تميز فكر القائد عبد الله أوجلان بالإعلاء من شأن المرأة وجعلها رمزاً للحرية، ومن الأدوات التي أبدعتها فكرة الأمة الديمقراطية هي فكرة الرئاسة المشتركة، وهي التي تم تطبيقها في جميع المؤسسات في شمال وشرق سوريا وصولاً إلى الأحزاب والكيانات التي تسترشد بفكر القائد أوجلان في تركيا مثل حزب المساواة وديمقراطية الشعوب وقبله حزب الشعوب الديمقراطي الذي حصل على ثالث أكبر مقاعد في البرلمان، وصولاً لحزب العمال وقوات الكريلا، مما يعطي التساؤلات حول دور الرئاسة المشتركة وأهميتها في تمكين المرأة.
كشفت د. سحر علي الباحثة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، أنه تُعتبر الرئاسة المشتركة في فكر أوجلان نموذجاً للحكم الذاتي الذي يُمكن الشعوب المحلية من تقديم خدماتها وإدارة شؤونها بشكل ذاتي، وذلك ضمن إطار الديمقراطية الشعبية والشمولية.
وأكدت سحر في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يعتبر أوجلان أن الرئاسة المشتركة تسمح بتمثيل جميع الفئات والمكونات الاجتماعية والثقافية دون تمييز، وتعزيز التعايش السلمي والتعاون بين الشعوب داخل المجتمع. كما أنها تُعتبر أداة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص المتساوية لجميع أفراد المجتمع.
وأضافت الباحثة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، أن الرئاسة المشتركة تلعب دوراً مهماً في دمج المرأة في الهيكل الإداري لعدة أسباب، ومنها تعزيز المشاركة المدنية، وذلك من خلال الرئاسة المشتركة، يمكن للمرأة المشاركة بشكل فعّال في صنع القرارات وإدارة الشؤون المحلية، مما يعزز دورها في المجتمع ويعزز مكانتها كعضو فاعل ومتساوي في الهيكل الإداري.
وعدت سحر علي، أسباب أخرى منها تمثيل أفضل لاحتياجات المجتمع، لأنه بوجود المرأة في الرئاسة المشتركة، يمكن أن يتمثل المجتمع بشكل أفضل، حيث تتمكن المرأة من تقديم وجهات نظر وأفكار تعبر عن احتياجاتها واحتياجات الفئات التي تمثلها، وتعزيز العدالة الاجتماعية، حيث يساعد تمثيل المرأة في الرئاسة المشتركة في تعزيز العدالة الاجتماعية، ويتاح لها الفرصة للمشاركة في تحديد السياسات وتوجيه الإجراءات التي تؤثر على حياتها وحياة النساء في المجتمع بشكل عام.
وبينت الباحثة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، أن تعزيز التنمية المستدامة من خلال تمثيل المرأة في الرئاسة المشتركة، يمكن تعزيز التنمية المستدامة من خلال توجيه الجهود والموارد نحو القضايا التي تهم المرأة، مثل التعليم والصحة والتشغيل، وبشكل عام، فإن الرئاسة المشتركة تعزز المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة في صنع القرار وتطوير المجتمعات بشكل شامل ومستدام.
كما أوضحت أنه لا شك في أن تطبيق فكرة الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا كان نموذجاً فريداً وملهماً لتحقيق الديمقراطية والتعايش السلمي في المنطقة.
وأشارت الباحثة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، إلى أنه من الأسباب التي أدت إلى نجاح الرئاسة المشتركة هو التمثيل المتوازن، حيث حدث تمثيل لجميع الأعراق والطوائف والجنسين في هياكل الرئاسة المشتركة لضمان تمثيل شامل وعادل لكافة فئات المجتمع، كما تحقق الرئاسة المشتركة المشاركة الشعبية، لأنه ينبغي أن يشمل العمل الإداري المشترك المشاركة الواسعة للمواطنين في عمليات اتخاذ القرار وتنفيذها، وذلك من خلال الاستماع إلى آرائهم واحتياجاتهم وضمان مشاركتهم الفعّالة في الحياة السياسية والاجتماعية.
وأردفت سحر أن تلك الأسباب تشمل العدالة وحقوق الإنسان، لأنه يجب أن تكون حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في صميم الرئاسة المشتركة، مع التركيز على حماية حقوق الأقليات والمجموعات الضعيفة وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وشددت الباحثة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، على أن تطبيق فكرة الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا يُمكن أن يُسهم في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة تعتمد على مبادئ العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
بينما أوضحت فرناز عطية، الباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية، أن التجربة التي تحدث على أرض الواقع في شمال وشرق سوريا من تمكين المرأة هي مستقاة من أفكار القائد عبد الله أوجلان عن موضوع الأمة الديمقراطية يتحدث فيها عن حقوق المرأة.
وأكدت فرناز في تصريح خاص لوكالة فرات، أن أفكار أوجلان تتحدث عن أن المرأة جزء من المحتم، وحياة تشاركية، وهناك حياة تقاسمية، لابد من تقاسم الأدوار بين الرجل والمرأة وهنا يختلف عن النسوية التي تريد أن هناك صراع ما بين الرجل والمرأة، لكن فكر القائد أوجلان بري أن المرأة لها دور، وأيضاً الرجل له دور، الاثنين يتشاركوا في بناء المجتمع، موجود في التجربة الديمقراطية والرئاسة المشتركة إدارة مشتركة، وحياة تشاركية سواء على الصعيد المجتمعي، الصعيد السياسي، والاجتماعي، وصولاً لبناء أسرة ديمقراطية وفرد ديموقراطي وصولاً لمجتمع الأمة الديمقراطية.
وأضافت الباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية، أن الوصول للرئاسة المشتركة يتطلب تثقيف وتعليم الأفراد الموجودين في المجتمع، ليست المرأة وحدها، ولا الرجل فقط، لابد من توعية الذكور لابد من توعيتهم بهذا الفكر، وهو تحقق الآن في شمال وشرق سوريا، ولابد من تقاسم الأدوار بين المرأة والرجل في الأعباء والمشاكل والمسؤوليات، وفي الحقوق والواجبات، وكل فرد يعرف واجباته تجاه الآخر.
وتطرقت فرناز إلى أهمية فكرة الرئاسة المشترك، مبينة أنها رمز للعدالة حيث يبدي الرجل والمرأة رأيهما في القضايا المختلفة سواء سياسية أو اجتماعية وبالتالي رأي الاثنين يصنع المشاركة، وتكامل مع بعضهم البعض، وأن يكون هناك نوع من العدالة والمشاركة يعبر أن كل واحد له دور وكل واحد له مسؤولية وكل واحد حق، وبالتالي يزيد الميزان لصالح المرأة في المجتمع.
وبينت الباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية، الفارق بين الرئاسة المشتركة والكوتة، مبينة أن الأخيرة أداة تحمي المرأة خاصة إذا كان المجتمع ذكوري لم يتطور ولم يصل إلى درجة النضج الكافية، فهناك تخوف على المرأة من عدم الحصول على حقها ولذلك تبدأ الدولة تتدخل وتضع كوتة لحماية المرأة وحماية دورها أن يكون لها تواجد، ولكن الأفضل الرئاسة المشتركة أو الدور التشاركي لأنه دور يرمز لوجود مجتمع أكثر نضجاً ويرمز للعدالة أكثر من الكوتة، لأنه لو المجتمع ناضج لن تحتاج إلى الكوتة.