الإمارات والمغرب.. تقارب بوتيرة متسارعة يثير حفيظة الجزائر

تشهد العلاقات بين الإمارات والمغرب تطورات ملحوظة على مدار الأشهر الماضية، وباتت مجالات التعاون متعددة بين البلدين، لكن يبدو أن هذا التقارب يحمل بعضاً من المشكلات لدى الجزائر الجارة للمملكة المغربية.

قد زار العاهل المغربي محمد السادس ملك المغرب الإمارات حيث التقى الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية، وتم التوقيع على ما سمي بـ"إعلان نحو شراكة مبتكرة وراسخة"؛ بهدف تطوير التعاون بين أبوظبي والرباط في كافة المجالات التعاون التجاري والاستثماري والاقتصادي، في إطار العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين.

أفق التعاون بين الإمارات والمغرب

No description available.

في هذا السياق، يقول الدكتور جاسم خلفان المحلل السياسي والكاتب الصحفي الإماراتي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن العلاقات بين الإمارات والمغرب حديث ذو شؤون وشجون، فاللقاء الذي جمع من قبل بين رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد وشقيقه ملك المغرب محمد السادس أتى في إطار العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.

وأوضح أن اللقاء في هذه المرة كان عبارة عن عملية مشتركة للتعاون ومذكرات تفاهم تم النقاش حولها بين الطرفين، وكل وزير في كل اختصاص من الدولتين كان له إمضاء على مذكرات تفاهم، حيث تم التفاهم على إرساء شراكة استثمارية على مشروعات مثل القطار فائق السرعة في المغرب، كذلك كان هناك حديث في قطاع المياه.

وقال "خلفان" إنه كان هناك حديث حول التشارك في قطاعات الطاقة والمطارات والفلاحة والصيد البحري والموانئ وكذلك مشروع أنبوب المغرب نيجيريا وغيرها من المجالات كالسياحة والعقارات والتقنية الحديثة، وهذه مشروعات كبيرة ستقام بين البلدين، فكل الدول علاقاتها تتجه للعب السياسة ذات المصالح.

ولفت إلى أنه في إطار تلك المشروعات يتم التفاهم بين كل الأطراف المعنية لتوقيع مشروعات وإنجازها بما يعود بالنفع على البلدين، وهذا ما يعبر عنه التعاون بين أبو ظبي والرباط، وهذا ما يجب أن يحدث بين مختلف الدول العربية، بحيث تتبادل المنفعة ويكون لرأس المال دورة تخدم البلدين.

الجزائر تهاجم الإمارات

وفي خضم خلاف كبير بين الإمارات والسودان، يبدو أن التقارب من قبل أبو ظبي مع الرباط أثار حفيظة الجزائر التي من المعلوم أنها في علاقات متوترة مع المملكة المغربية وصلت إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ اتهمت الإذاعة الجزائرية الحكومية في مقال عبر موقعها الرسمي الجانب الإماراتي بتمويل حملة إعلامية لنشر أخبار كاذبة تطال الجزائر.

وذكرت الإذاعة الجزائرية تحديداً أن الرباط أنفقت 15 مليون يورو للمغرب من أجل إطلاق حملة إعلامية وحملات عبر منصات التواصل الاجتماعي ونشر دعاية كاذبة بالتعاون مع إسرائيل، لتوتير الأجواء بين الجزائر ودول الساحل الأفريقي، عبر اتهام الجزائر بتنفيذ خطوات من شأنها ضرب استقرار دولتي مالي والنيجر.

No description available.

وتعليقاً على هذه التطورات، يقول الكاتب الصحفي الجزائري أحمد بوداوود، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن ما أثارته الإذاعة الجزائرية ليس بالأمر الجديد، وللأسف الشديد الإمارات تلعب دوراً غير مقبول على مستوى أفريقيا، بدء بما يحدث في ليبيا ودول الساحل والجزائر والمغرب، وهناك تقارير تستند إلى معلومات استخباراتية بأن أبو ظبي تريد توتير الأجواء في منطقة الساحل بالتعاون مع الموساد لا سيما بين الجزائر ومالي والنيجر.

وقال "بوداوود" إن الأمر أكثر من 15 مليون يورو، فشعب الجزائر يرى أن الإمارات هي إحدى أذرع الموساد والكيان الصهيوني، وقد فضحتها مواقفها بتأييدها لإسرائيل في العدوان الأخيرة على غزة، مستدلاً بصحيفة "هآرتس" العبرية على سبيل المثال ذكرت أن أبو ظبي أرسلت 5 طائرات مساعدات عسكرية عاجلة إلى إسرائيل في إطار تنفيذ بعض من بنود اتفاق تطبيع العلاقات بين البلدين.

ويرى الكاتب الصحفي الجزائري أن محاولات الإمارات للوقيعة بين الجزائر ودول الساحل لا تحتاج إلى دليل، محذراً من أن الممارسات الإماراتية ستعرضها للعزل، وهذه المخططات ستفشل على حد قوله، زاعماً أنها تحاول أن تلعب دوراً أكثر من دورها وحاولت من قبل سرقة دور مصر الريادي، معتبراً أن النظام الإماراتي يعمل ضد الأمة العربية ومصالحها، قائلاً إن أبو ظبي لديها تراكم من التواطؤ ضد الدول العربية.

ويأتي ما أثارته الإذاعة الجزائرية تزامناً مع توترات بين السودان والإمارات خلال الأيام الماضية وصلت طرد دبلوماسيين بشكل متبادل على خلفية اتهامات من الخرطوم لأبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دخلت في حالة صراع مع الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.