"العمال الكردستاني حزب تحرري وتصنيفه في قائمة الإرهاب له أبعاد سياسية ومؤامراتية"
أكد سياسيون وأكاديميون مصريون، أن حزب العمال الكردستاني هو حزب تحرري، وأشاروا إلى أن تصنيفه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، له أبعاد سياسية ومؤامراتية.
أكد سياسيون وأكاديميون مصريون، أن حزب العمال الكردستاني هو حزب تحرري، وأشاروا إلى أن تصنيفه ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، له أبعاد سياسية ومؤامراتية.
يحتفل الكردستانيون في أجزاء كردستان الأربعة وحول العالم، بالذكرى السنوية الـ 45 لتأسيس حزب العمال الكردستاني، وتأتي هذه الاحتفالات بالتزامن مع تصعيد عسكري لدولة الاحتلال التركي والتي لا تتوانى عن استخدام الأسلحة المحظورة دولياً وصمت من قبل المنظمات المعنية بحظر تلك الأسلحة، بينما في المقابل لايزال المجتمع الدولي يقف عاجزاً أمام تصنيف هذا الحزب في قائمة المنظمات الإرهابية والتي يصفها الكثير من المحليين والأكاديميين والحقوقيين بالقرار المسيس والذي يحمل في طياته أبعاد مؤامراتية، والذي أشار إليه الدكتور علي أبو الخير.
المؤرخ والباحث والكاتب المصري من خلال تصريحات لوكالة فرات للأنباء والذي تطرق في بداية حديثه إلى تاريخ نشوء حزب العمال الكردستاني في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1978 والذي وصفها بالظروف القاهرة والغير طبيعية، حيث كان العراق قد انتهى من الحرب ضد كردستان في العراق ثم انفرد صدام بالحكم عام 1979 وبدأ عملية التهجير بالنسبة للكرد في العراق. خاصة في مدينة كركوك بحسب وصفه.
وتابع "بالنسبة لتركيا كان هنالك نظام حكم ظالم عندما نشأ حزب العمال الكردستاني كان رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد وهو مثله مثل غيره يضطهد الكرد وعندما نشأ الحزب حاولوا تشويه صورته وقالوا عنه انه شيوعي وانه حزب ملحد، ولكن الأمر المؤكد أن حزب العمال الكردستاني هو حزب حر وحزب تحرري ويعمل على حق تقرير المصير للشعب الكردي".
وأكد "بإن حزب العمال خاض عدة حملات ضد الحكومة التركية واستطاع أن ينتصر في الكثير منها كما تحالف العراق مع تركيا كي تفتح الباب والمجال الجغرافي العراقي للقوات التركية لتلاحق أعضاء حزب العمال".
واستدرك بالقول" أيضا وفي نفس الوقت نستطيع القول إن حزب العمال ليس شيوعيا بالمنطق الديني أو المنطق العقائدي لكنه حزب تحرري يعرف جيدا ماذا يريد، هو حزب يريد السلام ويريد انتزاع حقوقه ولا يمكن فصله عن باقي حركات التحرر في العالم".
وعن وجود حزب العمال الكردستاني في قائمة المنظمات الإرهابية نوه الدكتور علي "أما بالنسبة لتصنيف حزب العمال الكردستاني كحركة إرهابية في القاموس الأمريكي هذا لأسباب كثيرة أولاً تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي ولها دور في عملية ادراج الحزب في قائمة المنظمات الإرهابية ولكن هذا لا يعني كل شيء فالكثير من المنظمات التي كانت تعتبرها الولايات المتحدة منظمات إرهابية تمكنت من انتزاع حقوقها، هنالك أيضا مجال حيوي ليس في كردستان فقط بل في العراق وإيران وسوريا".
