"الثورة تتجدد".. أول مؤتمر عالمي للمرأة

سلطت الأضواء على ثورة روج آفا ودور المرأة داخل حركة التحرر الكردستانية، خلال أعمال المؤتمر العالمي الأول للمرأة والذي استضافته مدينة فرانكفورت.

بدعوة من شبكة (Women weaving the future / المرأة تصنع المستقبل) عقد في مدينة فرانكفورت المؤتمر العالمي الأول للمرأة تحت شعار "الثورة تتجدد" بتاريخ 6-7 تشرين الأول الجاري. 

وشارك في المؤتمر 500 امرأة من مختلف دول العالم.

وخلال المؤتمر تم طرح ومناقشة الكثير من تجارب ثورة المرأة في مختلف دول العالم، وما كان حاضراً وبقوة في المؤتمر هو الاهتمام الكبير لثورة روج آفا ودور المرأة داخل حركة التحرر الكردستانية.

وفي نهاية اليوم الأول للمؤتمر التقينا بالعديد من النساء اللاتي حضرن المؤتمر. وكان واضحاً أن للمؤتمر تأثير كبير عليهن ومن ناحية أخرى بات بريق أمل بالنسبة لهن ليكون انطلاقة جديدة نحو تحقيق الآمال والطموحات في المستقبل.

تقول المحاضرة " نيريا إيزاجير " من إسبانيا-الباسك: نحن في المؤتمر من مجموعات مختلفة بيننا نساء من "المسيرة العالمية" ونساء من الحركة الفامينية. في السابق كان لي زيارة إلى كولن وشاركت في أول معسكر لـ "جنولوجيا" وكانت تجربة رائعة حقاً.

وتضيف "في هذا المؤتمر انضممت إلى مجموعة عمل "الاستعمار وتأثيره على المرأة"، وتأثرت كثيراً بهذا العمل بعد استماعي إلى حديث العديد من النساء من أفغانستان، السودان، شنكال وعفرين".

وأوضحت: "الأم الشنكالية غنت قصيدة رثاء. في الحقيقة لم نكن نفهم ما تقوله، لكننا رغم هذا أجهشنا بالبكاء، فالإنسانية لا لغة لها يكفي أن تكون إنساناً حتى تشعر بغيرك. عندما كنت استمع إلى صوتها بدأت أشعر بألم ومعاناة الذين عاشوا ويعيشون الحرب". 

وتابعت: يتساءل المرء كيف لأمهات ونساء كبيرات في السن أن يمتلكن قوة سياسية. الجميع يعلم أن الحركة اليسارية في أوروبا وكل العالم تضم في صفوفها الشابات فقط، لكن حركة التحرر الكردستاني منحت الفرصة لكل الفئات العمرية لتنضم إلى الحركة وهذا مثال يمكن أن يطبق في جميع الحركات. أنا لا أريد أن أكون يسارية متشددة لكن هنا أقول أننا نستفيد كثيراً من نضال حركة المرأة الكردية وأصبحت حركة التحرر الكردستانية مصدراً للإلهام بالنسبة لجميع النساء.

وتقول محامية من إيطاليا- ميلانو: إن الجلسة صباح اليوم كانت رائعة حقاً، كانت الحماسة مشتعلة في الداخل والتفاعل كان مؤثراً لدرجة أني كدت أبكي من شدة الانفعال. كانت مشاركة النساء من الهندوراس، كردستان، المكسيك قوية جداً وتجربة أكثر من رائعة. الآن نحن في استراحة قصيرة وسأعود للمشاركة في ورشة عمل خاصة بالبيئة.

وأضافت "في الساعات الأولى من الجلسة كلنا كنا متحمسين لسماع ما يحصل في بلداننا، مثال على هذا الحرائق التي تفتعل في كردستان. والآن سندخل لمناقشة هذه القضايا. هذه التجربة لها تأثير إيجابي على شخصيتي ومن هنا أشكر جميع النساء الكرديات والشعب الكردي الذي أعد لهذا المؤتمر ومنحنا الفرصة للاجتماع في هذا المؤتمر الرائع.

جوليا من ألمانيا بدورها قالت: "أنا من مدينة برلين، وصلني خبر انعقاد المؤتمر من بعض الأصدقاء الذين أعمل معهم تحت مظلة مبادرة دعم عفرين ضد الاحتلال التركي. مبادرة عفرين ساهمت إلى حد كبير في فتح قنوات تواصل بين الحركة الكردية والإعلام في ألمانيا، بالنسبة لنا نحن نحاول بكل الإمكانيات توسيع نطاق عملنا وإيصال صوتنا إلى المجتمع. منذ ذلك الحين وعلاقتي أصبحت أقوى مع نضال الشعب الكردي وأصبحت أتفهم بشكل أكبر مبدأ الفدرالية الديمقراطية وعلم المرأة "جنولوجيا"، وكانت لي مشاركة قبل أسبوعين في مؤتمر "جنولوجيا". 

وأشارت إلى أن المؤتمر يسير بشكل فعال، البرنامج يسير في الطريق الصحيح وله تأثيره الكبير على الحضور. 

وتقول إن هذه التجربة مفيدة للغاية منحتني الكثير من الأفكار الجديدة والحماسة والكثير من التساؤلات عن كيفية تطبيق تلك التجارب على ثورة المرأة في ألمانيا. أنا أعمل ضمن ورشة عمل تفعيل النظريات إلى حالة عملية. وأتمنى أن نحقق غايتنا في هذا المؤتمر. 

وتوضح تيرا من برلين أيضاً: "أعمل ضمن مجلس المرأة الكردية في برلين. لهذا كان لي مشاركة في التحضير لهذا المؤتمر. الجلسة الأولى اليوم كانت مؤثرة للغاية على الحضور. المشاركة الأولى أظهرت النضال الطبيعي في كل بقعة من العالم. تلك الصورة منحت الجميع القوة لأن المواضيع والمعاناة في كل مكان هي عينها، والواجب اليوم هو مواصلة مثل هذه المؤتمرات وتسليط الضوء على المأساة وتشكيل قوة للمواجهة وإنهاء المعاناة". 

وتضيف "اليوم هناك حضور من مختلف دول العالم يطرحون تجاربهم ويشاركونها مع الجميع في هذا المؤتمر وهذا هو الهدف الأساسي للمؤتمر". 

وتابعت: "أنا اعمل ضمن ورشة عمل تفعيل النظريات إلى حالة عملية، بالنسبة لي أعتقد أن التمسك بالنظرية وحده غير كافي فلابد من تفعيلها بشتى السبل، خاصة إذا ما كانت النظرية مهمة بالنسبة للفرد والمجتمع بشكل كبير. الآن سندخل لمناقشة المواضيع وأنا متحمسة لسماع النقاش". 

وأكدت أنه من الضروري مواصلة تنظيم مثل هذه المؤتمرات والفعاليات المشابهة. في كل مكان ليس فقط في ألمانيا، وخاصة في تلك البلدان التي تضغط على مثل هذه الفعاليات. ونحن مستعدين للذهاب إلى كل مكان ونثبت للعالم أن المرأة متمسكة بنضالها.