"ثورة شعب".. سياسيون: 30 يونيو أنقذت مصر والمنطقة من إرهاب الإخوان

يعيش المصريون هذه الأيام ذكرى ثورة 30 يونيو/حزيران التي خرجوا فيها لاستعادة دولتهم من براثن إرهاب جماعة الإخوان وفكرها الإقصائي التقسيمي.

خرج ملايين المصريين في 30 يونيو/حزيران من عام 2013 ضد جماعة الإخوان في واحدة من الثورات الشعبية التاريخية، وذلك بعد عام واحد من وصول هذا التنظيم الإرهابي إلى سدة الحكم في غفلة من التاريخ مرت ببلد صاحب حضارة عريقة ضاربة في جذور الزمن، ليستعيد المصريون دولتهم ويعيدوها إلى مسارها الصحيح.

ويجمع سياسيون على أن ثورة 30 يونيو/حزيران لم تكن حدود تأثيرها قاصرة على إسقاط إرهاب جماعة الإخوان داخل حدود جمهورية مصر العربية فقط، بل على العكس فقد امتد صداها إلى كافة الدول المجاورة مثل ليبيا وتونس، وخرجت المظاهرات في بقاع عديدة تندد بالجماعة وترفض حكمها أسوة بما فعله المصريون.

هذا ما أراده الإخوان

لا يتوفر وصف.

في هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي المصري بلال الدوي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء، إن ثورة 30 يونيو/حزيران المجيدة كشفت عن الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان وهي أنها تنظيم إرهابي كان يخطط للسيطرة على مصر وجعلها مرتعاً للإرهاب، ينصر هذه الجماعة في مواجهة الدولة، وبالتالي كنا أمام تهديد فعلي لأمن الدولة المصري.

وأضاف أن الإخوان كان لديهم أربع معسكرات تدريب في سيناء، وكان يقوم على التدريب فيها عدد من قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي، الذين أفرجت عنهم الجماعة خلال فترة حكمها مثل عبد العزيز الجمل المتورط في قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأبو العلا عبد الرب قاتل المفكر المصري فرج فودة، ومعهما محمد جمال عبده الكاشف الذراع اليمنى لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السابق ومعهم رمزي موافي طبيب بن لادن.

ويلفت "الدوي" إلى أن الشخص الخامس كان أحمد سلامة مبروك عضو تنظيم القاعدة والذي تفاجأنا بظهوره ضمن ما يعرف بـ “جبهة النصرة" في سوريا لاحقاً والذي قتل بالأراضي السورية، مشدداً على أن هذا ما يجب أن يعلمه الناس بأنه كانت هناك 4 معسكرات تدريب إرهابية في سيناء أرض الفيروز برعاية جماعة الإخوان الإرهابية.

وكانت جماعة الإخوان أفرجت عن عديد من الشخصيات الإرهابية عندما وصلت إلى السلطة أو قبلها بعد أن باتت متصدرة المشهد المصري عقب أحداث 25 يناير/كانون الأول 2011، ومن سخرية القدر أنها أفرجت عن طارق الزمر المشارك في قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات ثم تدعوه للمشاركة في احتفالات حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة التي كان السادات هو صاحب الفضل الأول فيها.

"أنقذنا سيناء"

ويستكمل الكاتب الصحفي المصري حديثه فيقول إن الشعب المصري خرج في 30 يونيو ضد إرهاب الإخوان وأسقط حكم الجماعة، فكانت النتيجة أن سيناء التي كانت بها معسكرات التدريبات الإرهابية تحولت إلى واحة للتنمية الحقيقية بتوجيه 680 مليار جنيه إليها بكافة المشروعات، ولا تزال عملية التنمية والتطوير قائمة، وبالتالي أنقذنا سيناء من التحول إلى إمارة إرهابية، وكل هذا من أجل مستقبل الشباب المصري.

