وفي إطار إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يوافق الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، "الشوباشي" والتي انتقدت كافة أشكال العنف ضد المرأة واعتبرتها سبة في جبين أي مجتمع، مشيدة بالتطور الكبير الذي طال ملف المرأة في مصر.
وكان نص الحوار كالآتي:
*كيف ترين حال المرأة المصرية في السنوات الأخيرة؟
- المرأة المصرية تعيش واحدة من أروع فتراتها، أي خلال عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأروع ما حدث أنه رد اعتبار المرأة المصرية، فقد كنا أيام جماعة الإخوان الإرهابية والفترة التي سبقت قدومهم إلى الحكم نسمع دائماً أن المرأة عورة ، كادوا أن يقولوا إن المرأة يجب أن توئد تقريباً، والعظات التي يقولها من يصنفون بأنهم "رجال دين" كانت كلها تركز على أمور تتعلق بالمرأة، شعر المرأة ويد المرأة وعين المرأة، ولهذا كنت أسمي ما يقولونه بـ"ثقافة النصف الأسفل من الإنسان"، رغم أن هناك كثير من الموضوعات ذات الأهمية في الدين يجب التركيز عليها.
*"ثقافة النصف الأسفل من الإنسان"، هذه هي جملتك الشهيرة عندما وصفتي تلك الأحاديث..
- بالفعل، كانت هذه جملتي الشهيرة وكثيرون نقلوها عني، وهي صحيحة لأن هؤلاء لم ينشغلوا بأمور أخرى تخص المرأة مثل أنها زوجة وأم وأخت وتقوم بمهام وواجبات كمواطنة في دولة، ليس لديهم تفكير على الأطلاق في مثل هذه الأمور، ولكن عندما أتى الرئيس السيسي قلت إن الرئيس أعاد للمرأة اعتبارها، لأنه أدرك عمق دور المرأة في ثورة 30 يونيو. والحقيقة أن المرأة حين خرجت في هذه الثورة لم تخرج وحدها، بل خرج معها أولادها والشباب الذين ربتهم. ولهذا دائماً أقول ما قاله صلاح جاهين إن "البنت زي الولد مهياش كمالة عدد". وعندما يتم شل المرأة ويتم اعتبارها أنها عورة، فهذا يعني إهدار نصف طاقة المجتمع المصري، على العكس من ذلك الرئيس السيسي اعترف بالمرأة ككيان وإنسان كامل لا يوجد أي ما يدعو أن يتم التعامل معها بدرجة أحط من الرجل، فالله كرمها أكبر تكريم بأن أودع فيها الرحم، وبالتالي لا حياة من غير امرأة، ونحن نرى المرأة حالياً في مصر قاضية ومستشارة ووزيرة وفي كافة المناصب.
*ما المعايير التي تم اعتمادها هنا في مسألة وصول المرأة لتلك المناصب؟
- كل ما في الأمر أن الباب فتح أمام المرأة وفق معيار الكفاءة والأحقية، أي أنه طالما المرأة قادرة على إثبات كفائها فلتحصل على حقها مثلها مثل الرجل، فالمرأة عندما تكون طبيبة عبقرية هل يعقل أن يقال لها اجلسي في البيت وارتدي طرحة، لا يجوز طبعاً، وإنما يجب أن تحصل على حقها في إطار معيار الكفاءة.
*قلتي إن الرئيس السيسي أعاد للمرأة اعتبارها، هل هذا في مواجهة تيارات الإسلام السياسي أم في المجتمع ككل؟
- تيار الإسلام السياسي كان جاسماً على صد المجتمع، وعلى سبيل المثال عندما كنت أقول كلمة لا تعجبهم كانوا يهاجمونني كذباً لأيام متواصلة، بينما الرئيس السيسي عندما تعامل مع ملف المرأة تعامل معه من منطلق قيمة المرأة إنسانياً، وقيمتها كمواطنة تتمتع بمعايير الكفاءة، بدليل أن لدينا الوزيرة هالة السعيد وزيرة التخطيط وتقدم عملاً عظيماً، والحقيقة أن الرئيس السيسي أعادة لنا كذلك القيم المصرية الأصيلة القائمة على احترام المرأة ولا ننسى أنه كان لدينا ملكات منذ مئات السنين، ثم بعد ذلك يأتي أناس ويقولوا لنا المرأة عورة!! فهذا غير مقبول.
*مذا عن رؤيتك لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي تم إحياؤه؟
- هذا يوم مهم، لأن العنف ضد المرأة سبة في جبين المجتمع ككل أيا كان شكله، ونحن لدينا قوانين أو تشريعات في طور الإعداد الهدف منها تقليل العنف ضد المرأة وأي عنف يمارس بحقها أو انتقاص من شأنها. وأنا أرى أن تجربة مصر الحقيقة ملهمة وهي القبلة التي ينظر إليها، وبالتالي نحن لدينا تجربة ملهمة في تمكين المرأة على أساس معايير الكفاءة والجدارة.
*لماذا نجد دائماً تيارات الإسلام السياسي تركيزها مع المرأة والحديث عن العورات كما قلتي بشكل مكثف؟
- هذا الأمر ليس مصادفة بل مخطط، لأنه على سبيل المثال أنا كنت صديقة لأبناء الشيخ أحمد حسن الباقوري وهو أحد رموز الأزهر الشريف، وزوجته كانت ابنة الشيخ محمد دراز الذي كان وكيلاً للأزهر الشريف، ولم تكن أسرته محجبة، وهذا لأن الدين يركز على الجوهر والسلوك وليس المظهر، والمشكلة أننا نحكم على الناس من ملابسهم طالما هذا يرتدي جلباباً وعمامةَ فهو شيخ، وطالما هذه ترتدي نقاباً فهي امرأة قويمة، وهكذا يتم التفكير.