رغم تهجيرها.. المرأة العفرينية لا تزال تحافظ على ميراثها من خلال الزراعة

في حديقة صغيرة في منزلها تزرع المواطنة فلة ابراهيم أمل العودة إلى ديارها في عفرين وتحقق اكتفائها الذاتي بكل عزيمة.

للمرأة دور كبير في تحقيق الظاهرة الاجتماعية ضمن المجتمع حيث كانت المرأة السباقة في تطور الحياة بكافة مجالاتها وأولها الحياة الاجتماعية انطلاقاً من خصوبتها الأنثوية وعطائها وصداقتها مع الطبيعة وكانت المعلمة الأساسية.

وتصارع النساء على البقاء في الحياة في السباقات التي تشهدها في مناطق النزاعات المسلحة، في خضم بيئة تهمش دور المرأة وقد تصل إلى حد استخدام المرأة أداة للحرب.

وكانت المرأة العفرينية خير مثال على ذلك، رغم تهجيرها القسري إلى مناطق الشهباء بقيت تحافظ على ميراثها الثقافي الكردي وحبها للأرض والزراعة والطبيعة لتتجه نحو الأراضي بكل إرادة وعزيمة لتحقق اكتفائها الذاتي بنفسها، وكانت المواطنة فلة ابراهيم واحدة من النساء اللواتي تهجرنّ قسراً إلى مناطق الشهباء لتتحدى كافة الصعوبات في مناطق التهجير وتعيل عائلتها من خلال الزراعة في حديقتها الصغيرة في المنزل، وفي هذا السياق التقت وكالتنا بالمواطنة فلة ابراهيم والتي تحدثت في البداية، قائلة: "تهجرنا من مدينة عفرين قسراً وذلك بسبب العملية العسكرية التي شنها جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة وتوجهنا إلى مناطق الشهباء، لقد واجهنا في بداية تهجيرنا إلى مناطق الشهباء الكثير من الصعوبات.

وتابعت فلة حديثها بالقول: "في مدينة عفرين جميع الأهالي كان يعملون في أراضيهم ولا يكونون بحاجة أحد، لكن عندما أتينا إلى ناحية شيراوا لم يكن هناك أي شيء نتيجة البينة التحتية التي تعرضت لهجمات المرتزقة".

وأشارت فلة إلى ارتباط أهالي مدينة عفرين بالأرض والزراعة، قائلة: في كل منزل وفي كل خيمة نرى هناك حديقة صغيرة يزرعها الأهالي لتلبية احتياجاتهم اليومية، وخاصة النساء اللاتي يعرفن بحبهن للطبيعة والزراعة واللاتي يعبرن عن كل مشاعرهن من خلال الزراعة.

وأوضحت المواطنة فلة إبراهيم في ختام حديثها أن الجميع بات يدرك بأن مناطق الشهباء تشهد حصار خانق وقصف شبه يومي من قبل جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لهم، فجميع الأهالي هنا يحققون اكتفائهم الذاتي من خلال الزراعة في منزلهم، وأنا الآن قمت بزراعة كافة أنواع الخضروات في حديقتي الصغيرة لرفع اقتصادي اليومي، مؤكدة، مهما واجهنا الصعوبات والعقبات، سنخوض دائماً المقاومة والنضال وذلك بهدف العودة إلى مدينة عفرين وتحريرها من رجس الإرهاب.