خلافات بين إيران والعراق وأربيل حول آلية "طرد" المعارضة الكردية الإيرانية

تدور مباحثات مكثفة بين إيران والحكومة العراقية ولاحقا سلطات إقليم كردستان حول آليات مغادرة المعارضة الكردية الإيرانية للأراضي الكردية العراقية وسط خلافات بين إيران وبغداد من جهة وأربيل من جهة أخرى حول آلية تنفيذ هذا المطلب الإيراني.

ووقعت إيران والعراق في مارس اتفاقا لحماية حدودهما المشتركة، فيما ذكرت تقارير صحفية أمريكية خلال الأيام الماضية أن السلطات في جنوب كردستان قامت بنقل عناصر وأعضاء من الأحزاب الكردية الإيرانية إلى مخيمات، وهو الامر الذي أغضب قيادات تلك الأحزاب.

خلافات بين طهران وبغداد وأربيل

وتعليقاً على تلك الأنباء، قال محمود خوشناو القيادي بالاتحاد الوطني الكردستاني في العراق إنه حسب المعلومات التي لديه فإن هناك تباين في الآراء بشأن التعامل مع المعارضة الكردية الإيرانية المتواجدة في المناطق الكردية بالعراق وهناك اتفاقية بين بغداد وإيران وأشرك إقليم كردستان العراق في هذه الاتفاقية خلال الأيام القليلة الماضية.

وأضاف "خوشناو"، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء، أنه كان هناك تحرك من أجل هذا الملف من جديد خلال الأيام الماضية، ولا يزال الحوار بين أربيل وبغداد وطهران دائراً بشأن آلية التعامل معه، فالجانب الإيراني يتمسك بمغادرة المعارضة الكردية الإيرانية، وكذلك السلطة المركزية في العاصمة بغداد.

وقال القيادي الكردي العراقي إن الجميع في العراق وكردستان متفقون على أنه وفق الدستور والقوانين لا يسمح أن تكون الأراضي العراقية موطيء قدم للإضرار بأي دولة أخرى سواء إيران أو غيرها، ولكن كما أشرت هناك خلاف حول آلية التعامل بشأن المعارضة الكردية الإيرانية.

ولفت إلى أن السلطة المركزية العراقية "بغداد" وسلطات أربيل اختلفتا بشأن التعامل كذلك مع ملف المعارضة الكردية الإيرانية، وفي كل الأحوال العراق يجب ألا يكون حاضنة لقوات المعارضة المسلحة الإيرانية، في وقت تقول طهران إن هناك عناصر كردية معارضة تسللت إلى أراضيها وكان لها عمليات داخل الأراضي الإيرانية.

الوجود الكردي الإيراني في العراق

ويعد الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ إيران وتنظيم "كومله" القومي الكردي أبرز تنظيمات المعارضة الكردية الإيرانية في العراق، وقد تمركزت هناك منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتتمسك "طهران" بتنصيفهما كمجموعات إرهابية، وتتهمهما بتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف الداخل الإيراني.

وقد تعهد الحرس الثوري الإيراني بمواصلة الضربات التي تستهدف تلك التنظيمات، والتي بالمصادفة أتت إحداها بالتزامن مع ضربات تركية استهدفت الكرد في شمال شرق سوريا، وذلك رغم تأكيد كثير من الخبراء أن المعارضة الكردية الإيرانية في العراق أوقفت نشاطها المسلح.

إيران تتمسك بمغادرتهم

وذكر أن الحديث الإيراني عن تسلل عناصر كردية مسلحة إيرانية وتنفيذ عمليات في الداخل الإيراني أثار ردة فعل داخل إيران وأصبح هناك اتفاق أمني بين بغداد وطهران، وانضمت أربيل له، وكان هناك زيارة للسيد قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي إلى أربيل لمناقشة هذا الأمر.

وفي ختام تصريحاته، قال "خوشناو" إن إيران تتمسك بطلب مغادرة المعارضة الكردية الإيرانية، وفي نفس الوقت الكل متفق في العراق على أنه يجب ألا تكون الأراضي العراقية حاضنة لأي أمر من شأنه استهداف الأمن الإيراني.

إيران تواصل الضغط

واستدعت إيران السفير العراقي لديها في 14 مايو المنصرم، للاحتجاج على وجود جماعات معارضة إيرانية في احتفال رسمي في إقليم كردستان، والذين وصفتهم وزارة الخارجية الإيرانية بأنهم "جماعات انفصالية إرهابية" بالمخالفة للاتفاق الأمني المبرم بين طهران وبغداد.

وفي نوفمبر من العام الماضي، شنت إيران ضربات صاروخية وبطائرات مسيرة عبر الحدود ضد العديد من الجماعات في جنوب كردستان، متهمة إياها بإذكاء الاحتجاجات على مستوى البلاد بسبب وفاة الشابة الكردية الإيرانية جينا أميني عقب احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في سبتمبر العام الماضي.

وكان وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي قد زار إيران في فبراير الماضي بحث خلالها الملف الأمني، ومسألة تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، إذ أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وقتها إن "العراق يجب ألا يتحول إلى مكان للتآمر أو التهديد ضد جيرانه"، في إشارة ضمنية إلى المعارضة الكردية الإيرانية.

نزع سلاح القوى الكردية

وقبل أيام تحدثت الرئيسة المشتركة لجمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان، كولان فهيم، عن سياسة نزع سلاح القوات الكردية قائلة إن سياسة نزع السلاح سياسة لجعل الكرد بدون حماية ودفاع، مشددة على أن المطلوب هو وحدة الكرد، ورفع مستوى النضال على أساس القوة الجوهرية.

وتحدثت "فهيم"، في تصريح إعلامي، عن أن الاتفاق بين العراق وإيران يتضمن نزع سلاح وحدات شرق كردستان المتمركزين في معسكرات بإقليم كردستان العراق، وقالت أيضاً إن الدولة التركية عملت في الغالب مع الدولة الإيرانية وحاولت الدخول في حرب مباشرة ضد الشعب الكردي، حتى ما قبل الاحتجاجات في إيران وشرق كردستان، بسبب الخلافات بين الجانبين، لم يكن من الممكن تنفيذ فرضيات الدولة التركية، لكن بعد الاحتجاجات والأوضاع السيئة في إيران، يبدو أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الدولتين.