"ميادة شيخ موس": اتخذت المرأة الكردية قدوة وقررت التمرد على الجمود

تختلف حياة المواطنة "ميادة شيخ موس" في هذه الأثناء عن وضعها قبل عام 2012، حيث كانت في هذه الأثناء إمرأة عادية تخضع لقيود المجتمع الذكورية التي تقضي على أيه آمال أو أحلام للمرأة في نيل المساواة أو التحرك في خارج إطار المنزل.

في العام 2012 تغيرت رؤية شيخ موس بعد أن اطلعت على تجربة مواطناتها الكرديات اللاتي تحركن على كافة الأصعدة واستطعن تحقيق نجاحات كبيرة رأت أنها تستحق الإشادة وتستحق أن تسير النساء على نهجها.

ومن هذه اللحظة قررت أن تكون مثل النساء الكرديات القويات، تعمل لتساعد شعبها بنفسها ولتناضل من أجل كسر القيود المفروضة عليها وعلى غيرها من النساء العربيات اللاتي تقمن في روج آفا.

ومنذ أن تعرفت شيخ موس على رؤئية ونهج القائد الكردي عبد الله أوجلان، الذي أظهر حقيقة حرية المرأة، وهي تسير على نفس النهج وتعبر عن ندم لأنها لم تتعرف عليها مبكراً وإلا كانت أمور كثيرة قد تغيرت في حياتها وهي البالغة من العمر 51 عام.

وكالة أنباء فرات( ANF) التقت "ميادة شيخ موس" (51 عاماً)، من مكون العربي بمدينة قامشلو، وهي نائبة رئيسة لجنة المرأة في كومين الشهيدة روكن بحي قناة سويس بمدينة قامشلو، في لقاء ممتد تحدثت خلاله عن وضع المجتمع وخاصة المرأة  قبل النزاع السوري والتطورات التي جرت فيما بعد وصور التغيير التي جرت على حياتها.

 كنت "صماء .. بكماء"

وقالت "ميادة شيخ موس" خلال المقابلة: "أنا امرآة عربية كنت أقوم كغيري من النساء بتربية أطفالي، وأعيش تحت ظلم الذكوري، يتضمن كافة أشكال اللامساواة  بين الجنسين قبل الأحداث التي جرت في روج آفا وعموم سوريا".

وأوضحت: "كنت أقبع في منزلي فقط، لم أكن أفطن أي شيء في السياسة، بل وكنت بعيدةً جداً عن كافة الأمور التي تتعلق بها، وخاصة نيل المرأة حقوقها وحريتها وتنظيم نفسها بنفسها، كنت مثل الصماء والبكماء في كل هذا، لأنني كنت أعيش ضمن الأعراف والتقاليد المتشددة وألتزم بها".

هل سينتهي أمرنا على هذا النحو؟

وتابعت شيخ موس: "عندما توغلت المجموعات المسلحة داخل أراضي سوريا كنت أسأل نفسي، هل سينتهي أمرنا على هذا النحو، وتحت هذا الظلم والكوارث الاجتماعية؟ .. ومع مرور الوقت وبعد تشكيل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة كنت أظن أن الشعب الكردي لديهم حق بحماية أراضي روج آفا وشعبهم الكردي فقط".

وأضافت "لكن بعدها تطورت أشياء كثيرة لصالح عموم الشعب وحينما تم تشكيل مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، تم تأسيس التنظيمات والمؤسسات واللجان الخاصة بالمرأة وشاركت فيه النساء من كافة المكونات والطوائف، وعندما كنت أرى عضوات الكومين والمجالس تقمن بتنظيم اجتماعي وسياسي للشعب والمرأة  دون وضع أية من أنواع التفرقة الجنسوية واللامساواة، والتي تهدف لتحرير المرأة من نير المجتمع الجنسوي والنظام الذكوري كانت تتشكل لدي حالة انبهار بهن".

