الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية: وحدها المرأة القوية قادرة على تغيير المجتمع

أوضحت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية (MSD) أمينة عمر، إن حرية المرأة مرتبطة بالوحدة والتضامن، ودعت النساء إلى خوض النضال ضد الذهنية الأبوية.

تحدثت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر لوكالتنا فرات للأنباء (ANF) حول يوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وأجابت على أسئلة وكالتنا على النحو التالي.

 

كيف تقيّمون الحرب التي تخوضها أنظمة الدولة القومية في روج آفا وفلسطين إلى جانب الإبادة الجماعية للشعوب؟

إن مفهوم الحرب الذي ينطبق على شعبين، اللذان يشكلان حجر الزاوية في الشرق الأوسط، بدأ منذ قرون وما زال مستمراً، إن المناطق التي قسمتها قوى الهيمنة، وخاصة تقسيم الدولة العربية إلى 22 دولة هي حالة مستمرة، وبموجب اتفاقية عام 1917 تم تسليم أراضي فلسطين لليهود، وفي الوقت نفسه تم تقسيم أراضي كردستان بين أربعة دول، وعلى الرغم من مرور قرن من الزمن إلا أن هذا النوع من الانقسام خلق معاناة عميقة للشعوب ولا تزال سياسة الإبادة التي دامت قرناً من الزمن مستمرة، إنهم يريدون تدمير الشعوب بسياسة مثل الإبادة الجماعية المنهجية والهجرة والتغيير الديمغرافي وإلى أن يتم التوصل إلى حل جذري ضد سياسة إبادة الشعبين اللذان يمثلان حجر الزاوية في الشرق الأوسط فإن الألم والأزمات ستستمر، المثال الأبرز اليوم هو سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي ضد شعب روج آفا، وتنفيذ الهجمات ضد الشعبين الكردي والفلسطيني معاً، وما نشهده اليوم هو ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، ولكي تعيش شعوب الشرق الأوسط في سلام لا بد من إيجاد الحل الأمثل لقضية وجود الشعوب في المنطقة برمتها.

هجمات دولة الاحتلال التركي التي تسببت بمجازر وتغييرات ديمغرافية ما تأثيرها على تنظيم المرأة والنضال الاجتماعي وما العلاقة بين هذه الهجمات والنظام الرأسمالي في العالم؟

قبل احتلال الدولة التركية لمناطق (عفرين وكري سبي وسري كانيه) كان دور المرأة رائداً في هذه المناطق، وكان تنظيم المرأة متقدم في جميع المجالات، كما كانت المرأة فعالة في مؤسسات وتنظيمات الإدارة الذاتية، وكانت تنفذ أعمال هامة من أجل حرية المرأة وبناء مجتمع ديمقراطي، بالإضافة إلى ذلك أُنشئت مجتمع جديد بصورة المرأة ومفهوم المرأة تناضل ضد الذهنية الذكورية، لكن للأسف بعد احتلال الدولة التركية تزايدت انتهاكات حقوق المرأة وبدأت السياسات القذرة ضد المرأة، وسلبت منهم الحقوق التي اكتسبوها بالمقاومة والنضال، ومع الاحتلال حدثت المجازر والاختطاف والاعتقال والهجرة والاغتصاب بحق النساء، وحتى اليوم تُبذل الجهود لتقييد حقوق المرأة في الأراضي المحتلة، لكن المرأة ما زالت تقاوم، ولا توجد مؤسسات وتنظيمات نسائية في هذه المناطق ولا تستطيع المرأة الحصول على حقوقها، لكن عندما ننظر إلى شمال وشرق سوريا فإن النساء ينظمن أنفسهن بمهمة قيادية ويأخذن مكانهن في المجتمع، كما أنها تحاول أن تكون منفساً وبصيص أملاً للنساء اللواتي تتواجدن في المناطق المحتلة، كما تخوض النساء في شمال وشرق سوريا نضالاً ومقاومةً لا مثيل لها من أجل حرية المرأة في المناطق المحتلة، وفي جميع أنحاء العالم، كما أن المرأة تقود حياة برمتها في شمال وشرق سوريا، ولذلك، يتم بناء المجتمع الديمقراطي من خلال مشاركة قوية للمرأة في الحياة وحقوق المرأة وحريتها، ومع تنامي هذه المقاومة والنضال تتزايد أيضاً هجمات دولة الاحتلال التركي والنظام الرأسمالي في العالم، لأنهم يخشون الإرادة القوية للمرأة والمجتمع الديمقراطي، وفي هذه الحالة ينفذون سياسات الحرب الخاصة ضد المرأة، وكلما تنامى النضال أكثر تتزايد الإبادة بحق المرأة من أجل إسكاتها وإسكات جميع النساء، كما ويتم استهداف النساء الرائدات في المجتمع، إن بناء المجتمع الديمقراطي يتم من خلال نضال المرأة الحرة وبناء هكذا مجتمع يتعارض مع مصالح القوى المهيمنة.

