أكد الكاتب المصري، إلهامي المليجي" ان الحل الدائم للازمة السورية الراهنة تأتي من خلال عملية سياسية جامعة تلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري بكل مكوناته العرقية والدينية ، وكف الدول الخارجية عن التدخل بالشأن السوري وخروج جميع القوات الاجنبية من الاراضي السورية و ان التسوية المقبولة دوليا وعربيا تتطلب الالتزام بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، المتخذ بالإجماع في 18 ديسمبر 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا، والذي يطالب جمع الحكومة والمعارضة ( باستثناء الجماعات الارهابية ) بالدخول في مفاوضات تفضي الى اجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت اشراف الامم المتحدة. وتهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخليا إلى مناطقهم الأصلية وتأهيل المناطق المتضررة، وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك الأحكام الواجبة التطبيق من الاتفاقية والبروتوكول المتعلقين بمركز اللاجئين، وكذلك الامر بالنسبة للاجئين في دول الجوار السوري".
وقال المليجي في تصريحات خاصة لوكالة فرات للانباء "أن غياب العدالة والمساواة بين جميع مكونات المجتمع السوري العرقية والدينية احد مسببات الازمة السورية ما يعني ان حقوق ومطالب الشعوب السوري بمكوناتها المتعددة تأتي في الصدارة وان تحقيقها سيكون عامل رئيسي في حل الازمة السورية".
وتابع " على الحكومة السورية ان تلتزم بما اتفق عليه من خلال لقاءتها في القاهرة والرياض وعمان وبأن حل الازمة السورية يتم عبر الخطوات التالية اجراء انتخابات نزيهة شفافة في ظل رقابة دولية وعربية – ايقاف العمل بالدستور الحالي تمهيدا للاتفاق على دستور جديد يشارك في صياغته كل القوى السياسية – اطلاق سراح المعتقلين من السجون – اجراء مصالحة مع قوى المعارضة ويستثنى العناصر الارهابية .ويتم ذلك من خلال سياسة خطوة مقابل خطوة التي اعتمدتها المنظومة العربية في التعامل مع الحكومة السورية في اطار حل الازمة".
وحول عودة سوريا الى جامعة الدول العربية قال المليجي " أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، واتفق مع ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي " ان عودة سوريا بمثابة التفعيل العملي للدور العربي، وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة السورية استناداً للمرجعيات الدولية للحل وقرار مجلس الأمن 2254 .أن عودة سوريا للحضن العربي سيسهم بشكل كبير في حل الازمة السورية بعدما استمرت لما يزيد عن عقد من الزمان في الاطار الاقليمي والدولي ولم يحدث سوى المزيد من إراقة الدماء السورية التي نزفت جراء المواجهة مع الجماعات الارهابية، وكذلك ادت التدخلات الاقليمية والدولية الى تعقيد الازمة واحتلال تركيا لمساحات من الاراضي السورية فضلا عن تصاعد معاناة الشعب السوري سواء منهم المقيمين داخل الاراضي السورية او النازحين في دول الجوار".
ونوه "ان زيارة الرئيس السوري بشار الاسد وما تبعها من لقاءات ثنائيىة ستفضي الى خطوات تؤدي الى حل الازمة السورية وخاصة بعدما اصبحت لدى العرب قناعة بأن استمرار الازمة السورية سيضاعف من تداعياتها الكارثية وستمتد آثار تلك التداعيات للمنظومة العربية".
وبخصوص المبادرة التي اطلقتها الادارة الذاتية، أكد الكاتب المصري إلهامي المليجي بأن الادارة الذاتية تتميز بالديناميكية وهذا يمثل في تفاعلها مع عودة سوريا الى المنظومة العربية من خلال تصريحات ايجابية ترحب بالعودة ضمن محددات .. وفي هذا الاطار جاءت المبادرة السياسية التي اطلقتها الادارة الذاتية والتي تهدف للوصول الى حل سلمي وديمقراطي للأزمة التي تجتاح سوريا، لإنهاء معاناة الملايين من أبناء الشعب السوري، وطالبت في مبادرتها المتميزة مشاركة جميع القوى السياسية بالعمل على اتخاذ الخطوات المطلوبة في سبيل إيجاد حل مشترك قائم على أسس الحوار والتعاون والتوافق".
وانهى الكاتب المصري إلهامي المليجي تصريحاته بالقول " الجامعة العربية منفتحة على كل اطراف الازمة السورية وخاصة قيادة الادارة الذاتية المتمثلة بالرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي الهام احمد التي سبق و تواصلت مع الامانة العامة واظن انها خرجت ايجابية، ما يتطلب مزيد من التواصل من قبل قيادة الادارة الذاتية مع الجامعة العربية لاطلاعها على مبادرة الادارة الذاتية لحل الأزمة وبدء حوار معمق مع الجامعة يكون ممهداً لحوار مع الحكومة السورية سعيا لتطبيع العلاقات في اطار الحل الشامل التي تهدف اليها الجامعة العربية".