ومع سقوط نظام البعث وخاصة أن المرأة كانت محرومة من كافة حقوقها في ظل النظام الديكتاتوري لنظام البعث ارتفعت معنويات الشعب السوري.
ومع الإدارة الذاتية الديمقراطية تم حماية حقوق كل مكون في شمال وشرق سوريا.
كما تلعب المرأة الدور الأساسي في كافة مجالات المجتمع، مع وصول الإدارة السورية المؤقتة، تريد النساء ألا تضيع حقوقهن في الدستور السوري الجديد وأن يُكتب بشكل عادل بين النساء والرجال، لكن إدارة هيئة تحرير الشام في سوريا تريد انتهاك حقوق المرأة وتجديد النظام الأبوي.
وفي هذا السياق، عقدت النساء من كافة القطاعات والمنظمات في 7 كانون الثاني 2025، ورشة تشاورية وأكدنَّ على أنهنّ لن يقبلنَّ بقيام سوريا دون حقوق المرأة والتشاور معها، وخلال الورشة العمل، تحدثت هدية شمو، المتحدثة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا، لوكالة فرات للأنباء ANF.
"سوريا تحتضن العديد من المكونات"
وتابعت المتحدثة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا هدية شمو حديثها وقالت: "أجمل شيء في سوريا هو مكوناتها.
لا يوجد في أي مكان في العالم مجتمعات متنوعة كما هو الحال في سوريا، الجميع يعيشون فيه؛ سواء كانوا كرداً، أو عرباً، أو مسيحيين، أو إيزيديين، فإنهم يواصلون العيش معاً في جو من الأخوة.
ولكن للأسف الشديد، في ظل نظام البعث الدكتاتوري حُرم العديد من المكونات من حقوقهم ولم تتمكن من تجربة جمال سوريا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الشعب الإيزيدي الذي عانى من كل أنواع التعذيب والمجازر والقتل والإبادة، ولم تكن لنا أي حقوق بأي شكل من الأشكال ولم يكن لنا مكان في مجتمعكم".
"لا يمكن لإدارة هيئة تحرير الشام أن تفرض ذهنيتها على النساء"
وخلال كلمتها قالت هدية شمو، إنهم شعروا بفرحة كبيرة عندما تم إسقاط نظام البعث الدكتاتوري وجاءت إدارة جديدة لحكم سوريا.
ولكننا نرى أن هذه الإدارة الجديدة في سوريا تريد أيضاً فرض النظام البعثي على النساء والشعب السوري، وأضافت هدية شمو: "إن إدارة هيئة تحرير الشام تريد إدارة سوريا وفق ذهنيتها الخاصة، وتستهدف النساء بشكل خاص بسبب هذه الذهنية.
كما أنها تريد قمع حقوق المرأة مرة أخرى ووضعها تحت سيطرة الرجل المسيطر، ولن تستطيع هذه الذهنية من إدارة سوريا، لأن المرأة لم تعد كما في السابق، فالنساء اللواتي تريدون حرمانهن من حقوقهن مرة أخرى، لديهن القوة للوقوف في وجه هذه الذهنية والمطالبة بحقوقهن.
وفي الآونة الأخيرة، نُشرت عدة بيانات لإدارة هيئة تحرير الشام تحدثت فيها النساء، وكان من الواضح أنهم قاموا بتدريب النساء وفقاً لعقليتهم الخاصة حتى لا تطالب النساء الأخريات بحقوقهن.
وقد ضحت الآلاف من شهيداتنا بأرواحهن في سبيل الحرية، ونحن بدورنا، لن نترك دماء شهدائنا تذهب سُدى، حيث أن هيئة تحرير الشام تريد إعادة النساء إلى الماضي الأبوي ووضع أغطية رأس سوداء على شعرهن ووجوههن لإسكاتهن وحرمانهن من الحقوق.
لكن هذا غير ممكن، لأنه لا تعيش في سوريا مجتمعات مسلمة فقط، بل تعيش في سوريا أيضاً عشرات الأديان والمعتقدات، ولا يمكن فرض هذه الذهنية على الشعوب".
"لن نقبل ببناء سوريا دون التشاور مع المرأة"
وذكّرت هدية شمو أن ورشة عمل التشاورية النسائية قد أُقيمت بمشاركة كافة المكونات بهدف أن يعرف الجميع إرادة المرأة السورية، وتحدثت قائلةً: بسبب هذا الوضع القائم والقوانين التي تفرضها إدارة هيئة تحرير الشام على النساء، قامت النساء بعقد ورشة عمل تشاورية مع نساء من جميع المكونات والمنظمات.
وجرى مناقشة العديد من الأمور في هذه الورشة، وأعربت النساء عن ردود أفعالهن تجاه هذه الذهنية.، وكان هدفنا الرئيسي من هذه الورشة هو ضمان حصول المرأة على مكانة رئيسية في الدستور السوري الجديد، فنحن لن نقبل أبداً بإنشاء سوريا دون حقوق المرأة واستشارتها، ينبغي أن يكون نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية هو النقطة الأساسية في الدستور السوري الجديد، فالمجتمع المبني على فكر المرأة لا يفشل أبدًا ويبقى دائماً في حالة تطور".
وفي الختام، توجهت هدية شمو بالتحية لمقاومة وحدات حماية المرأة في سد تشرين وجسر قرقوزاق، وأضافت: "نحن كنساء إيزيديات نقول إنه من الضروري حماية حقوق المرأة في الدستور السوري الجديد وإقامة سوريا ديمقراطية".