أفكار السيد والمفكر عبدالله أوجلان للعراق والمنطقة وكل طرح يستند للتعايش والتوافق، أما ايران تستخدم المذهب الشيعى لتحقيق احلامها فى العراق الذى يمتد من ايران الى لبنان عبر العراق وسوريا , وبالتى استطاعت ايران بفعل تواجدها ان تتغلغل فى العراق من اجل تحقيق اطماعها خاصة فى ظل غياب الدور الامريكى فى العراق منذ الانسحاب العسكرى منها ,والامتناع العربى عن الدخول فى صدام مع ايران بفعل خلافات تاريخية منذ عهد صدام حسين .
والقى الكاتب الضوء على اسباب الخلاف العراقي السعودى والذى يتمحور حول مخاوف المملكة العربية السعودية من صعود العراق فى انتاج النفط خاصة انها استطاعت ان تنتج اكثر من 10 مليون برميل من النفط فى حين كانت السعودية تنتج 12 مليون من النفط , هذا الى جانب غزو العراق للكويت والذى احدث شرخا كبيرا في العلاقات الخليجية العراقية .
ورد الكاتب على استفسار احد المشاركين فى الندوة عن ظهور داعش ولماذا تم استخدامة من قبل اطراف دولية واقليمية ,موضحا ان تنظيم داعش نشأ من احضان تنظيم القاعدة حيث تم القبض على تلك القيادات الارهابية من قبل المخابرات الامريكية ودخلت السجون العراقية ولكنها خرجت واستطاعت ان تدخل الحدود السورية . مشيرا الى الحدث الابرز الذى ارتكب فى مارس 2013 قامت عناصر من تنظيم داعش اقتحام مقر وزارة العدل العراقية وقامت بقتل 70 من موظفى الوزارة واقتحام الطابق السادس الذى يحمل ملفات خاصة بكافة عناصر بتنظيم القاعدة وقامت بإحراق كافه الملفات والمعلومات الخاصة بالتنظيم ولم يعد لدى القيادة العراقية اى ملف خاص بتنظيم القاعدة وأشار أن تركيا كانت لها دور في ظهور داعش.
وأشار الدكتور على أبو الخير، الباحث والكاتب إلى أهمية الكتاب ومحتوياته وفصوله وإلى المعلومات القيمة الموجودة والتي تشير إلى التفاعلات الدولية في العراق وأهمية مشاريع الطاقة والنفط وتأثير ذلك على العلاقات الدولية في العراق.
فيما اكد محمد أرسلان الكاتب و المحلل السياسي، على اهمية الموقع الجغرافي لدولة العراق بكونها اخطر بقعة فى العالم , والتاريخ ابرز ان من يريد ان يسيطر على العالم يسيطر على العراق .مشيرا الى اسكندر المقدونى عندما اراد تكوين إمبراطوريته فى المنطقة بدأ بالسيطرة على العراق وكذلك الرومان والبيزنطيين وكل الامبراطوريات كانت معظمها تبدأ من العراق .
واضاف ان الكتاب ينقصة جوانب عديدة من المعلومات ولم يتطرق للكثير وتجنبت الدخول فى المحظورات ومنها التدخل التركي فى شمال العراق واستعادة العثمنة الجديدة وكذلك المحاولات الايرانية لاستعادة امجاد الدولة الصفوية " الفارسية " وهو ما يقلل من أهميته كمرجع لأجيال للاستعانة به لمعرفة الحقائق وذلك على عكس مذكرات بعض الشخصيات الأخرى و الذى استطاع ان يكتب عن كل التفاصيل الدقيقة وعن كل الشخصيات ودخل فى كل المحظورات والتفاعل مع القبائل والشيعة والسنة والاكراد وايضا التفاعل فى كافة النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
لافتا الى ان الندوة تتزامن مع الذكرى 24 عاما على اعتقال القائد عبد الله اوجلان الذى نجح فى طرح حلولا للازمة العراقية والتى كانت سببا ضمن الاسباب التي دفعت تركيا لاستبعاده عن المشهد العراقى من خلال اعتقاله خوفا على تهديد اطماعها فى العراق خاصة ان تركيا تستهدف بقاء تدهور الاوضاع السياسية والامنية التى كانت ارض خصبة لتحقيق اطماعها فى السيطرة على شمال العراق .