ما مدى خطورة سياسات الحرب الخاصة ضد المرأة في المناطق التي تحتلها الدولة التركية وما أهمية النضال ضد التطرف الديني والقوموية والتمييز الجنسي في الشرق الأوسط؟

يُعرف الشرق الأوسط بأنه مهد الحضارة الإنسانية، ويتمتع ببنية غنية من حيث الثقافة والدين والطائفة والشعب، ومع ظهور الدولة القومية حدثت تغيرات كثيرة، الهدف الرئيسي لبناء الدولة القومية هو تعميق المشاكل الاجتماعية ويعني خلق وتعميق الصراع والفوضى بين الشعوب والأديان والطوائف والثقافات، إن التطرف الديني والقوموية والتمييز الجنسي لم يمنحوا المجتمع سوى المزيد من الألم والمعاناة وهذا الألم والمعاناة يؤدي إلى انهيار وتدمير المجتمع، وفي هذا السياق يجب أن نكون في معركة كبيرة ضد التطرف الديني والقوموية والتمييز الجنسي، إذا لم يكن هناك نضال ضد هذه الذهنيات فلن تكون هناك حرية، التطرف الديني والقوموية والتمييز الجنسي هي أمراض عقلية فلا يرى ولا يعرف سوى تحقيق منفعتهم ومصالحهم وهو أعمى في كل شيء، وهذه الذهنية التي تسيطر على المجتمع لا يمكن التحرر منها إلا من خلال النضال.

لقد تطورت في روج آفا حملة (المرأة، الحياة، الحرية، نحو ثورة المرأة) برأيكم ما مدى المستوى التي حققتها على الصعيد العملي؟ وبمناسبة يوم 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، ما هو هدف النضال في العام الجديد؟

بعد اغتيال جينا أميني، انطلقت حملة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران وشرق كردستان، ربما بدأت في إيران، لكنها انتشرت حول العالم، تتعرض المرأة دائماً للعنف من قبل الدولة والمجتمع، يجب أن تكون مشاركة المرأة في الحركة قوية، وحتى لو لم يكن كل المجتمع على نفس السوية في التشابه، فإن في بعض المجتمعات توجد فيها العنف ولكن في درجات متفاوتة، وكانت هناك مشاركة قوية في هذه الحملة في شمال وشرق سوريا وما زالت مستمرة، وهذا أيضاً مؤشر على قيادة المرأة في المنطقة، ونحن بدورنا نناهض العنف ضد المرأة ولن نقبله أبداً، ونقول إن القرن الحادي والعشرين سيكون العام الذي تصل فيه حرية المرأة ونضالها إلى ذروتها.

إذ تدفع القوى المهيمنة المجتمع نحو الفوضى من خلال خلق تصميم ونموذج جديد في العالم، بالإضافة إلى خلق انقسام عميق في المجتمع وتأجيج الحرب وهذا الوضع له تأثير الأكثر سلبية على النساء، لذلك يتوجب على المرأة أولاً أن تقف ضد هذه الحرب والفوضى، لأن العنف ضد المرأة يتم من خلال الفوضى والحروب وتعاني النساء أكثر من غيرهن في ظروف الحرب، إنهن يتعرضن للهجرة ويتعرضن للقتل ويواجهن العنف السياسي، والقوة الوحيدة التي يتوجب عليها إنهاء الحرب هي قوة المرأة، كما ويجب متابعة قضية الحرية، ولذلك فإن هدفنا هذا العام هو إنهاء الحرب وضمان حرية المرأة وتحصيل حقوق الإنسان وبناء مجتمع ديمقراطي.

ما هي رسالتكم في 25 تشرين الثاني، اليوم العالمي للمناهضة العنف ضد المرأة؟

اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، هو اليوم الذي يظهر فيه المجتمع والمرأة موقفهما مرة أخرى، وعلى المرأة أن تزيد من نضالها، ويمكننا سرد أنواع عديدة من العنف مثل العنف الجسدي والعقلي والاقتصادي، لقد شهدت المرأة الألم والمعاناة وما زالت تعاني منها، لذلك يتوجب على النساء أن يجمعن قواهن في بوتقة واحدة ويتحدن معاً، وكلما زاد ارتباطهن زادت قدرتهن على المطالبة بحقوقهن وإحداث تغييرات في المجتمع، لذلك يجب على النساء أن يتحدن ويعززن نضالهن.