عائلة الشهيد قسطنطين: سوف نحاسب القتلة!

جالت عائلة الأممي الألماني قسطنطين، الذي استشهد في مدينة سري كانيه في تشرين الأول 2019 من قِبل الدولة التركية، في أرجاء ساحة ثورة روج آفا، وأشارت إلى أن أنها ستواصل نضال ابنهم.

استشهد المحارب الأممي الألماني الأصل، أندوك جوتكار (قسطنطين) في تشرين الأول 2019، في هجمات الاحتلال للدولة التركية التي شنتها على منطقتي سري كانيه وكريه سبي، وقامت عائلة أندوك جوتكار بزيارة ساحة ثورة رو ج آفا، حيث جالت العائلة في كل مدن شمال وشرق سوريا، كما جالت بسعادة كبيرة في كل ساحة ناضل فيها ابنهم قسطنطين خطوة بخطوة، وقد قامت العائلة التي أبدى أهالي المنطقة اهتماماً كبيراً بها، بزيارة العديد من عوائل الشهداء، كما نظمت الفرق الثقافية والفنية فعالية للعائلة في بارغين في ساحة كوجرات بمدينة ديريك.     

وأوضحت العائلة التي شاركت في احتفالات نوروز في كوباني في 21 آذار 2023 ، أن النضال الذي يجري هنا هو قضية إنسانية، وقد أثبت ابنهم الشهيد آندوك ذلك الأمر، وأدلت العائلة في كل مكان قامت بزيارته، برسائل لتعزيز النضال ضد سياسات القتل للدولة التركية وبالرسائل المطالبة بالمحاسبة.

انضم إلى صفوف وحدات حماية الشعب (YPG) ضد داعش

وأدلت العائلة أثناء زيارتها لروج آفا برسالة من خلال هذا النص:

"إنه لشرف عظيم لنا أن نتحدث أمامكم في يوم استذكار الشهداء الأممين، ولقد أطلقنا اسم قسطنطين على ابننا، وهذا الأسم يأتي في اللغة اللاتينة بمعنى "الاستمرارية"، ولم نفكر أبداً أن ابننا كم سيعيش مع معنى هذا الاسم، ففي الأول من أيلول 2016، في يوم السلام العالمي، انتقل ابننا قسطنطين إلى روج آفا، وبينما كان لا يزال داخل الطائرة، كتب لنا ما يلي: "سأحاول مساعدة أولئك الأشخاص المتواجدين على الحدود التركية الذين لا يستطيعون الهروب بسبب إطلاق الرصاص، والذين قرروا البقاء وسأحاول أيضاً من أجل عودة أولئك الذين فروا إلى أماكنهم وديارهم".

وانضم قسطنطين إلى صفوف وحدات حماية الشعب (YPG) للمشاركة في الحرب ضد داعش، وأصبح قسطنطين الرفيق آندوك جوتكار، ولم يكن قسطنطين قد هيأ عائلته للذهاب إلى خوض الحرب ضد داعش، وكان قراره بمثابة صدمة بالنسبة لنا، وعمل آندوك جوتكار في ساحة الحرب كعامل طبي، وكان كل من الشهيد أكّاد آشور، وباول دوك هافتيل أساتذته، للاسف، تُوفي بول قبل أسابيع قليلة بسبب المرض في بلده، وخاض آندوك مع كتيبته الحرب في منبج والرقة والطبقة والعديد من المدن الأخرى، وتعرض للإصابة مرات عديدة، وفي إحدى المرات أيضاً، كاد أن يستشهد، وبعد استشهاد رفاقه، قاوم ابننا بقوة أكثر في وجه الأعداء في روج آفا، ونستذكر على وجه الخصوص الشهداء الأمميّن أمثال، ميكاييل إسرائيل (روبين آغري) و ريان لوك (برخدان كيفارا) ونازارينو تاسوني (آرارات آغري) ، أنطون ليشيك (زانا جوان) وجاك هولمز (شورش آمانوس)، وتأسفنا كثيراً على كل رفيق من رفاق آندوك جوتكار الذين استشهدوا، وشاهدنا الكثير من صور آندوك ورفاقه، كما لو كنا نعرفهم جيداً"          

بفضله تعرّفنا على روج آفا

لقد تعرّفنا على روج آفا بفضل ابننا، وأدركنا كيف يعيش الشعب هنا، وكيف عانوا من احتلال داعش والمرتزقة وقمع الدولة التركية، ولقد رأينا كيف يعيشون بإرادتهم في مواجهة كل أنواع التهديدات، وأدركنا أن آندوك جوتكار بدلاً من أن يكون بلا عمل، ذهب لتقديم الدعم الصحي للمقاومين، والوقوف في وجه الظلم، و يجعلنا فخورين به، انضم آندوك مع رفاقه إلى المقاومة، بعد أن شنت تركيا في تشرين الأول 2019 الهجوم مرة أخرى على روج آفا، تلقينا في 19 تشرين الأول 2019 الخبر الأسوء في حياتنا، وهو أن ابننا استشهد، فعندما أصيب هو ورفاقه، قامت تركيا بقصفهم بالقنابل وقتلتهم، صحيح أننا نأسف ونحزن على قسطنطين، ونشتاق إليه، لكننا نتحمس من الحماية النبيلة لشعب روج آفا ونستلهم المساندة منها، وإننا نتفهم ونحترم مقاومتهم.         

جرى الاستيلاء على الكثير من الجنازات، وسيُحاكم الفاعلون

ليس لديه قبر، لقيام الدولة التركية بالاستيلاء على جنازته، كما أن عائلة هيلين قره جوخ تعاني من نفس الوضع، حيث استشهدت قره جوخ من قِبل الدولة التركية عام 2018 في عفرين، ونحن نعلم بأن هناك العديد من عوائل الشهداء لا يمكنهم دفن جنازات ابنائهم، حيث تقوم تركيا بجمع جنازات المحاربين الشهداء، ويجب أن تعلم تركيا بهذا الأمر، وهو أن آباء وأمهات هؤلاء الأبناء سيستمرون في النضال طالما هم أحياء من أجل بناء مقابرهم، وكـ سائرين على خطى آندوك، سنناضل في ألمانيا من أجل خلق حياة مستقرة وآمنة ومستقلة، ومن مسؤوليتنا تقديم قتلة قسطنطين ورفاقه إلى المحاكمة.      

نشكرك يا قسطنطين لأنك كنت معنا، لقد كنت إنساناً مميزاً، ورفيقاً جيداً، وستبقى معنا إلى الأبد، نتقدم بالشكر لشعب روج آفا على قبولهم لـ آندوك وجعله سعيداً للغاية".