وتابع “القائد عبد الله اوجلان طلب السلام وطلب حق تقرير المصير، حيث حظروا التعليم اللغة والصحة وكل شيء وبالتالي وجود حزب العمال في القائمة الإرهابية لا يقلقني ولا يقلق أحد لأن الأمر طبيعي ولأن الأمر له أبعاد سياسية ومؤامراتية والتي تقودها أمريكا وإسرائيل والدول الغربية يجب علينا ان تحتفل بذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني بإقامة الندوات والعمل والسعي الجاد لتحرير واطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان الذي حمل هموم أمته على كتفه حيث لا تختلف القضية الكردية عن القضية الفلسطينية بشيء، المجتمع الدولي يغض الطرف عنهم منظمة التعاون الإسلامي من المفترض أن تكون بصف الكرد والجامعة العربية التي من المفترض أن تحل المشكلة الكردية، لذلك نحن نعتمد على قوة وصلابة الشعب الكردي في انتزاع حقوقه لأن حزب العمال الكردستاني حركة تحرر شعبي ثوري.
ونحن نحتفل بمرور هذه الأعوام على تأسيس حزب العمال نحييه ونحي صموده وعمله بعد اعتقال القائد الملهم عبد الله أوجلان".
بينما كشف شريف عبد الحميد رئيس مركز الخليج للدراسات الإيرانية، أنه بعد مرور 45 عاماً على تأسيس حزب العمال الكردستاني، وأكثر من 39 عام على الكفاح المسلح ضد تركيا، يبقى حزب العمال الكردستاني، هو أكثر الأحزاب الكردية، وربما في الشرق الأوسط، ديمقراطيةً وإيماناً بالرأي والفكر الحر، بل هو كما يوصف بـ "حركة الحرية ــ Tevgera Azadîyê"، مناصراً للمرأة وحقوق الطفل.
وأوضح "كان "العمّال الكردستاني" الأعلى صوتاً بآرائه (استقلال كردستان وتوحيدها، وبناء نظام اشتراكي علماني فيها)، مما جعله ينتشر بين الكرد في كل مكان، ويجذب قطاعات واسعة من الشباب الكردي".
ونوه "السبب المباشر لاندلاع الكفاح المسلح من وجهة نظري هو الإهمال الشديد للمناطق الكردية، وعدم الاعتراف بالحقوق الكردية كاستخدام اللغة الكردية في المدارس وإصدار صحف باللغة الكردية رغم أن الكرد عددهم يتراوح بين 16-20 مليون نسمة أي حوالي 30% من سكان تركيا.
وقد أدى الكفاح المسلح لحزب العمال إلى سقوط نحو 30 ألف قتيل بخلاف الجرحى مما جعله "شوكة" في جنب تركيا.
وتابع "القضية الكردية ما تزال هي حجة أوربا لعدم قبول طلب تركيا الانضمام للاتحاد الأوروبي فالحلم القديم لتركيا منذ أيام أتاتورك هو العمل دائماً على تأكيد الهوية الأوربية لتركيا وسلخها عن العالم الإسلامي، إذ تعول أوربا دائماً على أن سجل تركيا في مجال احترام حقوق الإنسان ما يزال غير مشرف".
وأضاف "يصنف حزب العمال كمنظمة إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا، بينما رفضت الأمم المتحدة ودول أخرى كروسيا والصين وسويسرا ومصر والهند تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية.
وأعتقد بأنه لا ينبغي إدراج "حزب العمال" كمنظمة إرهابية، على أساس أن الحزب يسعى إلى إيجاد حل سلمي للقضية الكردية، ويعد زعيمه "عبد الله أوجلان" رمزاً للنضال الكردي وأدعو إلى إطلاق سراحه ليستكمل مشروعه السياسي والثقافي.
وكانت المحكمة البلجيكية العليا، قد صادقت في يناير/ كانون الثاني، على حكم محكمة الاستئناف القاضي بعدم تصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية.
واعتبر المحامي البلجيكي، جان فيرمون، الذي قاد دفاعاً ناجحاً عن ناشطين كرد، أن الحكم عادل ومتوافق مع القانون الدولي، معرباً عن أمله بأن تسهم الخطوة، في حل سياسي للقضية الكردية على المستوى الأوروبي، مطالباً يومها حكومة بلاده بإعادة النظر في مقاربتها لقائمة الاتحاد الأوروبي".