وأضاف "الدوي" أن الإخوان كانوا يريدون مصر دولة مصدرة للإرهاب، وبالتالي دولة فاشلة وغير قادرة على القيام بأي دور، بل وكانوا يريدون إنشاء وتأسيس أجهزة موازية، وأردوا اختراق كافة مؤسسات الدولة، وبالأصح أرادوا تشكيل جيش موازي وأجهزة أمنية موازية لابتلاع الدولة المصرية، مشدداً على أن مصر عصية على البلع، خصوصاً أننا نتحدث عن جماعة إرهابية، ولما لفظها الشعب كشفت وجهها الحقيقي ولجأت إلى الإرهاب والقتل والعنف، لأن هذه الجماعة أرادت هدم الدولة.

وعقب ثورة 30 يونيو/حزيران قام عناصر الإخوان بحرق أقسام شرطة وكنائس وبعض المرافق الحيوية واعتدوا على الآمنين كما استهدفوا أبراج الكهرباء، وأطلقوا يدهم الإرهابية في سيناء فنفذوا عديداً من الاعتداءات الإرهابية ضد نقاط الأمن والجيش وأرادوا تحويلها إلى إمارة إسلامية مزعومة خارج سيطرة الدولة في هذه الأرض العزيزة والغالية على كل المصريين التي استعادوها من إسرائيل بدمائهم الطيبة الطاهرة.

هزيمة إقليمية للجماعة الإرهابية

لا يتوفر وصف.

بدوره، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في حديث هاتفي لوكالة فرات للأنباء، إن ثورة 30 يونيو كانت اللحظة الأهم في هزيمة مخطط تنظيم الإخوان الإرهابي ليس في مصر فقط، بل في بقية الدول العربية، وربما امتد تأثير هذا السقوط إلى بعض الدول الأخرى غير العربية، فالإخوان كانوا يعتبرون مصر ما هي إلا نقطة انطلاق في مشروع الهيمنة على الشعوب العربية بأفكارهم الهدامة والمتطرفة.

وأضاف "الشريف" أنه لهذا عندما سقطت الجماعة في مصر وخرج الشعب المصري في 30 يونيو/حزيران عام 2013 يقول لا لحكم المرشد ولا لحكم هذه الجماعة، خرجت الشعوب في دول أخرى تريد إنهاء حكم هذه الجماعة الفاشلة، فرأينا معركة الكرامة في ليبيا بقيادة المشير خليفة حفتر التي قُدمت خلالها البطولات والتضحيات من أجل إنهاء مخطط اختطاف ليبيا من قبل المليشيات الإرهابية المرتبطة بالإخوان وبعض القوى التي تستخدم تلك الجماعة أو تلك التي تدعمها.

ولفت إلى أنه في تونس كذلك، رأينا المظاهرات والاحتجاجات تخرج يوماً تلو الآخر وصولاً إلى إسقاط حكم حركة النهضة الإخوانية التي أرادت رهن الدولة التونسية لصالح مشروعها الإسلاموي ولصالح بعض القوى والأطراف الإقليمية وسرقة الديمقراطية الوليدة، وبالتالي يمكن القول إن ثورة 30 يونيو أوقفت المد الإخواني الذي كان جامحاً في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها الدول العربية نهاية عام 2010 وبداية عام 2011.

وفي ختام تصريحاته، أشار مدير مركز العرب للأبحاث إلى أن مصر كذلك تعاملت مع معركتها في مواجهة الإرهاب كمعركة إقليمية وعالمية، ولم يقتصر الأمر بالنسبة لها على مواجهته داخل حدودها، وإنما عملت على القيام بكل الجهود الممكنة لتجفيف منابع الإرهاب وتمويله ودعم كل التحركات ذات الصلة، وعبر الأمم المتحدة تحركت بنشاط في إطار رؤيتها العالمية لمواجهة الإرهاب التي كانت لها استجابات وأصداء واسعة.