بعد تهديد رئيس أركانها.. هل توجه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران؟

جاءت تصريحات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هيرتسي هيلفي خلال مؤتمر هرتسليا بشأن التعامل مع إيران، محمولة بقدر من التكهنات مع تلميحه توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران بما يهدد بإشعال صراع كبير متعدد الجبهات.

رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي قال تحديدا إن هناك تطورات سلبية فيما يتعلق بنووي إيران يمكن أن تقود إلى عمل عسكري، مضيفاً أن "إيران حققت تقدما في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى. نحن نبحث فيه وأقول إن هناك تطورات سلبية تلوح في الأفق يمكن أن تؤدي الى تحرك". وقال أيضاً: "لدينا القدرة على ضرب إيران. لسنا غير مبالين بما تحاول إيران بناءه من حولنا ومن الصعب على طهران أن تكون غير مبالية بالخط الذي نتخذه".

المواجهة قاب قوسين أو أدنى

في هذا السياق، يقول الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية لوكالة فرات للأنباء إن هناك متغيرات في الساحتين الإقليمية والعربية وكذلك الدولية بشكل كبير تجعل المواجهة بين إيران وإسرائيل قاب قوسين أو أدنى من مواجهة عسكرية مباشرة، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل ربما تقدم على ضربة نوعية للمنشآت الإيرانية.

ويرى "فارس" أن هذا التطور يرتبط بعدة متغيرات على رأسها تراجع الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير، وأيضا اقتراب طهران من الإعلان بشكل رسمي عن امتلاك قنبلة نووية، وهذا من شأنه تهديد الأمن القومي الإسرائيلي بشكل واضح، وبالتالي فإن تل أبيب ستقدم على الخطوة التي أشرت إليها.

المنطقة ستشتعل أكثر

ويقول أستاذ العلاقات الدولية إنه في حال أقدمت إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية لإيران، فإن المنطقة ستشتعل جدا، فستكون هناك هجمات من جنوب لبنان وهجمات من سوريا، في ظل أيضا إقدام المقاومة الفلسطينية على إشعال الأحداث، وبالتالي الصراع سيشتعل أكثر في المنطقة بشكل عام.

وقد كانت الأراضي السورية ساحة لتصفية حسابات بين إسرائيل وإيران عبر استهداف الأولى لمواقع موالية لطهران في الداخل السوري داعمة لحكومة دمشق، ويرى "فارس" أنه في هذه الحالة لن تكون المواجهة الأساسية في الملعب السوري، وإنما سيتحرك بعد إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية في إيران، والأخيرة أعلنت أنه في حال إقدام تل أبيب على تلك الخطوة سيكون الرد قويا ومزلزلا وعنيفا، وبالتالي حملت طهران المجتمع الدولي المسؤولية عن رد فعلها وأنه سيكون هناك استهداف واضح لتل أبيب وإسرائيل بشكل عام.

كل الخيارات على الطاولة

تهديدات رئيس الأركان سبقه وزير الدفاع الأسرائيلي، يؤاف جالانت، الذي هدد إيران بدفع ثمن باهظ حال قررت زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 90%، مؤكداً أن كل الخيارات على الطاولة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وأضاف أنه في حال قررت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 90% سيكون ذلك خطأ جسيما.

وقال أيضا إنه على النظام في طهران أن يعلم أن هذه الخطوة سيكون لها عواقب وخيمة على الشرق الأوسط. وشدد على أن كل الخيارات يجب أن تكون على الطاولة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

أمريكا تدخل على خط المواجهة

وقد اقترحت إدارة جو بايدن في الولايات المتحدة على إسرائيل قبل أسابيع قليلة فكرة الانخراط في التخطيط العسكري المشترك فيما يتعلق بإيران، حسبما قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي الشهير، والذين أوضحوا أن المسؤولين الإسرائيليين حتى الآن يتعاملون مع الاقتراح بشك، خوفا من أن يكون مجرد محاولة لـ "تقييد يدي إسرائيل" من اتخاذ إجراءات ضد إيران - خاصة منشآتها النووية - إذا اعترضت الولايات المتحدة.

وأكد مسؤول أمريكي أن الاقتراح "لا يتعلق بالتخطيط لأي نوع من الضربات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة ضد البرنامج النووي الإيراني"، موضحا أن الاقتراح جاء خلال الزيارات الأخيرة لإسرائيل من قبل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، ووزير الدفاع لويد أوستن، وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال إريك كوريلا.

وفق الموقع الأمريكي، لم ترفض إسرائيل الفكرة لكنها طلبت توضيحات بشأن ما يعنيه "التخطيط العسكري المشترك" في الواقع، بما في ذلك ما إذا كانت هذه العملية ستبقى في مجال الاستخبارات والسيناريوهات أو تمتد إلى مجال العمليات المشتركة. وقال مسؤول أمريكي إن الاقتراح كان يهدف إلى إعادة طمأنة لتل أبيب بشأن استمرار الدعم العسكري الأمريكي، ولم يكن المقصود بأي شكل من الأشكال تقييد يدي إسرائيل.