وأكملت: "وإلى جانب آخر كن يقمن بأعمالهن على أكمل وجه من تلبية احتياجات سكان الحي ويضعن حلول لمشاكل مجتمع بمعنويات عالية وإرادة قوية، كنت أتعجب من حريتهن وإرادتهن كثيراً، وكنت أتابع أوضاع بلدنا من بعيد عبر القنوات الفضائية، وكنت أرى بأنه يتم تحرير عدة المدن وسكانها العرب من قبل وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية فكنت سعيدة جداً لأني حصلت على جواب لأسئلتي بان هذه الوحدات تشكل مجتمع حر وحياة مشتركة موحدة بين كافة المكونات".

امرآة تناضل ضد القيود المتشددة على النساء

وتسرد شيخ موس في حديثها عن واقع المرأة العربية في روج آفا سابقاً قائلة:" كانت المرأة العربية تعاني كثيراً من الظلم وبدعوى المعتقدات الدينية مورس تجاهها كثير من الضغوط سواء من قبل النظام في السابق، أو من قِبل المجموعات التي توغلت إلى أراضينا، وأجبرت النساء على طاعة أوامرهم قسراً بلبس أزياء بعينها، وحتى الفتيات الصغيرات كن مرغمات على هذه الألبسة".

وأضافت "كانوا يوزرعون سياسة التشدد الديني والفتنة بين كل أطياف المجتمع، كما أنهم كانوا ينظرون إلى المرأة كونها  "كالشرف للرجل" ليس إلا، لذلك قُيدت المرأة داخل المجتمع والمنزل مثل كثير من النساء في مدينة منبج ودير الزور، الرقة قبل تمشيطها من المرتزقة كما رأينا المعاناة التي حصلت لنسائنا الإيزيديات في شنكال".

واستطردت: "كنت أقول لنفسي هل سيأتي ذلك اليوم الذي بإمكاني مساعدة هؤلاء المظلومين المقيدين من قبل هذه مجموعات الإرهابية، قلت سابقاً فأنا تأثرت من شجاعة  النساء الكرديات وبالأخص وحدات حماية المرأة، اللواتي حاربن إرهابيو داعش ومجموعات مسلحة أخرى حتى وصلت العديد منهن إلى مرتبة الشهادة".

وتابعت: "قررت في عام 2012 أن أكون مثل النساء الكرديات القويات وأساعد شعبي بنفسي فأنا أيضاً امرأة سوف أناضل ضد القيود، وسأسير على نهج  القائد الكردي عبد الله أوجلان الذي أظهر حقيقة حرية المرأة ومناهضة ثقافة الاغتصاب المطبقة بحق المرأة والمجتمع وبناء مجتمع أخلاقي الحر ما دمت حية".

 أنا سعيدة جداً بعملي داخل كومين

و أشارت شيخ موس إلى أنها شاركت في عدد من الاجتماعات والمؤتمرات النسائية وتعلمت من صديقاتها عضوات الكومين كيفية العمل داخله.

وعبرت عن سعادتها بهذا العمل قائلة: "وأنا سعيدة جداً بعملي لأنني أخدم المجتمع والمرأة، وكنت أتمنى لو كنت تعرفت على فلسفة القائد أوجلان منذ صغري".

وناشدت ميادة شيخ موس في ختام حديثها النساء إلى ضرورة العمل والتعرف على حقوقهن والعمل الجاد من أجل نيلها قائلة: "على جميع النساء العربيات أن تعملن في كومينات وأن تنضم إلى كافة المؤسسات الأخرى في جميع المجالات لإنقاذ أنفسهن من الظلم الذكوري، وحتى يتسنى لهن خدمة شعبهن الديمقراطي، لأن الديمقراطية التي حصلت في روج آفا ربما هي أهم منها في أي دولة أخرى، وعلى المرأة الاستفادة من ذلك، لتقوم بحل قضاياها بنفسها، ولكي تنال حقوقها التي هي حق أصيل لها بين المجتمع العربي".