فعقب زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر ولقاء نظيره عبد المجيد تبون، صرح الأخير بأنه أجرى مباحثات مع "أردوغان" تضمنت اتفاقاً في وجهات النظر بشأن مجموعة من القضايا التي ذكرها ومنها قضية الصحراء التي كانت في وقت من الأوقات قاب قوسين أو أدنى من الدفع بالجارتين العربيتين إلى مواجهة عسكرية.
ويكمن الخلاف في انحياز الجزائر إلى جبهة البوليساريو أو دعم منح منطقة الصحراء الغربية حقها في تقرير مصيرها، في المقابل، فإن "الرباط" تتمسك بأن الصحراء جزء من التراب المغربي، وبالتالي أي دعم لها من أي جهة ترى أنه اعتداء على السيادة وتدخل غير مقبول، ووصلت الخلافات كذلك إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
تقارير صحفية تثير الأزمة
وعقب الزيارة نقلت صحيفة "الشروق" الجزائرية المعروفة بقربها من السلطات تصريحات الرئيس "تبون" بشأن التوافق بين الجزائر وأنقرة في وجهات النظر حول قضية الصحراء، وهي التصريحات التي تعني دعماً تركياً للموقف الجزائري، لكن تقارير صحفية مغربية في المقابل ردت على ما جاء بالصحيفة وقالت إن الجزائر حملت "أردوغان" زوراً موقفاً مطابقاً لموقفها.
تأكيداً لما طرح في الإعلام المغربي، يقول الكاتب الصحفي المغربي عزيز بيلبودالي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه من المعروف أن تركيا تساند دائماً الموقف المغربي القائم على الوحدة الترابية المغربية، وهذا تم تأكيده في أكثر من مناسبة، وقد حضر السفير التركي لدى "الرباط" ندوة مشتركة مع وزير الخارجية المغربي، وأوضح أنه مع الوحدة الترابية المغربية ومع الحلول المقترحة من طرف الأمم المتحدة، مؤكداً أن أنقرة لم يتغير موقفها.
ويرى الكاتب الصحفي المغربي أن تصريح الرئيس الجزائري بأن موقفاً موحداً يجمع الجزائر وتركيا في ما يسمى بقضية الصحراء لا يعني إلا شيء واحداً وهو أن هناك تغير في موقف الجزائر تجاه الصحراء المغربية ووحدة المغرب، وربما اقتنع النظام الجزائري بسلامة الموقف المغربي.
وفي ختام تصريحاته قال "بيلبودالي" إنه على أي حال تعودت المغرب على الأطروحات الكاذبة التي يقدمها النظام الجزائري بشأن وحدة تراب دولتنا، في المقابل كانت تركيا دائماً مع الموقف المغربي.
رئيس تركيا صانع الفتن
وتعقيباً على ذلك الوضع، يقول حازم العبيدي الكاتب الصحفي العراقي، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن الرئيس التركي اعتاد على إثارة الفتن داخل وبين الدول العربية والاعتداءات المتواصلة، وبالتالي من الطبيعي أن نرى مثل هذه الخلافات وهذا التلاسن الإعلامي بين الدولتين بعد هذه الزيارة.
وأضاف "العبيدي" أن النظام التركي بدلاً من ذلك عليه تبني مواقف متوازنة بين الدولتين اللتان تجمعهما راية العالم الإسلامي، معرباً عن اعتقاده بأنه لن يخرج الرئيس الجزائري بمثل هذه التصريحات إلا لو كان الرئيس التركي أعطاه انطباعاً بالانحياز لوجهة النظر الجزائرية في مسألة الصحراء، وقد كان ذلك في الخفاء عكس التصريحات التي توجهها أنقرة دائماً للمغرب، ومن هنا جاء الجدل والاضطراب.
وأكد الكاتب الصحفي العراقي أنه لا يتصور أن يقول الرئيس الجزائري تلك التصريحات من تلقاء نفسه، مشيراً إلى أنه هذه طبيعة الرئيس التركي التي تقوم دائماً على فكرة مواقف من أسفل الطاولة، ومواقف في العلن وغيرها حسب مصلحة الأتراك، ومصلحة تركيا أهم حتى لو كانت في النهاية ستؤدي إلى إحراق الدول العربية.