ولطالما عقد كثير من الاجتماعات سواء في مصر أو خارجها بشأن توحيد الفصائل الفلسطينية ووضع نهاية لملف الانقسام الممتد منذ سيطرة حركة حماس على السلطة في قطاع غزة عام 2007، لكن السؤال الأهم هو ماذا بعد هذا الاجتماع؟ وما الخطوة المقبلة؟ وهل يشكل الاجتماع إضافة جوهرية؟
متابعة مصرية مستمرة
في هذا السياق، يقول الدكتور طارق فهمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لوكالة فرات للأنباء، إن الخطوة التالية لاجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين الجديدة أن يتم استكمال ما دار في الاجتماع وربما تكون هنك علمين 2 و3، وليس فقط من خلال اللجنة التي طلبها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإنما كذلك من خلال المتابعة المصرية التي تدفع في هذا الاتجاه.
ويرى أن أجتماع العلمين يشكل فرصة جديدة لإعادة تشكيل مسار العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، معرباًعن اعتقاده بأن حضور حركة حماس أكسب الاجتماع أهمية كبيرة، ووجود السلطة الفلسطينية أكسبها شرعية جديدة، فوجود الرئيس الفلسطيني جعله يظهر أنه رئيس لكل الفلسطينيين، وبالتالي كسب شرعية كبيرة على المستوى العربي والإقليمي.
وقال "فهمي" إن سيناريو الفترة القادمة مرتبط بنقطتين، الأولى يتعلق بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ومصر ستكون حاضرة في جميع الاستحقاقات القادمة، والمقصود هنا تشكيل حكومة فلسطينية جديدة وإعادة تقديم القضية الفلسطينية دولياً قبل أن يتوجه الرئيس الفلسطيني إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في ستبمبر/ايلول المقبل.
ولفت الخبير في شؤون الشرق الأوسط إلى أن النقطة الثانية فيما يتعلق بما بعد هذا الاجتماع، هو أن مصر قدمت رسالة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنها تدعم السلطة الفلسطينية، وأن القاهرة قادرة على تحقيق التوازن في المعادلة، في ظل مساعي الاحتلال إلى تقويض أو نزع شرعية السلطة الفلسطينية.
وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات، قال "فهمي" إن الأمر المهم في هذا الاجتماع كان مشاركة حركة حماس، وهي المسؤولة الفعلية عن الأمن في قطاع غزة، مشيراً إلى أن حركة الجهاد الإسلامي وإن لم تحضر، لكها أصدرت بياناً تعلن عن دعمها ما جاء في اجتماع العلمين وما نتج عنه من مخرجات وهو موقف يتسم بقدر كبير من الذكاء من قبل الحركة.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أكد في ختام أعمال الاجتماع أنه يعتبر وجود الفصائل في العلمين خطوة مهمة لاستكمال الحوار الذي يرجى أن يحقق الأهداف المنشودة في أقرب وقت، كما دعا إلى تشكيل لجنة من أمناء الفصائل الفلسطينية ستتولى استكمال الحوار حول القضايا والملفات المختلفة التي جرى مناقشتها، بهدف إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة.
الكرة في ملعب الفصائل
بدوره، يقول الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح الفلسطينية إنه من الملاحظ أن جميع من حضروا الاجتماع كانوا حريصين على ضرورة توحيد المواقف والرؤية الفلسطينية لمواجهة ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ما يتطلب من كافة الفصائل إعلاء المصالح العليا على المصالح الشخصية والحزبية، لأنه لم يعد هناك مجالاً للمناورةأو التلاعب بالوقت.
وأضاف "الحرازين"، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء، أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير في الوقت الحالي في ظل التغيرات الدولية والإقليمية وحتى الداخلية، وهناك فرصة جيدة لاقتناصها واستغلالها في ظل الأوضاع التي تمر بها دولة الاحتلال من مظاهرات واحتجاجات وانشقاقات، والمتغير الدولي الذي ينهي عصر أحادية القطب وينذر بوجود نظام دولي متعدد الأقطاب.
وقال القيادي الفلسطيني إن هذا الأمر يتطلب أن تكون هناك حالة من النضج الفلسطيني وتجاوزالخلافات وإيجاد حالة الوحدة والتوصل إلى خطاب سياسي موحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في سياق أداة من أدوات المقاومة التي لا يمكن أن يلصق بها تهمة الإرهاب.
ويرى "الحرازين" أنه بعد هذا الاجتماع فإن الكرة الآن في ملعب الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً حركة حماس لأنها هي من قامت بالانقسام والانقلاب في قطاع غزة، وعليها أن تلتقط دعوة الرئيس أبومازن ولقاء العلمين، لمواجهة مخطط الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يميز بين فصيل وآخر أو مدينة وأخرى.