وردا على تساؤل د. فرناز عطية الباحثة فى الشؤون السياسية والاقليمية, عن البعد السياسي لدور الزعامة العربية خاصة انة فى ذلك الوقت فى عهد صدام حسين كان يوجد صراع على الزعامة العربية وكانت سببا فى اخراج العراق من مجلس التعاون الخليجى, اوضح السفير شاهين ان العمل الدبلوماسي يسير وفق حدود لايستطيع أي دبلوماسي ان يتجاوزها وبالتالي الكتاب لم يتطرق للعديد من الجوانب .
كما سلطت د. ليلى موسى ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية فى مصر , الضوء على ابتعاد صناع القرار عن توصيف الازمات الراهنة و البحث عن الحلول الممكنة لتلك التحديات التى تشهدها المنطقة, مشيره الى تجربة الإدارة الذاتية ومحاولة استهداف منطقة شمال وشرق سوريا من قبل الفواعل الاقليميين بشكل اساسي " تركيا وايران " .
وكشفت النقاب عن ان المشروع التركى فى شمال وشرق العراق ينفذ بأموال بعد الدول العربية وبشكل اساسي " قطر" ولذلك قامت دولة الاحتلال التركى بإلقاء القبض على القائد اوجلان لإحباط مشروعه الذى يحافظ على النسيج الاجتماعي للشعب السوري ويهدف الى حل الازمات العربية وهو بمثابة تهديد للأطماع التركية سواء فى العراق او سوريا .
وشددت على اهمية الابتعاد عن طرح الافكار القديمة واخذ بالتطورات والمستجدات سواء على المستوى المحلى او الاقليمي والدولى بعين الاعتبار دون ذلك سيكون تكرارا لنفس الاخطاء والتجارب السابقة .
وردا على تساؤلات حول موقف الادارة الذاتية من محاولة تسييس للمساعدات الانسانية التى تقدم لضحايا الزلزال فى سوريا ,وكذلك موقفها من الجماعات الارهابية سواء فى العراق وسوريا قالت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية : بخصوص السؤال الاول حول تسييس المساعدات الانسانية ان الحكومتين سواء حكومة دمشق او تركيا تعانان من ازمات كبيرة وحاولوا استغلال فرصة الزلزال خاصة ان تركيا مقبلة على الانتخابات الرئاسية بالاضافة الى تحكمها فى مناطق شمال وشرق سورية وهو ما جعل الشعب السورى يدفع ضريبه كبيرة بهذة النقطة وطبعا الادارة الذاتية فى الايام الاولى من كارثه الزلزال قام بإرسال مساعدات ومواد التدفئة ولكن تركيا بقرار سياسي حرم الشمال الغربي من هذة المساعدات كان من الممكن ان تساهم فى انقاذ العديد من الارواح , فى نفس الوقت سلطة دمشق اشترطت إما ان تحدث عملية المناصفة للمساعدات او لا يسمح بدخولها ولكن بعد وقت متأخر جدا سمح للفرق الطبيه للدخول الى حلب.
وردا على السؤال الثانى حول موقف الادارة الذاتية من تنظيم داعش قالت :معروف الجهود والتضحيات التى قدمتها قوات سوريا الديمقراطية للقضاء على الجماعات الارهابية ومكافحة الارهاب ,ولكن تنظيم داعش حاول استغلال الكارثة الانسانية بالقيام بعمليات ارهابية واستهدفوا المدنيين السوريين .مضيفه ان حزب العمال الكردستانى قدم جهود مضنية للقضاء على الارهاب وعناصر تنظيم داعش خاصة فى الموصل والعديد من المناطق العراقية .
ومن جانبة اشاد بعض الحضور, بالكتاب " ايام فى العراق " بكونة انجاز تاريخي لأنه عرض جهود السفير قي فتح القنصلية المصرية فى العراق . مثمنا المعلومات التى وردت بالكتاب ولكن ينقصة تفاصيل إغتيال السفير إيهاب الشريف وكيف تم اختطافة .
وقال عدد من الحضور ان العراق تمثل الجبهة الشرقية للامة العربية و هي مهمة وخاصة للدولة السورية . مشيدا ومرحباً بأهمية بعودة الدور العربي وخاصة الدور المصري فى سوريا, وهو ما يعيد التوازن لمنطقة الشرق الاوسط وخاصة لسوريا والعراق بعد الأحداث في السنوات الأخيرة.