فوجئ العالم بهجوم مباغت من أذربيجان على إقليم قره باغ ضمت خلاله الإقليم بمساعدة تركية، وسط مخاوف من حدوث تطهير عرقي للسكان الأرمن ولذلك حاورت وكالة فرات فيرا يعقوبيان، المديرة التنفيذية للهيئة الأرمينية للشرق الأوسط حول الهجوم الذي تعرض له الإقليم وأهداف كل من أذربيجان وتركيا منه والانتهاكات التي تعرض لها الشعب الأرمني هناك.
كيف ترين الهجوم الأذري الأخير على إقليم قره باغ؟
يعني إفراغ المنطقة كلها من سكانها الأرمن، كما حدث سابقا في إقليم بين أذربيجان وأرمينيا وإيران حدث إفراغ من سكانها الأرمن كليا ولم يعد أحد يتحدث عن أرمن هذا الإقليم، وهذا هو المخطط في منطقة ناغورنو قره باغ إفراغ المنطقة كليا وتهجير سكانها بالكامل، وبعد ذلك ما ممكن أن يحدث تطهير عرقي والمجازر التي يمكن أن تحدث في الإقليم.
يتهم البعض رئيس الوزراء الأرمني بالتسبب في الوضع الأخير في إقليم ناغورنو قره باغ؟
هناك تخاذل أرمني برئاسة نيكول باشينيان، لأنه وقع على اتفاقية الأرض مقابل السلام، أي التخلي عن قره باغ مقابل الحصول على السلام، وهذا ما أدى إلى سخط كبير داخل أرمينيا وخارجها، لأنه لا أحد يثق بتركيا أو أذربيحان، الحكومة الأرمينية كانت تعلم بما ستؤول إليه الأوضاع في إقليم ناغورنو قره باغ ولم تحرك ساكناً، واتفاقية الهدنة التي وقعها باشينيان كانت تسليم بالوضع الحقيقي الذي وصلت إليه الأوضاع حاليا في الإقليم، يغني ترك الأرمن لمصيرهم داخل قره باغ.
هل يشكل ممر زنزور خلاف أكبر بين أرمينيا وأذربيجان؟
أذربيجان لن تترك أرمينيا هادئة وذلك لأنه يوجد حديث حول فتح ممر زنزور ليس الخلاف على قره باغ ولكن على ممر زنزور، هذا الممر صلة الوصل بين أذربيجان وتركيا وبين تركيا ودول آسيا الوسطى، وهو بداية لمشروعها الطوراني وهذا هو سر الخلاف وهو خلاف جيو سياسي واستراتيجي، أكثر ما هو خلاف على إقليم ناغورنو قره باغ، ولذلك كان تطهير قره باغ وافراغها من الأرمن وبالتالي فتح الممر بين أذربيجان وتركيا، وروسيا موافقة على هذا المشروع ولكن الطرف الغير موافق على هذا المشروع هي ايران، حيث أن إيران ترفض هذا الطريق الذي يمر من أمام الحدود الإيرانية، لأن إيران خائفة من الأذريين وخاصة أنه بها عدد كبير من القومية الأذرية تقوم بمشكلات داخل إيران، إضافة إلى صراعها التاريخي مع تركيا، كما أن أرمينيا يجب أن تخاف من هذا الممر لأنها لا تعلم أن هذا الممر سيكون تحت إشراف الأرمن ام دولة أخرى، لأن تركيا وأذربيجان تقولا إن الممر يحجب أن يكون تحت إشراف تركي وأذري، وروسيا تقول إنه يجب أن يكون تحت إشراف روسي وأرمينيا تقول إنه لطالما يمر في الأراضي الأرمينية يجب أن يكون تحت إشراف أرمينيا.
لماذا لم تقوم إيران بمساعدة الأرمن في قره باغ؟
أرمينيا تركت وحدها في هذا الصراع وإيران فضلت ألا تدخل في صراع ليست طرف فيه، ولا تنسي أنه توجد تحالفات أخرى في المنطقة، لأن التحالفات والعلاقات في منطقة القوقاز متشابكة جدآ، ولذلك أن مصالح إيران لا تسمح لها بالدخول في حرب مع أذربيجان وتركيا وروسيا من أجل أرمينيا.
هل نفط أذربيجاني يلعب دور في غض الطرف عن الهجوم الذي قامت به؟
اليوم أرمينيا محاصرة من عدوتين هما أذربيجان وتركيا العدو التاريخي للشعب الأرميني، وأذربيجان دولة نفطية وهذا ما يجعل روسيا تدعم أذربيجان ضد الأرمن في الإقليم.
ماذا ينتظر إقليم ناغورنو قره باغ؟
بعد الذي صار في 2020 والمعارك في الأيام الماضية لا يمكن أن يعود الإقليم إلى سابق عهده، لأن الأرمن يخافون من البقاء في المنطقة، إذا بقوا في المنطقة يخافون من عملية تطهير عرقي قد تقوم به أذربيجان ويخافون من مجازر جديدة، خاصة أن أرمينيا تخلت عن الإقليم مقابل أن تحصل على السلام في المنطقة، وهو أمر غير واضح المعالم حالياً هل سيحدث سلام بعد مغادرة الشعب الأرمني لإقليم قره باغ، فمصير المنطقة حتى الآن مجهول، ولكن الثابت أن اليوم يوجد عمليات نزوح جماعي بشكل قسري في قره باغ.
كيف ترين موقف المجتمع الدولي من قضية إقليم ناغورنو قره باغ؟
المجتمع الدولي اليوم تخاذل عن نصرة الشعب الأرميني وما يتحدث عنه المجتمع الدولي من حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها فإن هذه الشعوب تقتل في القرن الواحد وعشرين أمام العالم، ويحصل كل شيء على مرأى من العالم ولا أحد يحرك ساكناً، وتحولت إلى قضية مصالح وليست حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، فمن يستمع إلى حديث الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيجد أنه لا يوجد من أفضل حديث الأوروبيين عن قره باغ، ولكن لم يحرك أحد ساكنا كانت فرنسا والولايات المتحدة دائما تدعم الأرمن وشريكة في المفاوضات التي دارت حول قره باغ في السنوات الثلاثين الماضية.