المفاوضات بين السيسي وأبي أحمد.. هل تغلق ملف سد النهضة
جرت مفاوضات جديدة بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الاثيوبي حول ملء وتشغيل سد النهضة.
جرت مفاوضات جديدة بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الاثيوبي حول ملء وتشغيل سد النهضة.
اندهش المصريون عندما رأوا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في القاهرة من جديد ويؤكد على مفاوضات جديدة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، على أن تعقد في مدة ٤ شهور، وسط معلومات عن شروع أديس أبابا في الملء الرابع للسد، ثم أعقبها برسالة باللغة العربية للمصريين، مما يلقي الضوء على جدية الطرف الإثيوبي في تلك المفاوضات.
بينما كشف نادر نور الدين خبير الموارد المائية، أن مصر تريد من مفاوضات سد النهضة أن تحدد إثيوبيا حد أدنى من المياه التي يمكن أن تعبر لدولتي المصب مصر والسودان، ولكن اثيوبيا تراوغ في تحديد تلك النسبة متعللة بأنها تحديد للحصص التاريخية في نهر النيل، وهذا غير صحيح لأن النيل الأزرق هو أحد روافد نهر النيل وليس النهر بالكامل، ولذلك لا يوجد به حصص تاريخية.
وأكد نور الدين في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه في المفاوضات الأخيرة بين مصر وإثيوبيا، توجد العديد من المؤشرات على عدم جدية الطرف الإثيوبي بها، وأولها أنا تتحدث عن الملء في العام القادم وليس الحالي، وهو ما لن يبدأ إلا في شهر تموز السنة القادمة. وأضاف خبير الموارد المائية، أن رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد في نهاية زيارته للقاهرة لم يتعهد بعدم إلحاق ضرر بمصر يسببه سد النهضة ولكنه تحدث عن عدم إلحاق ضرر "جسيم" بمصر، وهو مصطلح مطاط حتى الأمم المتحدة لم تستطيع تفسيره، وهو لا ينفي وقوع الضرر.
بينما كشف أبو حايس الصحفي والإعلامي العفري أن المفاوضات الحالية بين مصر والنظام الاثيوبي بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد هي مراوغة جديدة من مراوغات رئيس الوزراء الاثيوبي يريد بها كسب المزيد من الوقت، مبيناً أن المفاوضات التي جاءت على هامش قمة جوار السودان هي محاولة لعرقلة أي تحركات مصرية ضده في الوقت الحالي عبر إعادة الحوار بين الطرفين من جديد حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وأكد الإعلامي العفري في تصريح خاص لوكالة فرات، أن أي مفاوضات يمكن أن تحدث بين مصر وإثيوبيا لا يمكن أن تصبح واقعية إلا بوجود ضغط امريكي لضمان إنجاح المفاوضات مع فتح ملف انتهاكات حقوق الإنسان التي حدثت في إقليم تجراي وذلك مع التهديد بقطع المساعدات التي تحصل عليها الحكومة الإثيوبية من الحكومة الأمريكية لأنه يعيش ما يقارب من 70% من الشعب الإثيوبي على المساعدات المقدمة من الإدارة الأمريكية لإثيوبيا.
وحذر الإعلامي العفري من الانخداع بدعوات أبي أحمد للتفاوض دون وجود ضمان حقيقي لإنجاح هذه المفاوضات.
والجدير بالذكر، أن جولة المفاوضات الجديدة ليست الأولى التي تعقد بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وبين رئيس الوزراء الاثيوبي أبي احمد، حيث سبقه إعلان مبادئ بين مصر وإثيوبيا وتلته مفاوضات ثلاثية بين كل من مصر وإثيوبيا والسودان تحت رعاية الإتحاد الإفريقي ثم ثنائية بين مصر وإثيوبيا برعاية أمريكية في عصر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ثم وصول القضية لأروقة مجلس الأمن بسبب الملء الأحادي من جانب أديس أبابا، وجاءت تلك الجولة بعد حدوث الملء الأول والثاني والثالث للسد.