اقتحام مستشفى الشفاء..أسرار جريمة الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي

تعد أبشع جرائم حرب غزة عندما قررت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية واقتحام مستشفى الشفاء، المجمع الطبي الضخم الذي يضم بين جنباته آلاف الجرحى، في جريمة تتنافى مع كافة مواثيق حقوق الإنسان.

كانت أصعب لحظات الاقتحام البري لقطاع غزة، عندما قرر جيش الإسرائيلي اقتحام مستشفى الشفاء والقيام بعملية عسكرية داخله، مما يتنافى مع كافة مواثيق الحرب في العالم، وهو أن تقوم قوة عسكرية بتنفيذ عملية عسكرية داخل "مستشفى".

كشف ياسر أبو سيدو، القيادي في حركة فتح، أن اقتحام مستشفى الشفاء جريمة يتحمل منها العرب نتيجة تفرقهم وخذلانهم والقيام بالتطبيع الرخيص مع الكيان الصهيوني وهو تعبير عن الشخصية الإسرائيلية الموبوءة بالدونية، والتي تحاول القيام ببطولات أمام مرضى.

وأكد أبو سيدو في تصريح خاص لوكالة فرات، أن إسرائيل استهدفت المستشفى، لأنها وبعد 43 يوما تسعى لصورة انتصار ولو أمام طفل في حضانة أو مريض عاجز عن الحركة، ذلك رغم علمها من خلوها من أي هدف عسكري، لأن جيشها تم قهره في 6 و7 أكتوبر.

وأضاف القيادي في حركة فتح، أن إسرائيل تريد عمل مجازر لإرهاب السكان وإجبارهم على الرحيل من شمال القطاع، مبيناً أن قطاع غزة تكبد 11700 شهيد هي مجزرة كان كل ضحاياها نساء وأطفال.

بينما وصفت ريم أبو جامع، رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، والقيادية بحركة فتح، أن اقتحام مستشفى الشفاء جريمة من أحد جرائم العدو، وهي إبداع في التنكيل بالمواطن الفلسطيني، وإبادة لحقوق الإنسان الدولية أمام العالم بأكمله، و انتهاك لحقوق الصحة العالمية.

وأكدت ريم في تصريح خاص لوكالة فرات، أن إسرائيل استهدفت المستشفى رغم علمها من خلوها من أي هدف عسكري، لأنه أصبحت كل الأماكن تتساوى عند المحتل، وسبقتها جريمة مستشفى المعمداني ولم تكن هدف عسكري، ولكن العدو أصبح يفعل جرائم دون حسيب ولا رقيب لأنه مدعوم من أمريكا وأعوانها.

وأضافت رئيس الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، أن كل شيء بغزة أصبح هدف الحجر والشجر والبشر، مشيرة إلى أنه إذا لم يكن أطفال غزة ونسائها باتت أهداف مباشرة للاحتلال هدف لماذا هدمت آلاف البيوت، هي ما تفعله مجازر.

وبيّنت، أن التهجير لن يحصل، ووصفته بأنه كذبه نشرها الإعلام العبري حتى ينشر الكره بين الشعوب، وحتى لا يساند المصريين الشعب الفلسطيني.

بينما كشف عادل شديد الباحث الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، أنه لا شك أن اقتحام الجيش الاحتلال لمستشفى الشفاء في غزة يشكل هدف بحد ذاته بعد أن أقنعت إسرائيل العالم وأمريكا وأوروبا كم المجتمع اليهودي أن قيادة حماس وقيادة كتائب القسام وكل قيادات العسكرية لحركة حماس موجودة داخل أنفاق تحت مستشفى الشفاء وأن مستودعات الصواريخ والأسلحة أيضا موجودة في تلك الأنفاق تحت المستشفى كما أن الأسرى الإسرائيليين موجودين أيضا في مستشفى الشفاء بالتالي أصبح احتلال المستشفى والسيطرة عليه يشكل انجازا كبيراً عسكريا وأمنيا ومعنوياً.

وأكد شديد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه من الممكن وفق الرؤية الإسرائيلية من خلال مستشفى الشفاء أن يتم إعادة أسرى إسرائيليين دون التفاوض مع حماس وبدون دفع ثمن لحركة حماس وهكذا تكون إسرائيل قد حققت انتصار، ولذلك ترقب العالم إن كانت إسرائيل فعلاً قد استطاعت أن تثبت معلومات أن مستشفى الشفاء يقع فوق مجمع أنفاق للقيادات السياسية والعسكرية والأمنية والمالية والدعوية والخيرية لحركة حماس وحينها من الممكن أن تتضح الصورة أكثر.

وأضاف الباحث الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، أنه حتى اللحظة إسرائيل لم تستطع تقديم أي دليل مقنع من داخل مستشفى الشفاء أنه كان قاعدة من قواعد كتائب القسام في قطاع غزة، وعدم قدرتها على ذلك وضعها في موقف محرج أمام مجتمعها وأمام الإدارة الأمريكية وأمام الجميع وخاصه انه حين اقتحم جيش الاحتلال المستشفى لم يتعرض لإطلاق رصاصة واحدة من قبل المقاومة الفلسطينية هناك وهذا دليل على أن المستشفى لا يوجد فيه لا مقاتلين ولا أسلحة ولا صواريخ.

وبيّن شديد، أن إسرائيل تحاول الآن فبركة شيء معين لإثبات روايتها أن المستشفى كان يستخدم للأغراض العسكرية من قبل المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة المقاومة الإسلامية حماس وتحديدا كتائب الشهيد عز الدين القسام.

بينما كشف الدكتور أحمد إبراهيم المغربي، الطبيب في مستشفى الشفاء أن سلسلة استهداف المستشفيات بدأ مع مستشفى المعمداني، حيث قتل حوالي 1300 إنسان في ضربة واحدة في المستشفى، مشيراً إلى أنه لم يتبقى ناجين كل من كان بالمستشفى مات.

وأكد المغربي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن مستشفى الشفاء لا زالت تستقبل آلاف الجرحى من آثار القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى نقص كافة الأدوية وعلى رأسها أدوية التخدير والبنج، حيث يقومون بإجراء عمليات بدون بنج.

وأضاف الطبيب في مستشفى الشفاء، أن الطواقم الطبية لا تغادر المستشفى، مبيناً أنه في كل المستشفيات توجد حالات خطرة، والقدرة الاستيعابية نفذت هي الأخرى ولم يعد هناك متسع داخل المستشفى.