وفي السياق، حاورت وكالة فرات، الروائية السودانية إسراء الريس أول روائية سودانية تحصل على جائزة الطيب صالح للشباب، لتتحدث عن تجربتها الشخصية وأحوال المرأة السودانية وإلى نص الحوار:
كيف بدأتي مشوارك في الكتابة حتي وصلتي إلى جائزة الطيب صالح ؟
بدأت القراءة في سن مبكرة جداً ، وتوالت القراءات مما جعل لدي حصيلة لغوية اعتبرها جيدة جداً، وفن الكتابة بالنسبة لي هو فن تراكمي من تراكم القراءات التي قرأتها ، فكانت الكتابة نتيجة حتمية للقراءات التي قمت بقراءتها، وكان مثلي مثل كثير من الكتاب بدأت بكتابة الخواطر ثم القصص القصيرة إلى أن فزت بجائزة محمد سعيد ناوي للقصة القصيرة في عام ٢٠٢٠ وفزت بجائزة الطيب صالح في عام ٢٠٢١.
ما هي الصعاب التي واجهتك في كتابة القصة؟
يمكن أن اتحدث عن المشكلات التي تواجه جيل الشباب في الوطن العربي بشكل عام وفي السودان بشكل خاص، وهو غياب الدعم التام من الحكومات، وتكاد تكون قضية الثقافة قضية مهمشة، وضيق ذات اليد بالنسبة لدور النشر لأنهم يقومون بتجارة تكاد أن تكون كاسدة ، حيث أثرت الأزمة الإقتصادية الأخيرة وتوقف المعارض الدولية أثناء فترة كورونا، وهي فاتورة لا يزال يدفعها الناشرين حتى الآن، غياب الدعم من الحكومات والأزمة التي تعاني منها دور النشر في الوطن العربي كله، مما جعل الكثير من دور النشر تغلق أبوابها والضائقة الاقتصادية التي حولت الكتاب لرفاهية بالنسبة للناس
لماذا لم تحصل النساء على جائزة الطيب صالح؟
الأقلام النسائية التي حصلت على الجائزة لا تتعدى ال٤-٥ اسماء، وليس بسبب أن توجه الجائزة ذكوري، ولكن انشغال المرأة بالقضايا المجتمعية والأسرة وتكوين الأسرة هو ما جعلها تأتي على نفسها مقابل طموحاتها وأحلامها وتوجهها الأدبي، والدليل على ذلك هو وجود أقلام نسائية كثيرة بالإضافة لوجود أسماء نسائية قامت بمجهودات كثيرة مقدرة في الحركة الثقافية السودانية، ولكنهن لا يركزن على المشاركة في جوائز، ولذلك نجد ندرة للأديبات السودانيات في الجوائز عموماً.
ما هي أكثر الأعمال قربا إلى قلبك؟
أنا متأثرة كثيراً بالأدب الروسي، وخاصة الاديب الروسي دوستويفسكي، رواية المعطف للكاتب الروسي نيقولاي غوغول وكانت ملهمة لروايتها الأولى.
كيف ترين تأثير الحرب على النساء في السودان؟
النساء في السودان الحرب قضت على كل الأحلام والطموحات للشعب السوداني، وهي كانت بمثابة العصا القادمة لظهر البعير، ولن ندفع ثمنها حالياً ولكن ستتوالى لأجيال قادمة، لأن ويلات الحرب كثيرة وحالياً الكثير من الناس تشردت وتيتمت ويوجد ناس فقدت كل ما تملك، بالإضافة لوجود اماكن مثل الخرطوم ونيالا تحدث بها الحرب العبثية في السودان، كل الناس من نجا منهم لم ينجو، بمعنى أنه حتى من خرج من مناطق النزاع خرج بأضرار نفسية ومادية جسيمة جدآ، وحتى البعيدين من مناطق النزاع هم متاثرين، لأن الوطن كالجسد الواحد اذا تداعى منه عضو اشتكى سائر الأعضاء بالسهر والحمى، ونسأل الله أن تنقضى الأزمة بسرعة، والتي سنحتاج بعدها لوقفة طويلة لإعادة بناء السودان والتخلص من القبلية والعنصرية التي بنتها
النساء من أكثر الشرائح المجتمعية المتأثرة بالحرب بشكل كبير، ولكن على الجانب الآخر الحرب قوت النسيج الاجتماعي حيث نجد بيوت تفتح لأسر لأنها فقدت منازلها في الخرطوم أو دارفور، وتوجد أنشطة مثل سينما كوستي ووجدنا أنشطة ثقافية تعود لمدينة ود مدني في ولاية الجزيرة، والتي عادت بعد فترة طويلة من التوقف وذلك لأن الناس تحارب السوء بالجمال، وتخفف عن نفسها وطأة الحرب.
كيف ترين الدور النسائي السوداني في ثورة سبتمبر؟
كانت النساء السودانيات والكنداكات في مقدمة مسيرات ثورة ديسمبر وكانت لا تتحرك المواكب إلا بعد "الزغرودة" التي تطلقها السيدة التي تقود الموكب.
كيف ترين الانتهاكات ضد نساء دارفور من الجنجويد والدعم السريع؟
انتهاكات دارفور هي الانتهاكات التي ظهرت على السطح الخارجي فقط، ولكن الحقيقة أن تلك الجرائم كانت منتشرة في كل بقاع السودان ولكنها لم تنل حظها من التسليط الإعلامي إلا في دارفور.
هل توجد كاتبات سودانيات "نسويات" ظهرن في الفترة الأخيرة؟
هناك الكثير. من الكاتبات السودانيات المتفوقات واللاتي نقلت تجربتهن النسوية وما تعيشه النساء السودانيات حالياً في كتابتاتهن مثل اسحاق رابخ التي كتبت روايتها صرخات مكتومة.