كشف أحمد فرهاد، القيادي بحزب الشعوب الديمقراطي، أن جولة أردوغان المرتقبة لزيارة دول الخليج والتي سبقها وزير المالية التركي ونائب الرئيس في جولة إلى إمارة قطر، هي من أجل شيئ وحيد وهو البحث عن مستثمرين خليجين و بيعهم اراضي و عقارات تركية من أجل إدخال العملة داخل تركيا وليس لتحسين علاقات سياسية، فهي جولة فقط من أجل الإقتصاد التركي وحالته المزرية ومحاولة إنعاشه.
وأكد فرهاد في تصريح خاص لوكالة فرات، أن تعاطي دول الخليج حاليًا إختلف عن الماضي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك لأن دول خليج أصبحوا يعرفون أردوغان تماما، ولذلك أصبحوا لا يدفعون شيء من اموالهم الا بعد توقيع بروتوكولات مع الجانب التركي تضمن حقوقهم.
وأضاف القيادي في حزب الشعوب الديمقراطي، أن اردوغان لا يذهب إلى الغرب لمساعدته في أزمته المالية الحالية، لأنه يعلم تمامًا أن الغرب لن يدفع له قرشا واحد، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي أردوغان كان يهدد الغرب بفتح المعابر الحدودية للاجئين إن لم يقوموا بدفع له مبالغ مالية، ولكن الغرب كان ذكي في تعاملاته مع اردوغان ولم يدفعوا له قرشًا و احد من اجل إبتزازه السياسي لهم بملف اللاجئين.
وأوضح فرهاد، أن اليوم الغرب هو المستفيد الأكبر من بقاء أردوغان في سدة الحكم في الدولة التركية، وذلك لأن أردوغان متمسك باللاجئين ووجودهم على أراضيه، وكان الاعلام الغربي بوسائله المختلفة يدعم أردوغان من أجل الفوز في الإنتخابات الرئاسية التركية، لأن فوز المعارضة كان سيزيد من الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
بينما كشف محمد أبو سبحة، الباحث المصري في الشئون التركية، هي التحالفات التي بداها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل الانتخابات الأخيرة ويحاول ان يجني ثمار هذه التحالفات مع دول الخليج عبر تنفيذ الوعود التي طلبتها تركيا من تلك الدول بالنسبه للدعم الإقتصادي التركي، كما أن زيارة وزير المالية ونائب الرئيس التركي إلى قطر ومن قبلها الإمارات هدفها اقتصادي بحت للتأكيد على نفس المطلب وهو وقوف تلك الدول بجوار تركيا في ازمتها الإقتصادية الحالية.
وأكد أبو سبحة في تصريحات خاصة لوكالة فرات، أن أردوغان يريد من دول الخليج ترجمه تحالفهم مع تركيا إلى دعم اقتصادي فوري للدولة التركية من خلال دفع رجال الأعمال الخليجيين للإستثمار في تركيا وضخ الأموال الساخنة في الصناديق التركية حتى يحدث انتعاش اقتصادي في البلد لإقالة تركيا من ازمتها الإقتصادية الحالية لأن التضخم وصل لأعلى مستوى له والليرة التركية تتراجع بشدة.
وأضاف الباحث المتخصص في الشأن التركي، أن الرئيس التركي أردوغان يسعى أن يجذب الاستثمارات بصعوبة من الإمارات وأن يجذب المزيد من الاستثمارات من قطر والسعودية، وهذه الدول اتفقت على عدم ضخ الأموال بدون شروط، فهي تبحث في الوقت الحالي عن شراكات ناجحة، وليس مثلما كان يحدث في الماضي ضخ أموال أو وضع ودائع في البنك المركزي التركي، ولكنها حالياً اتجهت لأسلوب جديد وهو أن تضع عينيها على شركات تركية ضخمة ناجحة، تريد الاستحواذ عليها من أجل الحصول على مكاسب فورية.