ثلاث أخوات عربيات من مواليد دير الزور توجّهن إلى فجر الحرية ليقاومن ضمن صفوف وحدات حماية المرأة وليثبتن للعالم بأسره أنهن باقيات على الوعد الذي قطعنه.
وأوضحت الأخوات الثلاث المقاتلات أنهن يشعرن بروح الرفقة والصداقة وهو ما لم يجدنه إلا في صفوف وحدات حماية المرأة.
"شعرت بتغييرات كبيرة داخلي وأنا في صفوف وحدات حماية المرأة"
قالت الأخت ليلى ولات، المقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة: "أنا من دير الزور وعمري 22 عاماً. شعرت بسعادة غامرة حين علمت بخبر تحرير دير الزور من المرتزقة. لأننا لم نخرج منذ 7 أعوام من منزلنا وكنّا نعيش خارج المدينة. لقد خرجنا من دير الزور عام 2011-2012. أي أننا انتقلنا إلى الرقة منذ بداية الأحداث وبقينا هناك مدة 4 أعوام. بعدها هربنا من مرتزقة داعش وانتقلنا إلى مدينة الحسكة. قبل انضمامنا إلى وحدات حماية المرأة بقينا عاماً في الحسكة. كنا نعيش في المنزل فقط لكي نؤدي الوظائف الاجتماعية، لكنا بعد انضمامنا إلى صفوف وحدات حماية المرأة وتلقينا للتدريب شعرت أنا وأختاي بتغييرات كبيرة في حياتنا. الآن نشعر بروح الرفقة في داخلنا ونتعامل مع بعضنا البعض كرفاق. في البدء تأثرنا لأننا كنا سنفترق، لكن من خلال التدريب منحنا معنى لكل ذلك وكان الفراق أمراً طبيعياً. لقد تعلّمنا أشياءً كثيرة، اكتسبنا روح الرفقة. هنالك روح تعاونية هنا، هناك نقاش مشترك. أستطيع القول أن عقليتي قد تغيّرت في كثير من الجوانب".
وحدات حماية المرأة تمنح القوة للمرأة
كما تحدّثت الأخت أريَن زاكروس عن انضمامها إلى صفوف وحدات حماية المرأة بالقول: "عمري 21 عام. عشنا فترة تحت سلطة داعش في الرقة. كان مرتزقة داعش يظلمون الجميع، صغاراً وكباراً، وكانوا يقتلون الأطفال لأتفه الأسباب. لم يكونوا يسمحون للمرء بأن يتكلم أبداً، وظلموا النساء كثيراً. انضممت إلى صفوف وحدات حماية المرأة منذ شهرين. لم يكن للمرأة حق العيش حين كنا في المجتمع، كنا دوماً خاضعات، ولكن بعد انضمامنا لم أعش فكرة افتراقي عن أخواتي ورأيت أن روح الرفقة وقربي من رفاقي في وحدات حماية المرأة كان أعلى من قربي من أخواتي. أرى تغييرات إيجابية كثيرة في شخصيتي. سابقاً كانت هناك شخصية خائفة ومتشككة لكن اليوم هناك العكس".
"وحدات حماية المرأة تحمي حقوق المرأة وانضممت إليها على هذا الأساس"
كما تحدّثت الأخت الاصغر روجدا عن قصة انضمامها إلى صفوف وحدات حماية المرأة بالقول: "كانت لدي من قبل رغبة شديدة في الانضمام إلى وحدات حماية المرأة، لكنني كنت عاجزة عن ذلك. بعد انضمام أختيّ تملّكني شعور بالقوة للانضمام إلى وحدات حماية المرأة. تأثرت بانضمام أختيّ وبعد انضمامهما بـ 15 يوماً انضممت أنا كذلك. لم تكن حياتي في المنزل تسير بشكل جيد وكنت أرغب دوماً في الانزواء والوحدة. تعمّقت فكرة الانضمام لدي حين سمعت أن وحدات حماية المرأة تقاتل لأجل النساء وأنها تحمي حقوق النساء. أردت أن أعلم ما هي الحقوق التي تقاتل النساء في سبيل نيلها. تلقيت فائدة كبيرة من خلال الدروس السياسية. على الأقل تعلّمنا كيفية حلّ مشاكلنا الاجتماعية".
وقد عبّرت الأخوات الثلاث المقاتلات عن فرحتهن بتحرير دير الزور من مرتزقة داعش وأكدن أنهن سيبقين حتى النهاية يدافعن عن حقوق المرأة في صفوف وحدات حماية المرأة.